|
سؤال مهم للغاية!!بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الأربعاء 24 ديسمبر 2014
البروفيسور إبراهيم غندور، يبدو أنه استهلك (رصيده) من الخطب خلال جولاته الولائية في زخم انتخابات حزب المؤتمر الوطني لهياكله.. فدخل الآن في مرحلة (صمت خطابي).. ربما استعداداً للحملة الانتخابية الوشيكة. لكني أتمنى أن يجد البروف متسعاً من الوقت والتفكير ليجيب على سؤال بسيط للغاية. البروف غندور بلاشك أرهق نفسه كثيراً وتحمل فوق طاقته في تلك الرحلات المكوكية.. من أقاصي السودان إلى أقاصيه.. وبذل جهداً كبيراً في الخطب التي ألقاها على مؤتمرات الولايات.. وهو رجل في مقام دستوري رفيع، حيث يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية.. ونائب رئيس الحزب.. بكل هذه الألقاب والمناصب الرفيعة ألم يكن البروف يعلم أن المرشحين لمناصب الولاة (الذين أشرف غندور على انتخابات ترشيحهم في الولايات) سيستغنى عنهم حزب المؤتمر الوطني بعد أقل من أسبوع من انتخاب آخر خمسة في آخر ولاية (وأظنها البحر الأحمر).. هذا السؤال محوري ومهم للغاية.. لسبب بسيط إذا كان الرجل الثاني في الجمهورية وفي الحزب لا يمكنه رؤية متغيرات كبرى على بعد أسبوع واحد أمامه.. فما فائدة الحديث عن مجلس للتخطيط (الإستراتيجي!!) في الدولة.. فالحال ينبئ أنه لا تخطيط ولا إستراتيجي.. والذي يؤكد تحليلي هذا، (الربكة) القانونية التي وجد فيها المجلس الوطني (البرلمان) نفسه في سياق معالجته لمشروع التعديلات الدستورية.. تودع مسودة التعديلات في منضدة البرلمان في وقت متأخر كثيرا والدورة البرلمانية تلفظ أنفاسها الأخيرة.. ثم تجد مفوضية الانتخابات نفسه تتصب عرقاً وهي تعلن للناس بكل استحياء تأجيل مرحلة الترشيحات إلى 11 يناير 2015 لتجنب مأزق فتح باب الترشيح لمنصب الوالي قبل اكتمال إجازة مشروع التعديل الدستوري الذي يلغي انتخاب الولاة. كل هذا السيناريو المرتبك يكشف أن (التخبيط) لا (التخطيط) هو الذي يجتر كل هذا الحرج للدولة.. ويجعل الدستور نفسه أضحوكة في نظر الشعب الذي يدرك أن تعديله ماهو إلا مسألة وقت.. فليس متوقعاً أن يجد عناداً من النواب أو حتى نظرة فحص كافية.. فالسادة النواب يدركون أن مشروعات القوانين التي تقدمها للبرلمان الحكومة.. هي من باب Take, or Take it. خاصة مع الأمل الكبير الذي يداعب النواب في العودة مرة أخرى للبرلمان مع الانتخابات القادمة.. عبر بوابة الحزب وليس الشعب. على كل حال.. أكثر ما يثير الدهشة في حزب المؤتمر الوطني.. أنه لا يدفع فرصة تفوت دون أن يعلن للناس أنه حزب (استرهاب)..!! حزب يعيش بين (وهم القوة) و(قوة الوهم!). ولا تنسوا ما قلته لكم.. مباشرة بعد قفل باب الترشيحات لكل المقاعد الدستورية.. أي في يوم 16 يناير 2015.. تصبح قائمة الترشيحات المنشورة هي قائمة الفائزين في الانتخابات.. وتنتهي العملية الانتخابية قبل أن تبدأ!!
|
|
|
|
|
|