|
رد على ممثلي قبيلة الحزب القومي المتحد بالقاهرة
|
قرأت ما أصدره الأخ حسن علي شريف باسم الحزب القومي المتحد ورئيسه عيسى حامدين بفرعية القاهرة وقبل أن أخوض في بعض تفاصيل ما حواه البيان، يجب علي أن أشكر و أعتذر للأخ الأستاذ/ منير شيخ الدين منير لما وجهه من نداء يطلب فيه الجميع التوقف من المساجلات التي لا فائدة منها، كما طالب الجميع بعدم الرد على مقال حسن علي شريف لما فيه من نقاط قانونية تتعلق بالتشهير واشانة سمعته، الذي نرى من حقه أن يقاضي حسن علي شريف وحزبه القومي المتحد ورئيس فرعيته بالقاهرة لرد اعتباره، وهو حق لا يستطيع أحد أن يمنعه في الحصول عليه، ومن دون التطرق إلى الجوانب القانونية التي هي حق الأستاذ/ منير شيخ الدين للتعامل معها كما يراها، هناك جوانب أخرى هامة رأيت وجوب التوقف عندها لنبش ما يقف من وراءها من مفاهيم تمثل ثقافة و موروث قبيلة معينة في جبال النوبة، يحمل الكثير من التعالي ومنهج قمع منظم لا يمكن السكوت عليه.
أن المسألة بدأت بتصريح صحفي من الأخ آدم إسماعيل الاحيمر رئيس رابطة أبناء الأجانق بالولايات المتحدة الأمريكية والذي تحدث فيه عن رأيه وبصراحة شديدة، ذكر فيه بعض الشخصيات القيادية في جبال النوبة ومن ضمنهم الأستاذ/منير شيخ الدين، ولكن يكتشف المتتبع لما دار من مساجلات والذي كان آخرها بيان حسن علي شريف عضو الحزب القومي المتحد بالقاهرة الذي حور فيه ما قاله الأستاذ/ آدم إسماعيل إلى أنه منير شيخ الدين فصب فيه جام غضبه وحقده الشخصي بصوره خرج فيه تماماً عن الكنترول، ومن سياقه يكتشف القارئ ومن ما دار من جدال الحقائق التالية:
أن فحوى ما كتبه علي حسن علي شريف ورئيس فرعية القاهرة من منصة حزبهم القومي المتحد المتحكم في قيادته قبيلة النيمانج والتي لا تساوي 2% من سكان جبال النوبة والتي سبحت دائماً عكس تيار المصالح النوبية، هي رسالة واضحة المضمون لكل من هو خارج قبيلة النيمانج، أنه لا حق لأحد في جبال النوبة التحدث عن قضايا النوبة إلا بإذن وتزكية من قبيلة النيمانج، وكما أن هناك خطوط حمراء في القيادة السياسية يجب أن لا يتعداها أحد مهما كان وزنه القبلي أو الفكري "حتى لو كان الأستاذ/ منير شيخ الدين منير" الذي يشهد له الجميع في الداخل عن مساهماته المتواضعة في الشأن السياسي النوبي الحديث، الأمور التي يريد حسن علي شريف وحزبه إخفائها من الجميع وكأن الحقيقة حكراً لهم، ولماذا لا نكتب التاريخ بصدق؟ ومن هنا لابد لي من أن أحي الأخ الأستاذ/ سيف الدولة خميس أنجلو في ليبيا على مقاله العقلاني والرزين الذي نبه فيه الجميع بأن هذا الوقت ليس للحساب يا أصحاب، وبأن من حق الأستاذ/ آدم إسماعيل من تهنئة صديقه، كما من حقه الحديث عنه وهو رقم لا يمكن تجاوزه مهما اختلفنا معه، مقال يجب أن نشكر فيه الرجل على حرصه الصادق الذي يبتغي من وراءه وحدة الصف والكلمة في جبال النوبة.
ومع تقديري الشديد للأخ سيف الدولة، لكن لقد تحدث الأخ/ حسن علي وبحقد شديد عن الأستاذ/ منير شيخ الدين وبعبارات مقذعة وأوصاف يعف عنه اللسان وكأن الأستاذ/ منير شيخ الدين كان يحكم السودان حكماً دكتاتورياً قبل خروجه إلى المعارضة؟ وما يؤكد ظننا في أن ما ذهب إليه حسن علي شريف وحزبه القومي المتحد ورئيس فرعيته عيسى حامدين، كان من منطلق عرقي وقبلي بحت، الدافع له مخاوف غير مرئية تهدد مصالح خفيه، حاولوا أن يدافعوا فيها عن قيادات قبائل النيمانج الذين يقودون جبال النوبة منذ عام 1965 حتى هذه اللحظة والى الهاوية، أو لماذا لم يتحدث حسن علي شريف عن الأب فيلب عباس غبوش رئيسه الحالي والسابق بخصوص الاتهامات التي وجهت إليه في الفترة الديمقراطية ببيعه الإغاثة التي أرسلت للنوبة والتي على أساسها دخل المحاكم في الخرطوم وكتبت عنه الصحف السودانية آنذاك وهو من قبيلة النيمانج الذي ينتمي إليه حسن علي شريف ورئيس فرعيته بالقاهرة عيسى حامدين؟ أم لماذا لم يتحدث حسن علي شريف عن إبراهيم نايل ايدام الذي جاء بحكومة الإنقاذ التي سحقت جبال النوبة وأزهقت أرواح الآلاف من الأبرياء الذي يدعي حسن بأنهم يتحدثون عن حقوقهم الآن وهو من قبيلة النيمانج كذلك؟ ولماذا لم يتحدث حسن علي عن دخول حزبه القومي الحر في التوالي السياسي بقيادة رئيسه الحالي غبوش وترشيحه للبشير لرئاسة الجمهورية في فترة كان الجهاد معلناً ضد مواطني جبال النوبة؟ وأيضاً لماذا لم يتحدث حسن علي عن البروفسير الأمين حمودة نائب رئيس الحزب القومي المتحد وهو رئيس لجنة الصداقة الشعبية لليابان وهي تعتبر من الأجهزة الحكومية التابعة للإنقاذ ويدعي بأنه يعارض الإنقاذ من خلال الحزب القومي المتحد وهو من قبيلة النيمانج؟ ولماذا لم يتحدث حسن علي عن الأستاذ/ عبد الله التوم الإمام أحد القيادات البارزة في الحزب القومي المتحد وهو كذلك عضو بارز في مجلس جبال النوبة للسلام حيث يعتبر جهاز من أجهزة نظام الإنقاذ الحاكم وهو من قبيلة النيمانج؟ هل نسي حسن علي شريف في أن يتحدث عن الأستاذ/ إسماعيل سعد الدين وهو وزير دولة حالياً في حكومة الإنقاذ وعبد الباقي الكبير نائب السفير السوداني في واشنطن وعملهم الوحيد هو الدفاع المستميت عن سياسيات حكومة الإنقاذ وهم من أبناء قبيلة النيمانج القبيلة التي ينتمي إليها حسن وعيسى حامدين؟ ومضافاً إلى كل هذا لم يتحدث حسن على عضو الحزب القومي المتحد عن تسليمهم قضية النوبة لقيادة الحركة الشعبية، الوصمة التي ستبقى على الجبين إلى يوم الدين. وكذلك يكتشف المرء جلياً أن وحدة قبائل جبال النوبة وتحت هذه اللافتات المرفوعة هي وحدة مزعومة لا تدعمها أية أساس، عرقي ولا فكري ولا حتى ثقافي ولا ديني، وأن هناك قبيلة واحدة في جبال النوبة وهي قبيلة النيمانج دون القبائل الأخرى تريد أن تتحكم في الأمور، وتريد أن تأكل في كل الموائد، بمبررات ودعاوى لم تعد مقنعة هذه المرة، كالقيادة التاريخية، والتعليم العالي، والأكثرية القبيلة، وهي مبررات تستخدمها المنتمين لهذه القبيلة في عرقلة التطور السياسي والفكري والاجتماعي في جبال النوبة، وقد مثل حسن على نموذج حي ومعبر قوي وصريح لهذا الفهم من خلال ما كتبه وهو مغمض عينيه عن الكثير والذي قرأه الكثيرون.
وبالرغم من عويلنا المتواصل وتباكينا المستمر وسعينا المتواصل لتحقيق ما نسميه التحرر الفكري والذاتي والسياسي في السودان، سواء كان ذلك على المستوى القومي أو الإقليمي، لا بد لنا من الإقرار بأن هناك استعمار داخلي في جبال النوبة، متسلط على الرقاب وعبر الحقب، تنطلق من رؤية قبلية ضيقة، وبالرغم من فشلها المستمر وفي كل شيء، لا تريد أن تسمح للآخرين بالمشاركة في تصحيح المسار، وتريد باستمرار إخفاء الفشل وتصوير الاخفاقات على أنها إنجازات ونجاحات كبيرة. لقد شكل الأخ/ حسن علي شريف رأس الرمح لذلك التفكير القبلي السياسي الضيق في جبال النوبة وهو تفكير سنشمر أيادينا في مواجهته وبشراسة لا يتخيلها حسن علي وأمثاله طالما أن ذلك يدخل في مسألة الحقوق واثبات الذات والتحرر من التسلط. عبر حسن علي شريف عن حقد جارف اجتاحه وغيب عقله تخطى فيه حدود القانون والمحاورة السياسية الهادفة والمنطق المعهود، حيث انطلق يشتم ويشكك ويخون ويلمع من رآه هو الأفضل في القيادة والمبدأ والعلم في أسلوب لا يخدمه هو ولا حتى قبيلته إلا إذا رأى حسن بأنه اختار أن يهاجر الى كندا ويعيش فيها إلى الأبد كما سيعيش رئيس فرعيته مع نسابته هو الآخر إلى الأبد. لم يذكر حسن علي شريف اخفاقات فيلب عباس غبوش على مدى 40 عاماً حيث أول من دخل في عالم السياسة في جبال النوبة وبالصدفة، كما لم يذكر لنا إنجازاً واحداً من إنجازاته بالإضافة إلى عيسى حامدين الذي لم نسمع عنه إطلاقاً في عالم السياسة السودانية أو حتى النوبية والذي يحاول حسن أن يفرضه علينا ومن العدم وكأن القبائل الأخرى في جبال النوبة لا تلد قيادات سياسية.
عندما تحدث حسن عن عدم تفويض أحد للأستاذ/ منير شيخ الدين لتمثيل الحزب في الخارج وبالرغم من معرفته بالسيد/محمد حماد كوه الذي كان وراء ذلك ومع لجنة مكونة من خمسة أشخاص، أنه كان يتحدث عن فيلب عباس غبوش الذي هو من قبيلته "النيمانج" والذي لا يعترف في جبال النوبة إلا بزعامته وأما محمد حماد كوه وبقية قيادات النوبة طالما لم يكن على رأسهم غبوش هم مزورين على رأي الأخ/ حسن علي شريف حتى لو كان في وقت كان فيلب غبوش يتعاون فيه مع النظام وآخرون يعارضونه، فهو إذاً أنه لا مكان لأحد طالما ليس منكم. ألا يعني أننا نحتاج بعد كل هذه التجارب المريرة إلى وقفة تأمل نحدد فيه اتجاه مسارنا وقبلها ترتيب وقع خطواتنا!
والى كل الأخوات والإخوان التحية والتقدير
سومي حماد تلبور الأبيض السودان
|
|
|
|
|
|