العادات والتقاليد/التشبث بالأوهام: من القضايا المهمة التي ناقشتها الرواية مسألة العادات والتقاليد البالية، ذلك ما يفسره عدم قدرة الأم من الأنفصال عن الأب برغم سوءه خوفا من نظرة المجتمع، والمسألة ليست مرتبطة بالطلاق وحده وإنما بجميع العادات والتقاليد الأخرى التي مازالت تجعل بيننا والعالم مسافة كبرى الجار المصري/علاقة السودان بمصر: أيضا أهتمت الرواية بعلاقة السودان بمصر، بحيث يعتبر الجار المصري للبطل مجسدا لذلك، ويمكن القول أن العلاقة بينهما لها أوجه عديدة، كالغموض مثلا، هذا ما يفسره رغبة مرجان بمعرفة ما يخفيه نقاب زوجة المصري، كما أن الجار أيضا (يطمع) في زوجة مرجان، أضف أن هذا الجار بخيل إلا أن البطل قد عرف قيمة جاره بعد رحيله، أذن الغموض والطمع والبخل والأهمية جميع ذلك أوجه للعلاقة بين السودان ومصر. مدير وزملاء مرجان/علاقة السودان بالخليج: هي أيضا علاقة ليست على وتيرة واضحة دائما، تتراوح بين المساعدة والتكبر والتخلي والاستفادة هذا فيما يخص شكل علاقة ونظرة الخليج إلى السودان، أما العكس أي نظرة السودان إلى الخليج أتت في شكل طمع وأعجاب وأحترام وعدم أكتراث كذلك، كل ذلك تم عرضه بواسطة الشخصيات الخليجية من مدراء وزملاء مرجان والأحداث التي جمعتهم في العمل وخارجه. أميلدا العشيقة الفلبينية/علاقة السودان بآسيا: أتخاذ مرجان فتيات شرق آسيا وأختيار فلبينية كعشيقة له يرمز إلى الحاجة للتمازج والأعجاب بتلك الدول، فهو يرى فيهم الخلاص من آلامه وأوجاعه المستمرة، حتى أنه قرر الزواج من (أميلدا) وقد حبلت من بالفعل، غير أن أنتحارها أودى بكل ذلك طي الفشل الزريع، برغم كل المساعدات التي قدمتها له. علاقة السودان بأوكرانيا/أوروبا: بالنظر إلي زواج الوالد من أوكرانية ثم لاحقا زواج مرجان من أوكرانية أيضا يتضح لنا أن العلاقة بين السودان وأوربا تمخضت بالفشل، فكلا الزواجين (الأندماج) فشلا في الأستمرار، بل أن زواج مرجان قد كان باطلا ومشوها لدرجة بعيدة، لذا أختار الهروب كنهاية رغم حنينه بين الفينة والأخرى إلى أبنه من زوجته الأوكرانية (مصعب) الذي يمثل نوعا من محاولات أعادة (الأندماج) بأوروبا. جورج كلوني/وجه أمريكا القبيح: أرتبط أسم الممثل جورج كلوني بالبطل عن طريق فيلم سينمائي حضره البطل، ثم كان وصفه لجورج (أمريكا) بالمتعجرف، وأنه يقوم بالمساعدات في دارفور كغطاء عن عيوبه، وكنوعا من النفاق، وأتخاذ وسيلة المبادئ لغايات سيئة، مما سبق تتجلى لنا حقيقة تلك العلاقة (إن وجدت) بين السودان وأمريكا.
صدرت "بث مباشر" عن مومنت في لندن – ديسمبر 2016 ونشرت الدراسة في أكتوبر 2016 بمجلة تكاملات الفصلية الثقافية عن مومنت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة