هناك (لَمسات فنية) في عالم السياسة، متى ما اعتمدتها السلطة- أي سلطة- فإنها تربح المزاج العام، وتكسب دون تحشيد.. من ذلك ما نرى من أن رئاسة الجمهورية لاتنقضها المعلومات، لتقرأ بعناية نبض الشارع، واتجاه الريح.. الرئاسة لديها من المعلومات ما يكفي للإيقان، أكثر من أي وقت مضى، بأن المِلال قد سرى في الناس، من (خلود) بعض وجوه التنظيم، ممن يعتقدون أنهم (خالدون فيها بُرشام)! الآن ينتظر السودانيون عهداً جديداً، باستحداث الإنقاذ لمنصب رئيس وزراء يأخذ بعضاً من صلاحيات الرئيس المخولة له في النظام الرئاسي.. ما مِن شك، في أن هذه الخطوة تعني الكثير للمعارضة التائهة بين التنادي لإسقاط النظام، وبين طموح بعض قيادتها إلى مصالحة ومُحاصصة مع الحاكمين.. اللّمسات الفنيّة التي يجب وضعها بعناية على وجه الوزارة الجديدة، أن تتحرر دولة السودان في المُبتدأ من هذه الدِّقنية.. أن يكون السودان لكل السودانيين، فلا (يطلع فيها) حسين خوجلي، أو فرفور، ويملآن الجِّران بهكذا استملاحٍ باهِت. السودان لا يحتاج الى نُكتة جديدة.. يجب أن يصل إلى قلوبِهِم والأفئِدة، أن التمكين انتهى.. (خلاص، بَحْ) وأن أهل هذه البلاد يستشرفون عهداً جديداً ليس فيه تسلُّق، ولا إعادة تدوير لبرنامج السر قدور،، فالسّاحة يا سيدي أصابها المِلال، من طول بقاء أمين حسن عُمر وأضرابه، في كافة مناصبهم (الدستورية)! اللّمسات الفنيّة المطلوبة هي أن يَطال سيف الصالح العام شخصيات طال عليها الأمد، بين بلتعةٍ وبرطَعة! نعلم أنهم (ماهُم ساهلين) ولا يمكن اقتلاعهم من مفاصل الدولة بين عشية وضُحاها، لكن لنا في المحاولة أجرين.. سيحاولون تأكيد وجودهم، بحكم ما حصدوا - هذا أكيد- لكن على ولي الأمر مُباصرتهم، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا. هؤلاء لن يزيدوكم إلا خِبالا، فضلاً عن أن ظهورهم في جُلباب الحُكم، سيكون خصماً على مصلحة النظام. من هذا المنطلق فإن المأمول حالَ تعيين رئيس لوزراء المرحلة المقبلة، أن يكون صاحب المنصب، ممن يحظون بالقبول لدى الخاص والعام. إن وقع اختيار رئيس الوزراء من صف المعارضة فلا بأس.. ليت ثورة الإنقاذ تتوصل إلى اتفاق سياسي، يجعل هذا المنصب من نصيب الرفيق مالك عقار، أو من نصيب الزميل عبد الواحد. هذا هو سقف التطلُّع، ودونه اختيار ركّاب السّرجين، المُغرم بالكوميسا والكوديسا، من له ديباجات، وثلاثة تنويهات، وتسع ملاحظات، في السطر الواحد! إن لم يأتِ رئيس الوزراء من المعارضة، فليت الرئيس يختاره من التنكوقراط، الذين اكتسبوا خبرات واسعة في تطبيق الدراسات والبحوث على أرض الواقع، وإن تخطّى التكنوقراط فليته يكون من الجيش.. ليكن عسكرياً صرفاً، يتغذى بالضبط والربط، ودقة التقارير، وبالنظرة الكلية للقضايا، أما- لا قدر الله- وقد جاءنا رئيس وزراء من حزب المؤتمر الوطني، فليسمح لنا السيد الرئيس بالتماس، ألا يكون رئيس وزرائه من صنف الثعابين السّامة، التي طال عليها الأمد فقَست قلوبها..! ألا يكون من شاكِلة (خيلُ الله أركبي)، لأن هذه الشّاكِلة لا تعرف الرِّضا، وتُخطئ التقدير حين تُخاطب الشعب السوداني، ذلك أن شعبنا، يسوءه جداً، أن يتسمّع لصفير الأقوال المردودة على صاحبها. إن كان ولابد من اختيار رئيس وزراء المستقبل القريب، من حزب الطبقة الحاكمة، فليته، يستلف أريحية غندور.. إن كان لابد أن يكون المنصب من نصيب الوعاء الجامع، فليت المُختار، لا يكون (كوز) من النوعية التي نعرفها، وللعلم- يا سيدي- نحن لا نعرف أحداً بينهم، يستحق هذا العنَاء! akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة