|
زيارة الرئيس البشير لدارفور: وما يزال التهميش مستمرا.
|
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة الرئيس البشير لدارفور: وما يزال التهميش مستمرا. جاءت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلي دارفور غربي السودان يوم الثلاثاء الماضي الموافق 28ابريل بعد تأجيل مستغلة فترة الهدنة القصيرة المعلنة بين حكومته وحاملي السلاح في تلك البقعة النائية من السودان المترامي الأطراف, جاءت الزيارة مخيبة لأمال أهل دارفور الذين ظلوا يعانون من التهميش والتخلف في كل المجالات, ذلك لان الرئيس لم يفتتح مشروعا واحدا ذو أهمية فعلية للمواطن هناك, علي غير ما يفعل سيادته عندما يزور الأقاليم الشمالية, والتي تكررت له زياراته مرات عديدة, بعكس دارفور التي لا تحظي بمثل هذه الزيارات الرئاسية إلانادراوعند حدوث مشاكل تؤرق الدولة امنيا أو تهدد سمعتها ومصداقيتها عالميا كما في هذه الزيارة المتزامنة مع زيارات لوفود الأمم المتحدة لتقصي الحقائق فيما يخص انتهاكات لحقوق الإنسان في دارفور. يلمس المرء فوارق لا تخطئها العين بين زيارات الرئيس وبقية المسئولين في حكومته إلي دالرفور وتلك التي إلي الولايات الشمالية (ونعني بها الولايات التي تقع شمال الخرطوم وجنوب مصر) . إذ أن الرئيس في كل زياراته إلي الولايات الشمالية هذه, دائما ما يفتتح مشاريع قد تم تنفيذها , كمشاريع للري وميناء دنقلا وطريق شريان الشمال علي سبيل المثال لا الحصر ..الخ. أما في دارفور فهو يتحدث عن مشاريع سوف يتم إنجازها في المستقبل, كما شهدناه وسمعناه في زيارته هذه إذ ظل يكرر أمام الجمهور الذي هب لاستقباله , من انه سوف يتم رصف طريق الفاشر نيلا, والفاشر امكدادة,وسنعمل كذا وكذا.تماما كما فعل من قبل في زياراته التي لا تتعدي أصابع اليد الواحدة منذ مجيئه إلي الحكم , وكما فعل نائبه وغيرهم كلما زاروا دارفور, يبيعون المواطنين هناك معسول الكلام ووعود جوفاء , والمواطنون لا يزالون ينتظرون طريق الإنقاذ الغربي وغيره من المشاريع الموعودة, بل أضحوا الآن فقط يأملون في إعادة إحياء المشاريع القائمة من قبل والتي صفتها حكومة الإنقاذ, مثل مشروع جبل مرة ومشروع تنمية السافنا ومشروع مياه ساق النعام. الشيء الوحيد الذي يفعله الرئيس ووزراؤه عندما يزورون دارفور , هو تخريج مجندين جدد من أفراد الجيش أو الدفاع الشعبي( وهو اسم مليشيات أخري موالية للحكومة,تم إنشاؤها منذ قدومها إلي السلطة في انقلاب 1989) أو طلاب المدارس الذين أكملوا فترة التدريب العسكري(ما يعرف بعزة السودان) , توطئة لإرسالهم إلي مناطق القتال في الجنوب أو الغرب أو الشرق. انه لما يدعو للأسف حقا أن يري المرء إصرار هذه الحكومة علي المضي في سياسة الاستخفاف بعقول أهلنا في دارفور بالاستمرار في نهج سياسة الكذب والتهميش مما لا يأتي إلا بمزيد من الغبن والشعور بالظلم والذي بدوره لا يولد إلا التمرد.
د. محمد احمد موتسو سوداني في المهجر, صب 876 جدة السعودية
|
|
|
|
|
|