|
رسالة عزاء للنفس ولرفق الدرب عبر السنين/الطيب علي السلاوي
|
يا زميل الصبا ورفيق الدرب منذ سوالف القرون.. يا استاذ ألأجيال.. رحمة الله عليك وعلى من سبقونا من اخوتك الغر الميامين واصدقائنا ألأخيار الى دار الخلود والقرار..شاءت ارادة الله الغالبه ان يدوم لك بينهم المقر والمقام فى رحاب ربك العلى القدير الغفار..لم يدر بخلد اى ممن عرفوك و تعاملوا معك فى سوابق ألأيام او خلال السنوات الأخيره بعدما شاءت لنا الأقداران نقضيها فى شتات فرض علينا مكرهين لا ابطال..ان يكون اللقاء بيننا مجددا عبررسالة عزاء للنفس ولأسرتك المكلومه وللأحياء من اصدقائنا ورفاق دربناالمحزونين على رحيلك المفاجيء عن هذه الدنيا الفانيه .. هز كيان كل من عرفك - خبر رحيلك الفاجع ألأليم الذى سرى مسرى النار فى الهشيم محدثا جزعا فى النفوس وحزنا دفيناودمعا هتونا فى كل عين. ..هذه هى محاولتى التالته التى دعوت فيها كلماتى علها تجود ببعض منها .. انها نفرت وتأبت بعد ماجادت علينا وفاضت فى آخر مهاتفة بيننا قبل اربعة وعشرين ساعة بالتمام من رحيلك الى رحاب ربك فى الفردوس ألأعلى ياذنه تعالى وانت تتقبل قضاء الله فى هدوء نفسك المعهود وفى ابتسامة رايناها مرتسمة على وجهك ..ولهى دليل على قبولك الحسن بين الصديقين والشهداء .. رحمة الله عليك ما لاح بدر او نادى مناد بألأذان اخى العزيزالراحل يا من اطلقت عليك اسرتك اسم " قريب الله" الهاما لهم ساعة مولدك انك ستكون بمشيئته تعالى قريبا منه بفضل ما حباك به من صفات وشمائل قل ان تجتمع فى فرد واحد من بنى البشر.. منذ ان لقيناك فى صرحنا التعليمى العظيم .. حنتوب.. وجاورناك سكنا فى جامعة الخرطوم كنت من الموطئين اكنافا الذين يألفون ويؤلفون.. احبك اصدقاؤك على مر السنين يتلهفون وينتظرون عودتك بفارغ من الصبرويسعدون بلقائك .. كنت على الدوام الصادق مع نفسك ومع ألآخرين .. كنت من المتقدمين صفوفناوصفوف قادة العمل الطلابى بفضل ما لمسناه جميعا فى شخصك من الوعى المبكر ونضوج الفكروسدادالرأى ووضوح الرؤيه تجاه قضايانا الطلابيه وقضايا الوطن الكبيرالذى ظللت تحمله فى حدقات عيونك طوال فترات بقائك خارجه وكان على الدوام سؤال عنه وعن آخر ما رشح عنه من اخبارفى كل مهاتفاتنا صباحية كانت اومسائية كل يوم.. رحمة الله عليك فى الفردوس ألأعلى بين الشهداء والصديقين.. بطبيعة الحال فان مشاعرك واحاسيسك ألأنسانيه تجاه الناس اجمعين ممن هم داخل السودان او خارجه لهى نتاج طبيعى لما ظل الى آخر زفرة من انفاسك لما حباك به ربك العلى القديرمن جميل الشمائل التى قل ان تجتمع فى شخص واحد من بنى البشرفضلا عما اكتسبته من خبرات وتجارب اهلك الغر الميامين.واخوانك.المرحومين الجيلى وبرير وحامد (عليهم فيض من رحمته تعالى فى اعلى عليين)الذين(كما وصفهم المرحوم سر الختم الخليفه ,, له الرحمه والمغفره)ان كان ديدنهم ألأيمان الراسخ والحرص البالغ على تحقيق كل نجاح ممكن بالعمل المتواصل وتكريس كل خلجة من خلجات نفوسهم لفعل الخيروتوجيه ألأخرين لفعله وهم على الدوام الخارجين عن انفسهم الواهبينها للأخرين ..كنت ممن وصفهم امير الشعراء من كادوا ان يكونوا من الرسل.. وواحدا ممن جاء القول عنهم " تخذ الحقيقة فى الحياة مراما شغفا بها وسعى بها مقداما .. واختار دنيا التواضع طوعا وعند قطف الثمار تساما ... ويمشى واثق النفس موفور النهى لا يخشى مع الحق ملاما" فى جامعة الخرطوم رفعت رايات العلم عالية خفاقه.. علّمت وارشدت ونصحت طلابك الكثيرين المنتشرين فى مشارق ألأرض ومغاربها .. محاضرا ومتبادلا معهم االرأى دون ان يفسد لأختلافهم معك سياسيا او عقائديا ما ساد وظل يسود بينك وبينهم من ود والفة واخاء .. شهد لك الكثيرون ممن تعاملوا معك ديوانيا ابان الفترة القصيره التى قضيتها خارج مجال العمل الأكاديمى ابان العهد المايوى انك كنت مضرب المثل فى ممارساتك اليوميه - وانت تقود العمل فى وزارة التخطيط التى اكتفيت ان تكون فقط وكيلا لها رغم ان الوزاره كانت فى متناول يدك - اذ كنت على الدوام ألأكثر استماعا للرأى الأخر وسعيا الى وضع ماتراه منه مناسباموضع التنفيذ..كنت تشيع بينهم ألأحساس بالثقة فى النفوس وفى ألآخرين الى ان يثبتوا العكس..وتحثهم على الآ تخبو جذوة الحماسة او يذبل فى نفوسهم العزم او يلين امام مواجهة تحديات الحياة .ز لم نسمع عبر السنين منك فاحش قول اوحوشى لفظ او حديث لا يقترن بالذوق وألأنسانيه وباعلى الدرجات من السمو فى قدر وفير من روح المرح والدعابه والتفاؤل وان كان البعض ممن لم يدركوا جوهرك ومعدنك ألأصيل يراك من العابسين ويظنك من المتشائمين... كنت من الموطئين اكنافا الذين يالفون و يؤلفون فلا غرو ان تواصلت علاقاتك مع الناس اجمعين داخل السودان وخارجه حيث كان قدح معلى فى المساهمه مع كبار المسؤولين خارج السودان فى مسارات التنمية فى بلدانهم,, الحديث عنك وتذكار محاسنك لا تكفيه اسطر قلائل من صحات رسالة عزاء من اخ اوصديق.. لا نملك ألأ ان نرفع ألأكف - مع زوجتك المكلومه وابنائك وبناتك وكل اهل الدويم واصهارك من اهل العيلفون الحزانى المكلومين - وكل من عرفك وتعامل معك فى سنوات حياتك ألأخيره فى منطقة واشنطن الكبرى - فى مقدمتهم استاذنا محمد عبد الحليم والدكتور سلمان وعبدالرحمن حامد ومهدى داؤود الخليفه وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكر اسمائهم - ضارعين الى الله الرحيم الغفار ان يجعل لك فى الفردوس ألأعلى مقرا ومقاما..بين الشهداء والصديقين,, وانّا والله وبالله على رحيلك لمحزونون
|
|
|
|
|
|