|
رد علي مقال د.معز عمر بخيت بعنوان (وفي انف سكم افلا تبصرون
|
لا فجيعة ولا شئ أستاذنا الكبير المعز إذا تركنا موضوع إنقاص الآخرين أشياءهم وبدءنا بقليل من الروية ننظر إلى شخصية الإنسان السوداني ذو الصفات التي ذكرتها
أولا أستاذي أود أن الفت انتباهك إلى شئ جوهري عند حديثك عن الإنسان السوداني أن هذا الإنسان لا يمثله من اكتوي بنار الفقر واختار الغربة بديلا آخر لعلامات الذل وخصوصا إذا لم يكن من ذوي الشهادات.....
ولا يمثله مثقف الخرطوم فقط الذي أنهكه الجري وراء لقمة العيش الحلال... ولا زمن له للقراءة والاطلاع سوي زحمة الحافلات في نهار أبو جنزير...... ولا يكف القوت أصلا أفواه صغاره ليبقي له ثمن الكتاب أو الاطلاع أيا كانت وسيلته
أنت عزيزي عندما تتحدث عن السودان فهو يمتد الآلاف الأميال في البسطاء الذين لا يأمنون قوت الغد ويقطعون الطريق علي المتعطلين مكرمين إياهم بقوت الصغار
آلالاف الغبش الذين ما زالو يستمدون حكمتهم من حبة القمح وموسم المطر وتعايشهم علي من يقطع مزارعهم من رعاة
هل انقطع بك الطريق-دكتور معز- في أحد دروب الجزيرة فخرج إليك بعض هل القرية المجاورة يحلفون بالمبيت والكرم الذي ليس له مثيل؟؟؟
هل جربت أن تسافر مع قافلة فإذا ادر ككم الليل آوتكم إحدى الأسر تاركة منزلها ومتجه جميعها إلى الجيران ومع آذان الفجر آتتكم نسوة الفريق بالشاي دون أن يعلمن من انتم ولماذا انتم هنا؟؟
هل قطع عليك نهر عطبرة الموسمي الدرب واوحل مركبتك فوجدت نفسك محاطاً بالمتعاونين الذين يبذلون كل مجهودهم لحلك من هذى الأزمة حتى تنسي في غمرة كل هذا لمن هذى المركبة المتعطلة؟؟؟
هذا هو السودان الدكتور معز بشهامته وكرمة الذي ليس له حدود هذا هو السودان الذي أنهكته الحروب واللصوص وقطاع الطرق
أما ما يحدث في أشباه المدن والتي لا تمثل ولا واحد من عشرة من مساحة السودان ولا أهل السودان فهذي تشوهات طبيعية تحدث لإنسان يعاني من كل أشكال القهر والتدني الإنساني
والآن إشكالية الحكم في السودان وفشل الساسة أو النخبة السودانية وإدمان الفشل كما سماها أحدهم وما أفرزته من تخلف وقهر تعيشه كل قطاعات الشعب ويتحايل علية كل بطريقته الخاصة ليس محور حديثنا الآن
أما ما ينكره البعض من نجاحات الآخرين.... فهذى حالات شخصية وفردية ليس إلا..... فأنت تنسي المليون نسمة الذين يعلمون من هو المعز عمر بخيت كمثل للثروات العلمية السودانية الموزعة في المنافي وتنزعج من حديث أحدهم وثانيا قد لا تعلم أن القرى الصغيرة علي امتداد هذا السودان الذي نحكي من أهم معالم القراءة فيها للأستاذ الطيب صالح
المثقفون السودانيين سيدي ليس لهم ممثل فهم علي امتداد جسده العملاق وفي كل المنافي يعلمون من هو الطيب صالح ومن ...ومن... هم أعلام السودان
هلا أوقفنا النزيف وشمرنا أيدينا للسلام القادم دكتور معز وعرفنا كيف نتجاوز الخيار الصعب بين عيشة الترف وعيشة الكفاف فالمعركة معركة بقاء وهنا سينمو الحد الفاصل بين أن تحب وتعيش رفاهية الآخرين وان تحب وتعمل و تعمل حتى تنطبق التنظير والواقع وتفي الوطن بعض الذي عليك
فهاهي عصارة جهد التعليم في السودان منذ الاستقلال موزعة علي المنافي إذن دعونا نلم الشمل ونعمل
حفصة احمد محمد زين
المملكة العربية السعودية
الرياض
|
|
|
|
|
|