زيارة البشير لمصر.. بداية البراغماتية في السياسة الخارجية السودانية؟! معتصم الحارث الضوّي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 02:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-26-2014, 06:59 PM

معتصم الحارث الضوّي
<aمعتصم الحارث الضوّي
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 10

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
زيارة البشير لمصر.. بداية البراغماتية في السياسة الخارجية السودانية؟! معتصم الحارث الضوّي

    22 أكتوبر 2014

    أثارت الزيارة التي أجراها الرئيس السوداني، عمر البشير، مؤخرا إلى القاهرة، عاصفة من ردود الأفعال المتباينة في البلدين الشقيقين.

    على الجانب السوداني، كان معظم ردود الأفعال غاضبة، وعلى رأسها ما اعتقده البعض بأن الرئيس المصري، قد تعمد الإساءة بروتوكوليا للبشير، وهي تهمة ثبت خطلها، خاصة وأن الرئيس المصري خالف بروتوكول بلاده، وسارع لمقابلة البشير في مطار القاهرة، وهي خطوة تدل على عظم الاهتمام بالزيارة، ومدى ما تعلقه السلطات المصرية عليها من آمال في صياغة العلاقة المستقبلية بين البلدين.

    على الجانب المصري، تراوحت ردود الأفعال بين العقلاني الناضج، والمتكرر الممجوج الذي يكرر ببغائيا خطابا مُعلبا، وبين الغارق في الإسفاف.. يا للأسف الشديد! ولعل قاصمة الظهر بالنسبة للسودانيين كانت إشارة أحد الضيوف الذين استضافتهم القناة التلفزيونية الرسمية إلى الرئيس السوداني مرتين بأنه "عبيط"!

    هذا الموقف أثار حفيظة السودانيين، وبصرف النظر عن مواقفهم المختلفة إزاء النظام الحاكم في الخرطوم، وذلك للأسباب التالية:
    أولها: أن القناة حكومية، مما يعني أنها تعبر عن الموقف الرسمي.
    ثانيها: أن المذيعة لم تتدخل لإلقام ضيفها في الاستوديو حجرا باعتبار أن الشخصية التي وجه لها سهامه اللفظية هي رئيس دولة شقيقة، مما يعني أن أي تعدٍ سيكون محسوبا على الموقف المصري بأكمله.
    ثالثها: أن القناة الرسمية المصرية لها تقاليد عريقة في الممارسة الإعلامية، وتتسم بالرصانة السياسية، والحصافة في إدارة الحوارات. بعبارة أخرى، لو صدر الأمر في إحدى القنوات المصرية الخاصة التي تتخذ العهر الإعلامي شعارا لها، لكان مفهوما وإن لم يكن مقبولا.

    لكن إذا وضعنا هذه النقاط الفرعية جانبا لنناقش السيناريوهات المرتقبة، والنتائج المتوقعة، عن الزيارة، فقد يجوز الاستنتاج بأنها بداية لتغير دراماتيكي في العلاقة الرسمية بين البلدين.

    بادئ ذي بدء، تأتي زيارة البشير ردا على زيارة الرئيس المصري إلى الخرطوم مؤخرا، وبالتالي فإنها استكمال لحلقة من المفاوضات المتعمقة بين الرئيسين.
    لعلنا لا نشتط بالقول إن الزيارة ستعني تغيرا جذريا في العلاقة، وفاتحة لتنسيق محمود، وذلك للأسباب التالية:

    أولا: على رأس النتائج المستخلصة أن الزيارة تعني دق المسمار الأخير في نعش العلاقات السودانية الإيرانية، والتي لطالما نظرت إليها الحكومة المصرية بعين السخط.
    تتويج هذا التوجه الآن سبقته خطوات واضحة هي:
    - زيارة البشير إلى السعودية للحج، وما أجراه من لقاءات على هامشها مع مسئولين سعوديين.
    - إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية في السودان، والتي كانت أحد الشروط التي طالب بها الخليجيون لإعادة الدفء إلى علاقتهم مع السودان.
    - تصريحات وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، في حوار مع صحيفة "الحياة" اللندنية نشرته في 29 مايو 2014، حيث قال " وإيران في الحقيقة قدمت عرضاً لإقامة منصات للدفاع الجوي على الشاطئ الغربي للبحر الأحمر بعد الغارة الإسرائيلية الأخيرة، ولكن السودان رفض ذلك لأن هذا الأمر يتوجب وجود خبراء أسلحة إيرانيين، ورفضنا ذلك لأنه وجود إيراني ضد السعودية وهذا ما لا نقبله.".
    هدفت تلك التصريحات إلى استدرار العطف السعودي، وإلى إطلاق بالون اختبار باتجاهها بهدف معرفة ما قد تتخذه إزاء التصريح الذي يحمل الترغيب والترهيب معا.
    - تصريح البشير لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية في حوار نشرته في 11 أكتوبر 2014، جاء فيه " ليس هناك أي علاقة استراتيجية مع إيران؛ فهي علاقة عادية جدا، وكما ذكرت، هناك غرض للتهويل تُضخ من أجله معلومات من جهات ذات أجندة".

    ثانيا: فك الارتباط السوداني الخارجي بالموقف القطري، وهنا يمكن التنبيه والاعتبار لعدة مواقف سابقة:
    - امتناع السودان عن استقبال بعض قيادات الإخوان المسلمين المصريين الذين اضطرت دولة قطر إلى طردهم، في مسعى لإرضاء أشقائها الخليجيين وتحقيق مصالحة مرغوبة بشدة معهم.
    هذا الموقف السوداني كان مفاجئا، خاصة وأن زيارة أمير قطر، الشيخ تميم، إلى السودان، كان هذا الطلب على رأس جدول أعمالها. علاوة على ما تقدمه قطر لنظام الخرطوم من دعم مالي بالغ الأهمية كلما اشتدت وطأة العجز الاقتصادي، وليس آخرا، الدور القطري المشهود في احتضان المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات الدارفورية المسلحة.
    هنا شعرت حكومة قطر بالحرج البالغ، ولم تفطن إلى أن نظام الإنقاذ يعاني الأمرين، مما يجعله مضطرا إلى التضحية بالعلاقة ا########دة مع قطر، وذلك بالمفاضلة مع العلاقات التاريخية التي تربطه بكل من مصر والسعودية.
    - الاحتجاج المصري الكبير على التدخل السوداني السافر في ليبيا، حيث أخفقت الحكومة السودانية في إخفاء خطواتها فيما يتصل بتزويد بعض الجماعات الليبية المتأسلمة بالسلاح والعتاد عبر مطار معيتيقة الواقع على أطراف طرابلس، والذي تهيمن عليه القوات التابعة لعبد الحكيم بلحاج؛ أبرز زعماء الجماعة الإسلامية المقاتلة ضد نظام القذافي سابقا.
    لأسباب لوجستية وجغرافية، كانت الحكومة السودانية حلقة الوصل بين الممولين القطريين وبين الليبيين، ويبدو أن الحكومة السودانية في طريقها لأن تغير موقفها، خاصة وأنه تسبب في ضرر بالغ للمصالح السودانية.
    - الامتناع عن استقبال قيادات الصف الثاني من الإخوان المسلمين المصريين، والذين كانوا يهربون إلى السودان زرافات ووحدانا بعد انتصار ثورة الثلاثين من يونيو في مصر، خاصة وأن إنشاء الحكومة السودانية معسكرات لاستقبال هذه الفئة من اللاجئين قد أصبح مكشوفا للقاصي والداني.

    ثالثا: تحسين العلاقة بين السودان وجنوب السودان، وذلك بحكم العلاقة الوثيقة التي تربط بين مصر وجنوب السودان، حيث يمكن للجانب المصري أن يقدم دعما ملحوظا.

    رابعا: دعم الحكومة السودانية لمساعي الحكومة المصرية لتطويق تغلغل الكيان الصهيوني في جنوب السودان ومنطقة القرن الإفريقي، وفي هذا مصلحة مشتركة للطرفين.

    خامسا: النتيجة الأخيرة التي نستخلصها هي أن زيارة البشير للقاهرة تعني محاولة جادة للانضمام إلى المحور العربي الجديد الذي يتألف من مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، والأردن، والجزائر، والمغرب؛ والذي يأتي في مواجهة المحور الأمريكي، والصهيوني، والقطري، والتركي، والإخواني.
    المحور العربي الجديد يتسم بالبراغماتية، ويأتي ذلك رغم أنه يحمل من مقومات فنائه داخليا قدرا ليس بالقليل، ولكنه على أي حال مرشح للاستمرار، بل والتطور أيضا، لما لا يقل عن عقدين من الزمان بتقديري كاتب هذه السطور، ولأسباب لا يتسع المجال لذكرها، وليس المقام مخصصا لسبرها.

    هذا التقرب السوداني من المحور العربي الجديد يطرح حزمة طويلة من التساؤلات، ولعل من أهمها ما يلي:
    - هل يمكن أن يقبل المحور بالابن "التائب" إلى منظومته؟
    - ما الشروط التي سيحاول المحور فرضها لانضمام السودان إليه؟
    - هل سيتمكن السودان من تطبيق تلك الشروط بحذافيرها، خاصة وأنها قد تتضمن شروطا "قاسية"، وبما يُعيد صياغة خريطة العلاقات السودانية الخارجية جذريا، ولفترة قد لا تكون قصيرة؟
    - كيف سيتعامل الغرب، وخاصة أمريكا، مع مسألة انضمام السودان إلى المحور؟
    - ما الموقف الروسي من هذا التقارب؟
    - كيف ستتأثر الصين؛ صاحبة الاستثمارات الضخمة في مجال الطاقة في السودان، بهذا التقارب؟
    - هل سيعيد السودان تقويم نظرته إلى القضية السورية، وإلى موقفه من الأطراف السورية المتنازعة بحكم التقارب الذي من المتوقع أن ينشأ؟

    قائمة التساؤلات تطول وتطول، ولكن السؤال الأكثر إثارة للأرق بالنسبة للشعب السوداني، وفيما يتصل بالسياسة الداخلية، وخاصة وهم يحتفلون بالذكرى الخمسين لانتفاضة أكتوبر المجيدة التي أطاحت بالحكم العسكري الديكتاتوري الأول في تاريخهم الحديث؛ هو ما إذا كان التغير البراغماتي والعقلاني في السياسة الخارجية للحكومة السودانية سيكون فاتحة لأي تطور إيجابي على الصعيد الداخلي.

    الإجابة على هذا التساؤل الأخير قد تُعدُ من ضرب المستحيلات، فقد عودنا النظام السوداني على المفاجآت التي لا تنقطع، ولكن لا شك أن الصورة السودانية، وبشقيها الداخلي والخارجي، معرضة –بحسب ما تقدم- لتغير جذري بعد أن تتجاوز فترة المخاض الحالية، ولتتبلور فيما نأمل أن يكون إيجابيا، وبما يحقق تطلعات الشعب السوداني.

    ربما!























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de