|
رسالة الي الشيوعي الشفيع خضر بقلم شوقي بدرى
|
05:17 PM Aug, 30 2015 سودانيز اون لاين شوقي بدرى-السويد مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عزيزي الشفيع لك التحية والاحترام . اظنك تعرف جيدا كم احترم الشيوعيين واشيد بهم. وانت بالنسبة لي من اميز الشيوعيين . ولكن دعني اقول لك .
الحزب الشيوعي تحجر او تكلس في احسن الاحوال. قرأت لك اخيرا شبه انتقاد لسير الحزب الشيوعي السوداني . فكرة تغيير اسم الحزب الشيوعي ظهرت قبل اكتوبر 1964 . واسم الحزب الشيوعي كان صادما . لان الشيوعية اتت بكثير من الدمار والدماء والبؤس والشقاء . وبالرغم من اننا خدرنا بالدعاية السوفيتية ، وتعلمنا ان نكره الادارة البريطانية في السودان، وكل ماله صلة بالاستعمار الا اننا اكتشفنا ان الاستعمار لم يكن كله شرا. بل هو تطور اقتصادي طبيعي كمرحلة من مراحل البشرية مثل الاقطاع والرأسمالية . والاشتراكية التي تحكم الكثير من الدول الاوربية اليوم
الي سنة1850 كانت اليابان تغط في سبات عميق . وكان يحكمها الشوقان وفرسان الساموراي وامبراطور. وفجأة تظهر سفن ضخمة يبدوا وكان النيران تشتعل في جوفها بسبب الدخان . وهرع اليابانيون الي رماحهم وسيوفهم . ولكن الادميرال واظن ان اسمه بيري لم يكن قد اتي للحرب . احضر بعض الهدايا احداها قطار بخاري صغير يمشي علي قضبان . واخبرهم بانه سيعود بعد سنة لكي تفتح اليابان حدودها للبضائع الامريكية . والآن تغرق اليابان امريكا والعالم ببضائعها.
والدول التي لم تتعرض للاستعمار مثل كمبوديا واليمن الشمالي واثيوبيا وحتي السعودية عانت من التنظيم اداري والتعليمي والصحي المتدني . ولا تزال هذه الآثار موجودة بالرغم من الانفتاح الاخير ؟ فالاحتكاك الخارجي يطور المجتمعات . ان كان للاستعمار مضاره طبعا .
وكانت الملصقات تملأ شوارع الخرطوم وتقول ارجع الي بلادك يا نكسون . هذا في الخمسينات ونيكسيون كان نائب الرئيس ايزنهاور . واحس كل العالم الثالث ان الحليف الاول هو المعسكر الاشتراكي، الا اننا بعد العيش في داخل المعسكر الاشتراكي اكتشفنا ان الصورة من الداخل ليست بتلك الروعة التي عكسها الحزب الشيوعي في السودان .
لقد كان الشيوعيين البسطاء يطلقون التصريحات الصبيانية . منهم عبده دهب . وكان البعض يصدقها . كانوا يقولون ان اليانصيب في الاتحادي السوفيتي يكسب فيه جميع المشتركين . وان المواطن في الاتحاد السوفيتي لا يكذب ، لان الكذب من مظاهر البرجوازية .
واذكر نجارا في بيت المال كان شيوعيا معقولا . كان مسئولا عن جمع المقوي او الاشتراكات . واشتكي البعض في انه كان يطارد الجميع بطريقة عقائدية . وطلبوا منه ان يلزم دارة وسيأتيه الاعضاء . وعندما ارادوا دفع العشرة جنيهات التي كانت تدفع لاسر المعتقلين ، لم تتوفر . وقال لمن لاموه ... انا قعتا في بيتنا مافي زول جاني . اقوم الف تاني بي طرقتي ؟ وعندما اتتي الموافقة قفذ علي دراجته . وعندماكان يكدح لبناءمنزله ، قال له احد الرفاق انه ليس هنالك داعي للتعب . لان الاشتراكية الآتية ستبني منازل رائعة للجميع . فقال ... ان ذالك المنزل سيكون مساهمته في بناء الاشتراكية . ويمكن ان تبني الاشتراكية للآخرين . ومن قال له ذالك الكرم لم يمتلك منزلا الي ان مات . انها بعض محن السودانيين .
بعد الاحتفال باكتوبر في براغ كنا نقف في انتظار الترام واتي شيكي مخمور وبدا في القيام بحركات سخيفة ومضحكة. وكنا نسخر منه لانه كان يقلد حركات القرود . . فاتي الدكتور عبد العزيز كنيش لكي يوبخنا لا ننا ضحكنا علي مواطن في دولة اشتراكية قد انتصرت وبنت الاشتراكية . وكان غاضبا ووجه اغلب لومه لحسين علي وفارس احمد المصطفي لانهما من الشيوعيين . محن ... مش كده يا الشفيع .
لقد درسنا الماركسية في الجامعة . ولكن ما كان موجودا في الشارع لم يكن له دخل بالماركسية . وهذه مشكلة الحزب الشيوعي الاولي . نحنا عشنا في داخل المجتمعات الشيوعية . تفاعلنا مع المواطن من بروفسيرات وكناسين ومهندسين ومدرسين ومجرمين . نعم كان هنالك مجرمين. واكبر المجرمين كانوا هم الحكام . ولم نصدق في البداية . ولكنا قابلنا من قال لنا ان الاحتلال النازي لم يكن في بعض الاحيان بقساوة النظام الشيوعي . لقد تآمر ستالين مع هتلر النازي واقتسموا بولندة . وكان حتي الالمان لا يصدقون اعينهم عندما يشاهدون الترف الذي كان يعيش فيه الشيوعيون الروس . واستمر ذالك الترف حتي نهاية المعسكر الاشتراكي .
كنت اقول ان فكرة ديكتاتورية البروليتارية او الملائكة لايمكن ان تكون صحيحة . لان الدكتاتوريات هي الدكتاتوريات .ولهذا كان استالين من ابشع الطغاة . وهو الذي رفض ان يستمع للجنرال جيكوف الذي حذر بشدة من احتمال هجوم هتلر علي الروس بعد ان ابتلع هتلر غرب اوربا وسيطرعلي كل مخازن المؤن والسلاح في تلك الدول . وبكل صلف قرعة استالين وسخر منه قائلا ,, كم من الميداليات تريد ان تزين بها صدرك ؟ فانت بطل منذ الحرب العالمية الاولي . والنتيجة ان الروس اضطروا لاكل لحوم البشر في لينين قراد وفي فولقا قراد التي تغير اسمها الي استالين قراد . ومات ملايين الروس بسبب دكتاتورية استالين . وشيكوف كان يطلب علي اقل تقدير ان يكون الاتحاد السوفيني مستعدا . وهاجم هتلر علي ما اذكر ب4400 دبابة بانثر . وهي متفوقة جدا علي الدبابات الروسية . وهاجم الالمان باربعة الف طائرة . وكانوا قدا سخروا الشعوب المحتلة للانتاج الحربي . واستالين مشغول بموائده العامرة والخمور . وبيرية رجل المخابرات الاول يحكم البلد . ويضع شخصا يشبه استالين في مقصورته في الباليه والاوبرا ,استالين لا يترك حصنه وحتي النساء يؤخذن اليه . وعندما اصيب بنوبة قلبية لم يستطع اي بشر ان يطرق بابه الي الثالثة بعد الظهر والرعب يتملك الجميع. والغريبة عزيزي الشفيع ان اكثر من الف شخص قد ماتوا او انتحروا حزنا علي موت استالين . وانت ولا شك قد سمعت بأن الشيوعيين في السودانوالدول العربية يغنون بعد الكاس الرابع.... استاليبن لم يمت استالين لا يموت .. انه قد غادر الكرملين لكي يسكن في قلوبنا قلوب الكادحين . ومن كانوا يغنون كانوا ابعد الناس عن الكادحين .
. لقد ذكر الرئيس الامريكي نيكسون ان مدلكة برزنيف كانت تستعمل نفس العطر الفرنسي الذي تستخدمه زوجته . وكبار الشيوعيين كانت لهم مدلكاتهم وممرضاتهم . وهم في الحقيقة عشيقاتهم . ولا ادري هل المساواة بين الجنسين كانت تتيح لكبار الشيوعيات الاستمتاع بمدلكين وممرضين ؟ ولقد اعطي الروس ممرضة اكرانية جميلة للقذافي . بجانب الفرقة الكاملة من الحارسات .
الدكتور محمد محجوب عثمان شقيق عبد الخالق عندما كان. في موسكو ، قال لي .. ان المترجم كان يحثة للمطالبة بزيارة متاجر الحزب الشيوعي . وكان يبستغرب لالحاف المرافق . وعندما ذهب اخيرا ، اكتشف ان المرافق كان مستعدا وقام بشراء معاطف الفراء والاشياء الثمينة بكميات . والشيوعيين السودانيين عرفوا بصوفية الاشتراكية . ولم يكن يهمهم الكافيار الروسي او الفراء لنساءهم مثل الآخرين . ولم يكن يطالبون بقضاء الاسابيع علي شواطئ البحر الاسود . بل كانوا يهرعون الي المطارات قبل ان تجف قرارات الموتمرات. لقد كانواوالحق يقال انبل وانظف البشر .
دعني اقول لك من الذاكرة . بعد هزيمة الالمان في روسيا وعرض 300 الف اسير الماني في شوارع روسيا . انتفض البولنديون وارادوا تحرير بلادهم . وكان من المفروض ان يدعمهم استالين . الا ان استالين لم ينس الحروب القديمة منذ ايام القيصر و ,, تاراس بولبا ,, والهزائم التي اوقعها البولنديون بالروس في بداية العشرينات . وعندما اعاد الروس احتلال بولندة الشرقية، كان البولنديون يتمتعون بتقدم وحضارة اكثر من الروس . فجزء من بولونيا مع تشيكوسلوفاكية كان جزء من الامبراطورية النمساوية المتحضرة . وكان الروس يعيشون في ظلام وتخلف . وبولونيا هي الدوله التي ينتسب 17 في المئة من سكانها الي النبلاء . وتدفق الروس وانتزعوا مساكن البولنديين ونهبوا كل شي حتي ملابس البولنديين الذين انزووا في غرفة واحدة في مساكنهم التي احتلها الروس . وكانت محاكمات الجنرالات البولندين . وكانت هنالك اسئلة مثل ,, هل اذا اتيت الي منزلك ستقدم لي الشاي ؟ او هل سترحب بالروس في مسكنك ؟ ورد احد الظباط البولنديين الشجعان كان ,, لم يعد عندي شاي لاقدمه . وكل بولنده الآن تحت تصرفكم يمكنكم ان تسكنوا في اي مكان .
لم نصدق في البداية ما سمعناه من البولنديين عندما كانوا يقولون ان الشيوعيين كانوا في بعض الاحيان اسوأ من النازيين . لقد اخذ الروس 21703 عسكريا من البولنديين وقتلوهم ودفنوهم في ثلاثة مواقع في غرب روسيا . ولا اعرف لماذا رسخ هذ الرقم في ذاكرتي .
اظنك تعرف ان استالين لم يكن روسيا لان اسمه الحقيقي هو دوشكافيلي . وكان جورجيا . ولا تزال تماثيله في جورجيا . ولا ينتهي اسمة ب اوف او سكي كبقية الروس . وكان يعرف ان وضعة جد حساس . فبعد انتصار الوطنيين في مجلس الدوما ارسل الالمان اوليانوف او لينين الي روسيا لانهم كانوا يعرفون انه سيستلم السلطة وسيتفرغ للثورة الداخلية وسيصل معهم الي سلام مما يتيح لهم الالتفات للجبهة الغربية . خاصة بعد دخول الامريكان في الحرب العالمية الاولي . ولكن لينين لم يحكم الاتحاد السوفيتي اكثر من 3 سنوات . فبعد محاولة اغتياله جلس مشلولا علي كرسي متحرك . وبدا التنافس . وكان تروتسكي هو الخليفة الاول وكان هو من اشاد به لينين لمقدرته التنظيمية الخارقة وهو اب الثورة الروسية والمفكر وصاحب فكرة الثورة الدائمة . واطيح بتروتسكي عن طريق الموامرات . واختفت مولفاته . ولم اجدها الا بعد جهد ولا ازال محتفظا بها . ولم اشاهدها عند اي انسان سوي صديقي الامريكي هيرمان هندرسون . ولقد طارد استالين تروتسكي واغتاله في مدينة المكسيك . وقبض علي قاتله الروسي وحكم عليه بالسجن .. اعتبر بطلا في روسيا . وكان للبولندي جرزينسكي القدح المعلي في تنصيب استالين . وجرزينسكي هو من ارسي قواعد الكيجيبي والمخابرات السوفيتية الي ولدت كل مخابرات الدول الشيوعية . وارسلت المخابرات الملايين الي معسكرات الاعتقال في سايبيريا فقط لوشاية وحقد من جار او صديق موتور في بعض الاحيان .
وبعد ان تساوت الاصوات في الانتخابات بين استالين وكيروف المحبوب ، واظنها كانت 240 صوتا لكل متنافس . تقرر اعادة الانتخابات . وخشي جيرزنسكي ان يخسر حصانه الذي راهن عليه .قام ظابط صغير باغتيال كيروف . وعندما جروه الي المحاكمة وحكموا عليه بالاعدام ، كان يصرخ ويقول انهم قد وعدوه بأنه سيكون بطل الانحاد السوفيتي وسيعيش في نعيم .
وكما تحالف الرجل القوي زينانوف وبخارين مع استالين في التخلص من اتباع تروتسكس . وزينانوف كان في امكانه ان يحوز علي السلطة فهواحد الثلاثة في رئاسة الترويكا . والترويكا هي المركبة القوية التي تجرها ثلاثة خيول قوية ، مثل مركبة البريد التي تذهب الي اي مكان بالرغم من الثلوج والعواصف . وتخلص استالين فيما بعد من زينانوف وبخارين بالرغم من ان الاثنين كانا من اعظم المفكرين ولزينانوف كتب رائعة . اختفت كما اختفت مجلدات استالين السبعة عشر و وهو احسن من كتب في القضية القومية . لانها كانت تخصه لانه جورجي يعيش في روسيا . والمجلد العشرين في مجلدات لينين ال 44 التي لا ازال احتفظ بها ، يعالج نفس القضية ولكن ليس بالوضوعية والاختصار مثل استالين . ولينين ينجرف كثيرا نحو الاطالة والشتم والاستخفاف بالاخرين وبعض البذاءة. ويصف البعض بالعاهرات .
واذكر ان الفرنسي بير وصديقته الدومنيكية السوداء نيكول كانوا يقولون انهم ماركسين فقط وان اللينينية هي التي خربت الدول الشيوعية . وكنت احتد معه واكاد ان اخنقة بالرغم من انهم كانوا ضيوفي في السويد في 1971. وألان اقول ان اللينية والاستالينية سببا كثير من العطب . ولا اعرف اين بيير ونيكول ، لاعتذر لهم .
لقد اعطيت السلطة الي الترويكا مرة اخري بعد التخلص من خروتشوف . وكانت مكونة من برزنيف وبود قورني وكوسيقين الذي صار وزيرا للخارجية لفترة طويلة . وصار برزنيف رئيسا . واذكر انني شاهدته في شارع الاربعين في امدرمان عندما اتي لزيارة السودان . وتسبب في احدي زعزعات الحزب عندما طلب من الشيوعيين التعاون مع عبود لانه رجل وطني . وقال معاوية سورج خريج اكاديمية الكادر في موسكو لاحد المسئولين الروس بسبب ذالك ال
طلب ,,يبيم تجي ماتكو ,, وتعني افعل بوالدتك . معاوية هو من شهد ضد الشيوعيين في محاكمات نميري . وكافئه نميري بأن جعله سفيرا في السويد والصومال .
ان ما تطالب به ياعزيزي الشفيع هو ماكان يطالب به بيلخانوف ، الذي بكي عندما طرد من الحزب الشيوعي الروسي. وهو الرجل الذي افني كل عمره الطويل كأشتراكي ديمقراطي ومناضل ضد القيصر. وماركس وانجلس لم يكونا سوي استراكيين ديمقراطيين . وبكي بيلخانوف الشيخ عندما قال لهم تروتسكي اذهبوا الي مزبلة التاريخ انتم لا تصلحون لقيادة الثورة . انتم تصلحون لمأدبة شاي . ومن هنالك اتت كلمة البلشفيك وتعني الاغلبية . وحتي هذه الكلمة خطأ . فحرف الفاء في الروسية يكتب مثل حرف الباء . والكلمة هي فلشفيك من الاسم فيتشنا وتعني الاغلبية من الكلمة فلكي ونعني كبير ومالي تعني صغير . والاغلبية البلشفيك او البلاشفة سحقت المنشفيك .
عندما رجعت الي براغ من الدول الاسكندنافية ، كنت اتحدث عن الاشتراكية الحقيقية التي شاهدتها . والتطور الباهر والديمقراطية . وعدم تغول البوليس والامن علي المواطن . وان الطبقة الوسطي يجب ان تشجع لانها القوة الخلاقة . ولا يفترض ان تحارب فقط تراقب . وسخر مني الجميع . والحقيقة انني لقلة تجربتي انزلقت في التطبيل للتجربة الصينية متأثرا بكتابات الكاتب الامريكي ادجار اسنو الذي كتب السفر الرائع النجم الاحمر فوق الصين . والصين الحمراء اليوم . وكان قد شارك في مسيرة الصين 29 الف لي او 10 الف كيلومتر .
وهرع الافارقة للصين . هل تذكر عزيزي الشفيع الاخ كونت بدرسون الذي لسنين عديدة كان يرأس مؤتمر القرن الافريقي في جامعة لند في السويد . وكنت قد قابلته في الحفل الذي كت انظمه في منزلي قبل المؤتمر الذي شاركت فيه مع الاخ احمد دريج . بدرسون الجنوب افريقي له ابن اسمه ماو . وكان لبعض الافارقة ابن اسمه ماو . احدهم الاخ حبيب التنزاني والذي يكتب خطب الرئيس التانزاني والذي زاملني في براغ. ولكن اكتشفنا فيما بعد ان الصينيين الذين رسمنا لهم صورة رائعة ، هم بشر لهم اخطاءهم . واكبر اخطاءهم سببت مجاعات قتلت 30 الي 40 مليون نسمة . فالسياسة المتطرفة ومحاربة الطبقة الوسطي اضرت بالانتاج . واسوا ما قام به الرفاق الصينيون اليوم هو مناصرتهم ودعمهم لنظام المجرم البشير وبقية الطغاة . وفتكوا بالبوذيين في التبت والايقور المسلمين . الانقاذ لا تهتم بذبح اخوتهم في الاسلام في الصين . ويقدمون مصالحهم الدنيوية .
بعد فشل الشيوعيين في استلام السلطة في اندونيسيا . كانت مذابح الشيوعيين . وشمت الشيوعيين السودانيين والاتحاد السوفيتي . وتدحرجت رؤوس في الصين . وتحالف ماو مع ليبنبياو و شوين لاي ضد مجموعة لي شاوشي واطيح بهم . ثم كانت مسخرة الثوروة الثقافية والتي سيطرت عليها زوجة ماوتسيتونق وما عرف بعصابة الاربعة . وصفي لينبياو خليفة ماوتسي تونق . وقيل انه حاول الهرب وسرق طائرة حربية وقاموا باسقاطها . ثم اطاح تنق بزوجة ماوتسي تونق بعد موته وجرت الي السجن وهي تصرخ امام عدسات التلفزيون .
تاريخ الاحزاب الشيوعية حفل بالتصفيات والاغتيالات . واغتيال الشخصية . ولقد كان هنالك تمثال ضخم في ميدان ليتنا في براغ علي تل يطل علي نهر الفلطافا . لقد ازيل ذالك التمثال العملاق بعد وصول خروتسوف الي السلطة . وخروتشوف كان يتعرض للاهانة والسخرية من استالين ولقد قال انه كان يتحسس عنقه كل ماكان يخرج من استالين .. وليس هنالك تسامح او تعايش مع اي افكارمختلفة . ولسوء الحظ انعكس هذا علي الحزب الشيوعي السوداني . وستعود لهذا . ولقد استغربت علي الهجوم الشرس علي خالد الكد والخاتم علات . ورد علي الزعيم التجاني الطيب بابكر ... انهم خرجوا عن الحزب ومن المفروض ان يهاجموا . الرحمة علي الجميع .
بالرغم من قرارات المؤتمر العشرين وقرارات متطورة بعدها كان خاطئا ، تراجع عنها السوفييت ، منها تقسيم العمل داخل مجموعة الكوميكون الاقتصادية الشيوعية . من القرارات ، ان تتخصص بعض الدول مثل بلغاريا في الانتاج الزراعي . وهذا يتعارض مع الافكار الشيوعية في بناء القاعدة الصناعية التي ترتكز عليها الاشتراكية والطبقة العمالية
. سيطر بعض الاستالينيين مثل قومولكا في بولندة وكادار في المجر وانتونين نوفوتني علي تشيكوسلوفالكية واولبريخت في المانيا الشرقية وهو الذي كان القوة الدافعة لسحق ربيع براغ . والوضع في تشيكوسلوفاكية كان مختلفا لوجود ثلاثة جمهوريات ... بوهيميا ، مورافيا وسلوفاكية التي تتمتع بلغة مختلفة قليلا . والسلوفاك طعنوا الشيك من الخلف فبعد احتلال مورافيا وبوهيميا كون الاسلوفاك حكومتهم النازية . وهم مثل الاكرانيين في تعاونهم مع الالمان . وهذه احدي اسباب الحرب اليوم مع الروس . .
الكروات كانوا كل الوقت من حلفاء الالمان ويمثلون القوة الباطشة . وكان بعضهم حرسا في معسكرات الاعتقال النازية . وجوزيف بروس تيتو كرواتي .وليس بصربي كما يعتقد الناس . وهو الذي سارع بتحرير يوغووسلافيا قبل الجيش الاحمر . وهزم الالمان في معركة لولا ريبا الشهيرة . واراحه هذا من دخول الجيش الاحمر الذي مارس الاغتصاب والنهب . ولكن ذلك الاتحاد بني حول شخصية تيتو وعندما مات تيتو انهار الاتحاد . وكان مساعدة توجمان الكرواتي اول من دعي للانفصال وصار رئيسا لكرواتيا . وكانت ابشع مذابح اوربا بعد الحرب .
عندما بدا واضحا للبعض ان بعض التغيير يجب ان يتم خاصة وتشيكوسلوفاكية كانت متطورة جدا من قبل الحرب ، انتهز الاكساندر دوبشك عنجهية نوفوتني . الذي كان يخاطب البريسيديوم المكون من 11 عضوا قائلا.... هل هنالم من يعترض علي هذا القرار ؟ ويكون الرد بالموافقة . والمفروض ان يكون السوآل من يوافق علي هذا القرار ؟وفي ذلك اليوم تشجع الاسلوفاكي ساشا او الأ كساندر وقال ... انا اعارض ووافقه خمسة آخرون هم اسفوبودا وشيرنيك واوتاشيك واثنان آخران ، لا اذكرهم .وسقط القرار وكانت بداية التغيير وصار دوبشيك رئيسا . واتت سنة الانفتاح والحرية وكتب الكتاب مثل بافل كهوت في جريدة الحق الاحمروفتشرني براها المسائية وهللوا للتغيير . . وتغير الكلام في التلفزيون والراديو . واذكر فتاة جميلة كانت نجمة التلفزيزن الشيكي . وهي محاورة رائعة وصحفية متمكنة . انتهي بها الامر كعاملة نظافة في ذالك التلفزيون . وانتهي دوبشك كمعتقل داخل دبابة .روسية ومنعوه حتي من قضاء الحاجة . وصار كاتبا في بنك في اسلوفاكية . ومات ما عرف بربيع براغ . وغير بافل كهوت موقفه 380 درجة وتبعه الآخرون . وحتي رسامي المجلة الفكاهية غيرت كاريكتيراتها .
واذكر صديقتنا السحاقية دانا وهي تطرق الابواب في اكبر مجمح طلابي ..استراهوف .. الذي يضم 6الف طالب وطالبة . وهي تصرخ ..اوش يي فالكا ... لقد اتت الحرب . عندما تدفقت الدبابان الروسية . واحرق الطالب يان بالاخ نفسه امام المتحف الوطني ، احتجاجا . متأ ثرا بالفيتناميين الذين كاوا يحرقون انفسهم احتجاجا علي الاحتلال الامريكي .
كانت هنالك اشياء غير مصدقة في المجتمع الشيوعي . لقد كان الجميع يسرقون ويتسيبون . اذكر برنامجا تلفونيا كان يصطاد الرجال المهندمين في الميادين التي تغص بالمارة حتي في وقت العمل . ويقدمون الميكروفون للشخص المهم ويسألون عن اسمه ومهنته . وبعد استعدال الكرفته يعطي اسمه ومهنته المهمة التي تضع المئات تحت مسئوليته .ويشرح اهمية عمله في بناء الاشتراكية . وعندما يسأله المحقق لماذا ليس هو في مكان مسئوليته . تأتي اللعثمة .
كنت اننتقد نظام الاجور . والقاعدة الاشتراكية هي ...من كل قدر طاقته ولكل قدر عمله . والشيوعية التي درسونا لها وهي مرحلة قادمة ، كانت تقول من كل قدر استطاعته لكل قدر حاجته . ولكن لم يكن من المعقول ان يكون مرتب الطبيب نصف مرتب عامل المناجم او اقل من قائد شاحنة او سائق قطار . وقتلت الشيوعية روح الابتكار . فمن احنرع العدسات اللاصقة شيكي في الخمسينات . لم يستفد منها الا بخمسين الف دولار فيما بعد ، بينما حصدت الشركات الغربية ولا تزال تحصد البلايين . والنتيجة ان الطبيب يتلقي الهدايا، اذا اراد المريض ان يجد الاهتمام .
وكان الشيوعيون يبتاعون اغراضهم من المتاجر التي تأتي بالبضائع الغربية . وكان الفتيات يقدمن انفسهن للسياح للحصول علي العملة الصعبة او البضائع الغربية . لماذا لم توفر تلك السلع للجميع . واذا كان المجتمع قد قام ببناء النعيم لماذا يحتاجون لأسوار . واذا كانوا علي حق لماذا تكمم الافواه ؟ لقد قلت لبروفسر القانون الدولي ... ان دور الاتحاد السوفيتي في تشكيل القانون الدولي يزج به كل الوقت . والاتحاد السويدي تكون فبل 50 سنة فقط . وهو دولة من 170 دولة .والقوانين والعرف العالمي له آلاف السنين . وغضب البروفسر .
هل قلت لك عزيزي الشفيع في مؤتمر المانيا او في كوبنهاجن او في مصر انني قد اعتقلت في براغ واتهمت بانني عميل للمخابرات الامريكية ؟وهذا الكلام قاله السفير في براغ مصطفي مدني ابشر الشيوعي ووزير خارجية نميري .
سنعود لما يهمنا كاشتراكيين .و الحزب الشيوعي السوداني الذي كان من المفروض ان يكون النصل في رمح الاشتراكية والقوي الديمقراطية . ولكن نرجو انفتاحة وتغيير اسمه ومناداته بالديمقراطية الحقيقية وتداول السلطة .
أحدث المقالات
- يا حلا قولاي أور ... يا حلا هدوت ، هدوت ، لا نخاف الموت بقلم آدم أركاب 08-30-15, 04:14 PM, آدم أركاب
- الورم الفاشستي الداعشي بقلم الفاضل عباس محمد علي 08-30-15, 04:11 PM, الفاضل عباس محمد علي
- السلطة والجنس عند السودانيين (3/3) بقلم دكتور الوليد ادم مادبو 08-30-15, 04:08 PM, الوليد ادم مادبو
- العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء(4) بقلم عبد العزيز سام 08-30-15, 04:06 PM, عبد العزيز عثمان سام
- إشتباكات روتانا سلام.. وكشف المستور!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 08-30-15, 03:21 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (9 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-30-15, 03:18 PM, محمد وقيع الله
- مع امريكا اين المشكلة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر 08-30-15, 03:13 PM, عبدالباقي الظافر
- نبكي أحرفا !! بقلم صلاح الدين عووضة 08-30-15, 03:12 PM, صلاح الدين عووضة
- كان منهوباً ..!! بقلم الطاهر ساتي 08-30-15, 03:10 PM, الطاهر ساتي
- الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي بقلم محمد الحسن محمد علي 08-30-15, 06:39 AM, حيدر احمد خيرالله
- خربشات مسرحية (2) لصوص لكن شرفاء بقلم محمد عبد المجيد أمين (براق) 08-30-15, 06:35 AM, محمد عبد المجيد أمين(عمر براق)
- كيف سجل مجلس السلم والأمن الأفريقي خمسة إصابات في شباك نظام الإنقاذ ؟ الحلقة السادسة ( 6- 7 ) 08-30-15, 06:34 AM, ثروت قاسم
- الخاء فتحا ثم ضما بقلم الحاج خليفة جودة - سنجة 08-30-15, 06:31 AM, الحاج خليفة جودة
- البرلمان السوداني و تخريفه السياسي بقلم بدوي تاجو 08-30-15, 05:02 AM, بدوي تاجو
- أنين بائعة الهوى . . في دولة الحرائر بقلم اكرم محمد زكى 08-30-15, 04:59 AM, اكرم محمد زكى
- إلى كتائب القسام في الحرب القادمة بقلم د. فايز أبو شمالة 08-30-15, 04:57 AM, فايز أبو شمالة
- الزول الوسيم: كاتال في الخلا عقبان كريم في البيت (المقال الخاتم) بقلم عبد الله علي إبراهيم 08-30-15, 01:28 AM, عبدالله علي إبراهيم
- التميزيون الصغار يمتنون على السودان الشمالي بقلم بدوي تاجو 08-30-15, 01:24 AM, بدوي تاجو
- لماذا تظلمون الأطباء (1) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 08-30-15, 01:23 AM, سيد عبد القادر قنات
- دارفور ليس ملكأ لتجاني سيسي يا أمين حسن عمر بقلم محمد نور عودو 08-30-15, 01:21 AM, محمد نور عودو
- الإنشطارات السيـاجتماعية تهدد مصالح الجميع بقلم نورالدين مدني 08-30-15, 01:19 AM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|