|
رَحَل صَالح وَلولى وتَرك الفَن النُوبي في حالةِ يُتم ! بقلم :عباس حسن محمد علي طه – جزيرة صاي
|
أحبابي القراء، فجعت المنطقة النوبية بأكملها في الفديجة والكنوز وحلفا والسكوت والمحس ودنقلا والوسط الفني في السودان، برحيل عميد الفن النوبي الفنان صالح محمد موسى ( صالح ولولى) طيب الله ثراه، كان الحزن عميقاً بهذا الفقد والمصاب الجلل وأصبح الفن النوبي في حالة يُتم حين سكت صوت ولولى فجأة محدثاً شرخاً وفراغاً يصعب ملئه، كما رحل عمالقة الفن النوبي من قبل أمثال أحمد آغا غرب عكاشة ووردي وحمزة علاء الدين ودهب خليل صاي وحسن ألالا عبود وغيرهم،، وتميز صالح ولولى عن غيره في طريقة أدائه الحماسي وصولاته وهو شاعر مبدع وملحن بارع ومغني إستطاع أن يرسم لوحة جمالية عن تاريخ المنطقة وإنسان المنطقة المسالم عبر التاريخ وتأثرت شخصيته ببيئته التي عاش فيها في حلفا مدينة الجمال حيث الطبيعة وسواقيها ومراكبها ونخيلها وجروف النيل والطمبور إلا أنه تأثر كثيراً بالتهجير و كانت معظم أشعاره لمراحل قبل وأثناء وبعد التهجير وضع في أذهان الأجيال صورة حية لوادي حلفا وكأنها ما زالت باقية أمامهم، ولا شك أن أغنيات ولولي كانت البلسم الوحيد في ترويح الوجدان النوبي ونذكر أغنياته ( أسمر اللونة ) حلفا دغيم ولا باريس وإكّة ناريل أيقا أينا آكدومنا وحالنقا أنانمي وأشدوا وآآحلفا أرض سما آق أوجنا ودوي وسلام امانة وشورتتو وقلقلية وكلوده ومري مري كر، هذه الأغاني هزت مشاعر الآباء والحبوبات،كانت نقلة نوعية كبيرة في الأغنية النوبية ولقب ( ولولى ) في نظرى الشخصي نظراً لمتابعتي لجولاته وصولاته وحماسته والرقص الراقي، لا أنسى مجيئه إلى موطني جزيرة صاي وإبداعاته الفنية الجميلة وهو كريم شهم متواضع ومتدين له مدائح نبوية منذ أن نال قسطاً من التعليم في الأزهر ولا أستطيع في هذه العجالة أن أعطي (ولولى) رحمه الله ما يستحق وهو عبارة عن كتاب مفتوح يصعب قفله،ولد في ( أشكيت) بحلفا عام 1936 وكان قد هاجر إلي مصر مشيأ على الأقدام من حلفا إلي أسوان ثم عاد إلي وادي حلفا عام 1957م وشارك بكلماته وأغانيه حتى في القضايا القومية السودانية حاملاً هموم السودان والنواحي الاجتماعية والثقافية والهجائية والفلكلورية ،خرج من رحم الارض النوبية الطيبة المعطاءة ورضع من نيلها ، حمل (طاره) زاداً يزرع به الفرح أينما حل وإرتحل، رقصت معه النخيل وغنت السواقى وبكت معها النوبة وبعد رحيله حتى الطير رحل وخلانا كما قالت كريمته سوزان صالح ولولى وسط نبرات لم تستطع مواصلة حديثها، أما شقيقتها ذكريات صالح ولولى فقد صبرت وإحتسبت وقالت: فقدُ كبير وصبرُ جميل ثم قالت دموع الحزن عاودت تهطل .. كان أبانا يحبنا كثيراً إلا أنها وأعمامها محمد ووهبة ورمضان ولولى ونيابة عن أسرة ولولى، أم أمير وزين العابدين وأمير ومنير ومهيلم وبناته الكريمات ذكريات وسوزان فقد قدموا الشكر والتقدير لصحيفة الخرطوم ممثلة في مديرها العام الدكتور الباقر أحمد عبد الله وزملائه ومحرر صفحة الساحة أ.عصام الدين نصر بتقديمهم واجب العزاء وهذه التغطية تحت شعار( الوفاء لأهل العطاء وسوف لا ننساك يا صالح ولولى ) الذي أفرح الناس كثيراً في حياته وأبكاهم بعد رحيله اللهم اغفر وأرحم أبانا ولولى وطيب الله ثراه أمين يا رب ونواصل .... .. عباس حسن محمدعلي طه – جوال 0544676864 – الرياض صورة صالح ولولى آخيرة \
|
|
|
|
|
|