لم يتخيل أسوأ المتشائمين من قمم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثة التي عقدها في العاصمة السعودية الرياض في يومي 20/21 إبريل الماضي أن تفعل فعل السحر في آخر منطقة عربية مستقرة أمنياً واقتصادياً، واجتماعياً بالشرق الأوسط وأفريقيا، لتتساوى مع الدول الملتهبة وغير المستقرة، بعد الحظر الدبلوماسي والاقتصادي الخليجي على دولة قطر، والذي نزل عليها بلا مقدمات، لتنداح آثاره السالبة، على المجتمع القطري، والدول المجاورة بما فيها دول الحدث السعودية، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، واليمن التي لا حول لها ولا قوة. يبدو أن المملكة العربية السعودية تنظر بعيني زرقاء اليمامة، وإنها ترى شجراً يسير، من غير أن يراه غيرها، والّا لما دخلت في هذه المغامرة الثانية في أقل من عام بعد تبنيها وخوضها حرباً ضد اليمن كلفها فقدان مركزها الاقتصادي في المنطقة ولم تنته الحرب، لتدخل في عملية أخرى أعلى كلفةً، رغم حرصها ألّا تخوض مغامراتها لوحدها، بل إنها تؤلب لها أحلافا خارجية، حتى تظهر بمظهر الشرعية الدولية. وضح جلياً أن العرب لم يستفيدوا من الحروب التي خاضها العراق نيابة عنهم ضد إيران، واجتاحه للكويت، ثم القضاء على نظام صدام حسين بالآلة الأمريكية الإعلامية منها والحربية، لتتم إعادتها بشكل آخر في وسط دول كانت أكثر تقارباً، وانسجاماً، لما لهم من وشائج قربى ودين. فقطر المتهمة بتمويل الإرهاب ورعايته لم يكن لها متهم في جريمة إرهابية، في حين أن دول الحظر لديها متهمون مشاركون، كما أن أمريكا صاحية رسالة مكافحة الارهاب نفسها لم تفرض حظراً اقتصادياً على قطر ومصالحها تسير كما تريد. بل إن أمريكا تدعو لمعالجة الخلافات بالحوار، وفك الحظر الاقتصادي على قطر، بجانب طلبها إيقاف تمويل الإرهاب، والذي حسبته السعودية أنه جدية منها، لحسم دولة قطر... الّا أن فهمي للقصة أنه في كل خطوة من الصراع الخليجي، عبارة عن رسائل مفخخة، تقول فيه اسمعي يا جارة إليك أعني!!!، وأولى هذه الرسائل هي للسودان، الذي يتعشم رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب لقرابة عقدين، وفك الحظر الاقتصادي الامريكي في يوليو المقبل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة