لم يعتريني اي نوع من انواع الدهشة وعيوني تحلق في سماء الحروف التي رسمها يراع الاخت عواطف عبد الرحمن الاعلامية السودانية المقيمة في دولة قطر وهي تتطرق لموضوع احتفاء الجالية السودانية هناك بالسفيرله سيارة بمناسبة انتهاء فترة عمله بتلك الدولة ..ومع ان الحالات الاحتفاء بالسفير في مثل هذه الحالات ليس من الامور المستهجنة الا ان (الهدية)وقيمتها المادية هي التي تثير كوامن الدهشة والحيرة ..ذلك لأنها اموال انتزعتها الجالية من جيوب المغتربين بالعديد من السبل والوسائل الاستنزافية !! ولا غرو ان الاخت عواطف تدرك بأن قيادات الجاليات السودانية في معظم دول العالم وبالاخص في دول الخليج تمتلك العديد من سبل التقرب لهؤلاء المسوؤلين من ضمنها مثل هذه (الهدية )التي تعد في مفهومنا نوع من (التكريم)مع انها في الحقيقة نوع من (الرشوة)التي تمهد لقيادات الجاليات دروب الاغتناء بالمزيد من المكاسب المادية والاجتماعية في زمن اصبح فيه الوصول لهذه الاهداف هو التعامل مع المسؤولين بالدولة عن طريق (الرشاوي) شريطة ان يكون المسؤول ينتمي لحظيرة الحزب الحاكم .. هذه الحالة هي كما قلنا سلوكيات درجت عليها كل قيادات الجاليات التي وثبت فوق هذه الجدار دون تفويض من احد ..وقد برزت بصورة جلية في قيادة الجالية السودانية بمدينة (جدة)بالمملكة العربية والتي تمكث في مكانها لاكثر من ربع قرن من الزمان دون ان تبارحه لانها تجد فيه مرفأ جميلا لسبل النهب والسلب مما تدعوها تجثو على ركبتيها وتلهث وراء المسوؤلين بالقنصلية دون ان ينبري احد منها في ابداء اي رأي سالب يكمن في حالةالرهق الشديد التي يعاني منها المغتربون في المنطقة الغربية لاكمال الاجراءات المتعلقة بالقنصلية ..بل فأن جل اعضاء قيادة الجالية هم الذين يزرعون الصعاب في دروب المغتربين من اجل ارضاء المسؤولين بالقنصلية مع ان الاصوب ان يتحلوا بقليل من الحنان تجاه اولئك المكلومين الذين يكابدون ويلاقون الكثير من العناء دون ان يجدوا من يكفكف تلك الدموع الساخنة التي تسيل دوما من المآقي لقد تسلقت تلك القيادة في ذلك الحائط او الجدار منذ بروز النظام الحالي في محيط الشان السياسي بالدولة ..ذلك مع ان اعضاءها وصل بهم قطار العمر لمحطات بعيدة ..فغذت الشيب رؤوسهم وانحنت ظهورهم وضعفت انظارهم واصبحوا لا يقوون على الركض السريع .. فكان الاحرى بهم وبعد هذا المشوار الطويل ان يتركوا المجال لمن هم في ميعة الشباب ونضارة العمر ليقودوا السفينة ويمضوا بها لتحقيق الكثير من الجديد المبتكر ..لا سيما وان مدينة (جدة)تضم في حناياها نخب من السودانين من اصحاب الشأن العظيم وفي معظم الاصعدة والمناحي الا ان هذه القيادة تناضل من اجل البقاء في هذا المكان دون ان تفسح لها الطريق لانها تريد من بينها فئات ضعيفة تتقاسم معها الغنائم وهذه القيادة لم تكتف بذلك وحسب بل القت على تلك النخب اتهامات جذاف وعيرتها بانها تقذف موجة من الاحقاد والمقت الشديد تجاه النظام الحاكم ..مع ان هذه النخب وفي كثير من الحالات تنسج من خيوط القمر ملتقيات فكرية ورياضية وثقافية واجتماعية وترويحية للعائلات ..ولا شأن لها بالعمل السياسي ..بل فأن هذه الملتقيات او التجمعات هي غاية من الغايات التي تتسربل بها من اجل ايجاد اجواء ومناخات تبدد بها مرارات الغربة والحقيقة ان بعض المسؤولين يدركون ما تعتمل بها صدور تلك القيادة التي تزعم بانها تزرع الورود في حدائق الوطن ..الا ان هؤلاء المسؤولين ليس لهم غاية في ايجاد صراع لا ينبت الا الضغائن والشتات .. ولان قنصليتنا تشهد حاليا قدوم مسؤول جديد فان قيادة الجالية السودانية في جدة بدات ترنو الى السماء لمعانقة الغيوم اعتقادا منها بان القادم احلى .. ولكن فأن القنصل الجديد وكما ادركنا يمقت ان يكون للذئاب اجنحة للتحليق .
المسؤول الاعلامي بهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية ج:0501594307
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة