والله و قد تكالبت علينا الخطوب و العثرات حتى صرنا نحتار في ماذا نكتب و ماذا نقول ، فأينما يممت وجهك في تفاصيل حياة المواطن السوداني المغلوب على أمره بما تحتويه ( سمات و خصائص المرحله ) من خناجر طالما طعنت في خاصرتة الحيّه ، تبدت في الخاطر ظُلمة حالكة تحاكي ما ستسفر عنه أيام قادمات ، فعندما تدور رحى الفساد و الإفساد بإسم الوطن و الدين و الشعارات الواهية ، ليكون نتاجها التجويع و التشريد و الإنهاك النفسي ، ثم بعد كل هذا تمد حكومة الإهلاك الشعبي يدها بكل جرأة و بساطة و إنعدام ضمير إلى متطلبات الإستشفاء و االدواء بالقدر الذي يدفعها إلى رفع الدعم كلياً عن إستيراد الدواء بكل أنواعه و دون إلتفاتةٍ إلى مستويات أهميته من ناحية كونه منقذ للحياة أو إرتباطه بحياة الفرد بالقدر الذي يعرضه للوفاة إن لم يحصل عليه ، و للحقيقة كان كثير من الكتاب و المحللين و السياسيين قد كتبوا سجالات كثيرة حول إسترخاص الدولة و عرابيها لحياة الإنسان السوداني ، فإعتبرنا ذلك حينها نوعاً من المبالغة و التطرف في الخصومة ، غير أن الأيام أثبتت و بالوقائع الماثلة فعلياً أن الحكومة على إستعداد بل شرعت فعلياً في إستخلاص ( فرصة ) إضافية للبقاء على صهوة جواد السلطة و إكتساب المزيد من الوقت بالـ ( التضحية ) بحياة ( حفنة ) من البسطاء ليموتوا جوعاً أو مرضاً بعدم القدرة على الإستشفاء أو شراء الدواء ، و نلفت أنظار أولئك المتشبثين بكرسي الجاه و السلطان و الذي هو في الأصل بلاء و إبتلاء في الدارين لأنهم على ما يبدو لا يعون ما يدور في أعماق الأزقة و ميادين الأحياء الشعبية المرهقة بالعوز و الحاجة و قلة الحيلة ، نلفت نظرهم و هم مضجعون في قصورهم العالية يأكلون و يشربون ما لذ و طاب و يتعالجون في خارج البلاد بأموالهم المكنوزة بالعملات الأجنبية ، أن ثورة الجياع قادمة لا محالة ، و أن رفع الدعم عن الطعام و الدواء و التعليم إذا كانت أسبابه كما تدعون منع الدولة و الإقتصاد من الإنهيار و الإنفلات الأمني ، فأعلموا أن ما يحدث الآن في ############ات البيوت السودانية البسيطة هو ( أسوأ ) و ( أنكى ) من التواجد داخل بؤرة الإنهيار الإقتصادي و الأمني ، ما فائدة بقاء الدولة و صمودها و عدم إنهيار إقتصادها إذا لم يكن جزءاً من مميزات ذلك أن لا يكون شعبها جائعاً و لا مريضاً و لا جاهلاً ؟؟ لمن تُؤمن الأوطان و لمن توَّجه التنمية و لمن توضع البرامج و الخطط أليس المستهدف بكل ذلك هو الإنسان ، هل يصدق ولاة الأمر وعرابيهم أن المواطنين سيواصلون مسيرتهم المضنية مع العذاب و البؤس و الهوان و ( يتأقلموا ) على شراء الدواء من الصيدليات بمئات الآلاف و أحياناً الملايين من الجنيهات كل شهر أو إسبوع أو يوم ، أم صدقتم يا سادتي أحد شعاراتكم الفضفاضة وأوهمتم أنفسكم كنعامةٍ تدفن رأسها في الرمال أن ما يسمى بصندوق الضمان الصحي قادر على سد الفجوة .. تلك الفجوة التي لم تقدرعليها حكومتكم بعدتها و عتادها .. يا هؤلاء قد آن الأوان و ( الناس ) على شفا الهاوية ولا أقول الوطن .. فالوطن لا قيمة له بلا إنسان .. أدعوكم أن ترفعوا ( الدعم ) عن الفساد .. لصالح دعم الدواء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة