|
رغم كل ذلك بجا حديد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم كل ذلك بجا حديد
ظلت مناطق شرق السودان مهمشة منذ عهود مضت ومع كل ذلك كان الإنسان البجاوي قانعاً بما أصابه الله متمسكاً بأرضه وإرثه الغني بالمواقف , فأصبح يكابد من أجل أن يعيش ( حفظاً من الإبادة ) ولكن هيهات فالجنجويد لم يهدأ ضميرهم وهم يرون الدماء تجري والحياة تدب في شخص ادروب رغم ما وضعوه من خُطط وسياسات لإبادة ذلك الجنس البشري المتشبث بتلك الأرض , بما أنه ليست هنالك خدمات ولا مشاريع تنموية مستدامة مواكبة للنمو السكاني بمناطق البجا رأت حكومة الجنجويد بأن تجفف كل ما يساعد علي حياة الإنسان البجاوي .
اولاً قامت بإحالة كل القيادات بالمؤسسات المدنية والعسكرية الي الصالح الخاص بنظام البشير واذنابه فلم يسلم من عملية الإقصاء حتي الحارس ( الخفير) ) ليس لأن عطائهم قل كما يدعون بل فقط لأنهم بجا أصحاب مبادئ وقيم , ولكن كانت عزيمة الإنسان البجاوي أقوي من جبروتهم فقاسمهم الشارع البجاوي الحياة فإتجه معظمهم نحو ميناء بورتسودان حيث الصادر والوارد … الخ .
لم تدم النعمة طويلاً فقد أصاب البلاء هذه المرة معهم من قاسمهم العيش حيث تم إستصدار قرار بتحويل كل إجراءات الجمارك الخاصة بالوارد الي مدينة الخرطوم حيث يرتع الجنجويد كما ترتع الحيوانات بكلأ الآخرين (سوبا) فأصبح البلاء أكبر فتوقفت الحياة تماماً ببورتسودان من عمال الشحن والتفريغ , المُخلصين , النقل البري . اصحاب الفنادق , المطاعم , المواصلات … الخ
مع كل ذلك لم ييأس الإنسان البجاوي من رحمة الله فإتجه الي التجارة مع الشقيقة مصر عبر منفذ شلاتين وبدأت الحياة تدب مرةً أخري ولكن ايضاً فعلت بهم ما فعلته من قبل وما ستفعله من بعد لا أمد الله لها أمدا فقامت بقفل المنفذ وتحويل كل الوارد والصادر الي منفذ العابدية حيث تقطن بطون الجنجويد بالولاية الشمالية
وبعادها إتجه الإنسان البجاوي من أجل أن يسدَ رمقهُ الي ما يتعلق بسفن الركاب ببورتسودان . أيضاً تم تحويله الي سواكن فلم يستبشر خيراً علماً بأن الفائدة هذه المرة لإخوته بسواكن . فكان ما إستبشر به في تحويل سفن الركاب الي سواكن بلاءٌ وقع علي أهلها حيث قاسمهم القاصي والداني العابر عبر ميناء سواكن خدماتهم الشبه معدومة أصلاً فذاد السوء سوءاً فتضررت كل شرائح المجتمع بمختلف النواحي , الصحية والبيئية … الخ .
هذه الإجراءات أدت في آخر إحصائية أُجريت من قبل مهتمين بقضايا البجا الي تشريد أكثر من مائة وخمسون الف أسرة دون أي دخل يذكر فأصبحت هذه الأسر هائمة تري أفرادها بشوارع بورتسودان وسواكن وكسلا والمناطق التي تم حذفها من خارطة السودان بالمنهج اللا إنقاذي الجديد بعد أن تمت إذالتها بإستراتيجية اللا إنقاذ علي أرض الواقع علي طول الخط الحديدي الرابط بين هيا , كسلا , القضارف .
الم يتساءل من زار الميناء البري الجديد بالخرطوم وميناء سواكن بوابة السود ان ؟؟؟؟ الم يري الفارق الكبير من حيث التجهيزات والخدمات…الخ .
أتساءل بإلحاح مع وجود حاجة ماسة للمياه من أجل حياة إنسان ناهيك عن الزرع والضرع !!! ؟؟؟ فما الجدوي من طريق التحدي الخرطوم الجيلي عطبرة هيا بورتسودان مع وجود طريق بورتسودان كسلا القضارف الخرطوم , اليس من باب اولى أن تذهب ميزانية هذا الطريق الي امداد مياه الشرب من نهر النيل الي بوتسودان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
الم يتساءل من رأى مدن سنكات , هيا , درديب , اروما وبعض المناطق التي إندثرت بإستراتجية اللا إنقاذ ( هوشيري , كلانييب , صمد ، تهميم , اجواتيرا , وقر , تندلاي , هداليا , اروما , همشكوريب , تكلباب , مناطق نهر عطبرة … الخ !!! كيف يعيشون , كيف يأكلون ويشربون ؟؟؟ كيف من هجير الشمس يستظلون ؟؟؟ كيف وكيف وكيف ناهيك عن الخدمات التعليمية والصحية ... الخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
مآسي البجا وما عانوه من النظام الفاشستي بالخرطوم كثيرة لا تحصي وهذه لمحات فقط , لكي يعي الجنجويد بأن الساعة قد حانت لإسترداد الحقوق لأهلها وان منطقهم منطق السلاح قد أجاده البجا منذ أمدٍ بعيد وحانت اللحظة لإستخدامه بعد أن طفح الكيل من قبل أوغاد النظام وإن غداً لناظره قريب . ورغم كل ذلك بجا حديد .
بقلم
حسن ادروب
|
|
|
|
|
|