في اطار مسلسل الملاحقة المستمرة من المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني عمر البشير المطلوب منذ اكثر من ثمانية اعوام للمحكمة المذكورة في القضية والاتهامات المعروفة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والابادة في اقليم دارفور عادت هذه القضية اليوم الي واجهة الاحداث والاخبار في وسائل الاعلام العالمية التي تتحدث عن القرار الذي من المفترض ان يصدره قضاة محكمة لاهاي خلال الاثنين وسبعين ساعة القادمة حول اذا ما كانت دولة جنوب افريقيا قد انتهكت القوانين الدولية بفشلها في اعتقال الرئيس السوداني الذي صدر قرار باحتجازه بواسطة احد المحاكم الجنوب افريقية عند زيارته الاخيرة لها في يونيو 2015. وقال بعض الخبراء القانونين في تصريحات اعلامية حول هذه القضية ان قرار المحكمة الجنائية المرتقب سيبعث برسالة هامة الي العديد من الدول حول التعامل مع المحكمة عندما يتعلق الامر باعتقال المطلوبين لديها . وكانت جنوب افريقيا قد شهدت تطورات درامية ومايشبه الانقسام والتضارب بين اجهزة الدولة في اعقاب صدور قرار قضائي بتحديد اقامة الرئيس السوداني عمر البشير ومنعه من مغادرة البلاد تمهيدا لتسليمه الي المحكمة الجنائية الدولية حيث تظل الكثير من تفاصيل ماحدث في ذلك الوقت في طي الكتمان من حركة داخلية في جنوب افريقيا في العام 2015 و مقاومة القرار واتخاذ تدابير علي درجة عالية من السرية لضمان تهريب الرئيس السوداني تجنبا لقرار قضائي كان من المتوقع صدورة باسقاط الحصانة عنه والشروع عمليا في اجراءات تسليمه. السلطات الرسمية في جنوب افريقيا اتخذت قرار في فترة لاحقة بعد شهور من مغادرة الرئيس السوداني وعودته الي بلاده بالانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية لقطع الطريق امام اي ملاحقة قانونية بسبب هذه القضية ولكن المحكمة العليا هناك ابطلت هذا القرار وقالت بعدم دستوريته مما فتح الباب رسميا امام محكمة لاهاي لمقاضاة دولة جنوب افريقيا والحكومة هناك واتهامها بالاخلال بالتزاماتها الدولية في هذا الصدد. قرار المحكمة الجنائية الدولية المرتقب في هذا الصدد والحيثيات المرفقة معه ربما تشكل سابقة قانونية سيكون لها تاثير سلبي مباشر علي تحركات الرئيس البشير الخارجية خاصة وانه تم الاعلان اليوم عن نيته زيارة روسيا بدعوة من الرئيس بوتين منتصف الشهر القادم الي جانب ان تاريخ صدور هذا القرار الجمعة القادم ياتي قبل اسبوع واحد من موعد القرار الامريكي المرتقب حول رفع العقوبات الاقتصادية علي السودان مما قد يترتب عليه نوع من التشويش بسبب الضجة الاعلامية وردود الفعل المتوقعة علي هذا الحكم . الرئيس السوداني ابدي استخفاف عملي علي مدي سنين طويلة بقرار اعتقاله من محكمة لاهاي اواخر الالفية الثانية وتجول بطول وعرض العالم بعد ذلك التاريخ وظلت اجهزة الاعلام الموالية له وانصاره يدعمون تحديه لهذه المحكمة ولكن هل سيكون ذلك ممكنا بعد صدور القرار المرتقب في هذا الصدد. المحكمة الجنائية الدولية يبدو انها اعدت العدة عمليا للرد علي التحدي المستمر لقرارها باعتقال البشير عبر رسالة للمجتمع الدولي ومنظماته ستضمنها في حيثيات قرارها وحكم قضاتها ضد حكومة جنوب افريقيا المعني به الرئيس السوداني عمر البشير اكثر من حكومة جوهانسبيرج. sudandailypress.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة