|
رسالة كندا كندا في عيدها الوطني وكأس العالم بلا إنتخابات بلا كلام فارغ !! بقلم : بدرالدين حسن علي
|
كل شيء في كندا هاديء جدا ، الشوارع مقفرة من السيارات ، الكل يشتكي من الحر حتى أصحاب المكيفات الضخمة وذات التكنولوجيا الحديثة ، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال تكييف الشوارع ، تذكرت فترة إقامتي في الكويت في الثمانينات عندما إنقطع التيار الكهربائي عنها ، فكان مشهدا مألوفا أن ترى الكويتيين المرتاحين يقيمون في سياراتهم الأمريكية الفارهة ويديرون أجهزة تكييف السيارات ، كندا تعاني من الطقس الحار والمسلمون وحدهم يكتوون بهذا الطقس مع حلول شهر رمضان ، قمت بجولة رمضانية في اليوم الأول ، أغلب سكان كندا لا يأبهون برمضان شهر التوبة والغفران ، فمباريات كأس العالم نزلت عليهم بردا وسلاما ، قال لي أحد الكنديين " بلا إنتخابات بلا كلام فارغ "!! نحن نعيش عصر المجتمع الرياضي ، وانتشر باعة الأعلام الدولية الملصقة بالسيارات بكل موديلاتها ، ولا يختفي العلم إلا عندما يهزم المنتخب المعني ، ضحكت عندما قرأت في الصحف وبرامج التلفزيون عن خروج المنتخبات اللاتينية والإفريقية والمنتخب الجزائري بشرف ، فتساءلت بحرقة عن غياب الشرف بمعناه الكبير ؟؟؟؟ حدثان مهمان يمران على كندا هذه الأيام ، الأول الإحتفال بعيد كندا الوطني CanadaDay والذي يصادف الأول من يوليو من كل عام ، أما الحدث الثاني فيتعلق بالإنتخابات الفرعيةالتي ستجري في أربع دوائر إنتخابية فيدرالية والذين يفوزون فيها يصبحون أعضاء في البرلمان الكندي في العاصمة أوتاوا . بالنسبة للحدث الأول وبالرغم من أهمية اليوم بالنسبة للكنديين الإنكليز والجاليات المهاجرة ولكنه أقل أهمية بالنسبة للكنديين الفرنسيين وتحديدا في مقاطعة كيبيك ، وبالطبع يعود ذلك إلى النزعة الإستقلالية التي تدفع بالكثيرين نحو عدم الإحتفال. قرأت مقالا كاربا في صحيفة ال " جلوب آند ميل " يعزو فيه الكاتب سبب عدم ألإحتفال إلى كون الكيبيكيين قد طوّروا مع الوقت شعورا بالانتماء إلى وطن في كيبيك.
.
.
يقول الكاتب : هذا الشعور يسمو على الانقسامات السياسيّة وقد فرض نفسه حتى في الجمعيّة الوطنيّة " البرلمان الكيبيكي" .
ويضيف : بأن أغلبيّة من الكيبيكيين ترى أن الاحتفال بالعيد الوطني يعني الاحتفال بعيد كيبيك الوطني.
ورغم ذلك، فثمة اغلبيّة من الكيبيكيين الفرنسيين ترغب في البقاء داخل الاتحاديّة الكنديّة وتدرك جيّدا فوائد الانتماء لها.
والعلاقات بين كيبيك وكندا تزداد تعقيدا بسبب ازدواجيّة الهويّة والانتماء: فهل الكيبيكيون هم كنديون أولا أم كنديون وكيبيكيون في آن معا أم كيبيكيّون أوّلا أم كيبيكيّون فقط؟
هذه التساؤلات دفعت ببعض دعاة الانفصال إلى الاعتقاد بأن هذا التجاذب يشكّل ارضا خصبة للمشروع الانفصالي وبالتالي لاستقلال كيبيك.
ولكنّهم واهمون كما يقول الكاتب ، فقد أسفرت الأحداث الأخيرة في كيبيك
عن خسارة مريرة للحزب الكيبيكي الانفصالي ، كما اظهرت استطلاعات الرأي تراجعا في التأييد لمشروع الانفصال عن كندا.
بالأمس جرت إنتخابات فرعية في أربع دوائر إنتخابية فيدرالية ، ولعل أهم تلك الدوائر دائرة ترينتي سباديانا حيث يحتفظ الحزب الديمقراطي الجديد بالمقعد النيابي منذ العام 2006 ، وحيث إستقالت النائبة أوليفيا شو أرملة زعيم الحزب الراحل جاك لايتون للترشح لإنتخابات عمدة تورنتو .
بالطبع يسعى الليبراليون إلى إستعادة المقعد ما يشكل فوزا لهم على الديمقراطيين الجدد ومؤشرا إلى إحتمال تغيير لمصلحتهم في الإنتخابات الفيدرالية العامة السنة المقبلة ، أما الدوائر الثلاث الأخرى فاثنتان منها تابعة لحزب المحافظين الحاكم والثالثة يمثلها نائب ليبرالي في البرلمان الكندي .
|
|
|
|
|
|