|
رسالة مفتوحة الى الدكتور غازي صلاح الدين
|
رسالة مفتوحة الى الدكتور غازي صلاح الدين
عبدالرحمن صديق أبوحبو/ الخبر – السعودية
أسمح لي كمواطن عادي ان اكتب اليك هذه الرسالة المفتوحة وظني انك الآن في مقاعد النظارة تستطيع ان تلتقط بعض انفاس الحق. هذا الظن دافعي للكتابة اليك.
لقد طالعت تلخيصا لندوة شاركت فيها. وقرأت مما اوجز من قولك (ضمانات الداخل أقوى وهي الاتم والافعل في أي اتفاق ولكن الحركة تركز على الخارجية). المصدر جريدة البيان الاماراتية 8 مارس 2004
ابادر بالسؤال: اين هو هذا الداخل الذي تتحدث عنه؟ هل تعني الشعب السوداني المغيب؟ ام السلطة الحاكمة والمنتمين اليها؟
انني كمواطن سوداني ، أحس من وجهة نظري ان الحركة الشعبية محقة في مطلبها وذلك لعدة اسباب :
اولها: ان الحركة الاسلامية تتحدث عن حقوق الآخرين وتكتب ذلك في ادبياتها وشتان ما بين الفعل والقول.
ثانيا: مكنت الحركة الاسلامية شلة من اعضائها من مفاصل الدولة فهم يحكمون وفق اهوائهم فلا القضاء مستقل ولا حرية مكفولة.
ثالثا: عاهدت الانقاذ رياك مشار ولام اكول وغيرهما بعهود، ضماناتها كلمة مكتوبة ووعود رجال يعلنون انهم ( صدقوا ما عاهدوا عليه). اين تلك الاتفاقيات وشخصكم كان ممسكا بملف السلام.
رابعا: شقت الانقاذ كل تنظيم امتدت يده الى مصافحتها. ان الله يمهل ولا يهمل. وكما تدين تدان.
خامسا: افرغت الحركة الاسلامية منظمات المجتمع المدني من مدلولها.
سادسا: تخلت دولة المشروع الحضاري عن دورها الخدمي كراعية لامة فقيرة متخلفة وصارت جابية ضرائب وزكوات من العاجزين. واكتنزت حسابات المنتمين والمنتفعين وارتفعت قباب. عجبي ان تدار دولة الاسلام في هذا القرن، بعقلية الجباية وسطوة الامن وزيف الرأي، وان يساق الناس كالقطيع.
سابعا: تحولت النقابات الى داعم رئيسي لسياسات دولة المشروع ضد الفقراء. ينخفض سعر البترول عالميا فيرتفع عندنا. فصرنا نشاهد ونسمع قادة العمل النقابي وهم يدافعون عن الزيادات. اليس وراء الاكمة شيء؟
ثامنا: حولتم حرب الجنوب، ضحكا على الناس، الى حرب دينية. والان حرب دارفور هي صراع قبلي حول المرعى واحيانا هي حرب ضد قاطعي الطرق. لا تعجزكم الصياغة وبلاغة البيان. لقد فقد خطاب الحركة الاسلامية ومولودتها (الانقاذ) المصداقية.
تاسعا: مكنتم للجهوية والعنصرية . لقد كانت الحقبة الاستعمارية خير من سنوات حكمكم.
عاشرا: اتفاقية الميرغني قرنق كانت لحفظ وحدة السودان ولكنكم انقلبتم على الكل حفظا للدين ولتراب الوطن ومن سخرية الاقدار لا ارضا ابقيتم ولا دينا حفظتم.
عزيزي الدكتور غازي
علمتنا تجربتى مايو والانقاذ ان الانظمة الشمولية لا تعرف للاخرين حقا او صوابا. فهي كالمرحلة الفرعونية: (انا اهديكم سبيل الرشاد).
لقد عرف المواطن السوداني قدره في كنف الحركة الاسلامية فهو لا يستطيع عن يرفع عن نفسه مظلمة ألحقتها به الانقاذ ولا ان يذب ذبابا ارسلته اليه. اما انتم فمن يقدر عليكم غير الله وامريكا؟
عبدالرحمن صديق أبوحبو
|
|
|
|
|
|