|
رد حزب الامة بالجماهيرية على ابراهيم سبيل وتساولات الاخ موسى عبد الرزاق
|
بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر ولله الحمد الأستاذ / بكرى أبوبكر السلام عليكم ورحمة الله ، وكل عام وأنتم بخير
بداية نشكركم على إضافتكم الفعالة والقوية للصحافة الحرة ذات الصدر الرحب المتسع لكل الآراء بكل أطيافها وإن كنا نأمل أن المجال للبناء منها وإن اختلفنا معه ، أما معاول الهدم والأجندة الحربية والتمزق فالأجدر الرمي بها في سلال القمامة لتذهب إلى مزابل التاريخ .
الأستاذ الجليل لقد طالعتُ في نافذتكم الحرة بعقل متفتح وإعجاب وإكبار دُرة الحبيب / موسى أبوبكر هارون معقباً على المنشور السيئ معني وفكراً لإبراهيم سبيل عبد الرازق عضو اللجنة التنفيذية للحزب بليبيا ، وأنا ومن موقعي كرئيس للجنة الحزب بليبيا وكعضو منضبط وملتزم قولاً وعملاً بنهج الحزب القديم وبحكم موقعي القيادي بالمكتب منذ العام 1982 أؤكد أن ما ورد بالمنشور المذكور هو خروج صريح عن نهج الحزب وكيان الأنصار وحتى من الناحية المؤسسية . إذ أن التنظيم المؤسسي والدستوري للحزب واللوائح التنظيمية الداخلية تُحدد صراحة الجهة التي يحق لها إصدار البيانات أو التصريح باسم الحزب وهذا ما لا يتمتع به الأخ المذكور بحكم موقعه داخل اللجنة التنفيذية للحزب .
أما عن طلب الأخ الحبيب / موسى أبوبكر والذي هو حق مشروع لكل الحادبين على مصلحة الحزب والكيان ، والمتمثل في إلجام شطط المذكور حتى لا تضرر المؤسسة الحزبية المشهور عنها الشفافية في تناول القضايا ( أى حزب الأمة القومي ) فإنى أؤكد بأن المكتب التنفيذي للحزب بالجماهيرية قد اتخذ الخطوات الصحيحة والقانونية في ذات الوقت مستندين في ذلك على النهج الديمقراطي والمؤسسية التي أرسيناها قوية وشفافة بقيادة الإمام الرئيس السيد الصادق وما تم اعتماده في المؤتمر العام السادس الذي انعقد في أبريل 2003م.
كما أؤكد لك ولكل المهتمين بهذا الأمر بأن نتائج تلك الإجراءات ستكون عادلة ومرضية لكل الحادبين على المصلحة العليا للوطن وللحزب والكيان ولأهلنا في كل بقاع السودان كما نؤكد بأنها ستكون مرجعية مثالية للنهج الديمقراطي ومثالا حياً لقوة المؤسسات بإذن الله .
أخي الحبيب أسمح لي في هذه العجالة أن أذكر بعض الحقائق والمرجعيات التي تؤكد نبذنا = في كيان الأنصار وحزب الأمة = للأجندة الحربية ، فيما عدا الدفاع عن النفس أو عند انتهاك حرمة الوطن أو العقيدة أو التعدي على الديمقراطية طالما مجمع عليها . فنحن أيها الكريم ومنذ لحظة بناء الدولة الوطنية وعند حصارنا سراي الحاكم العام = الجنرال غردون = أصدر إمامنا المهدي عليه السلام أوامره لأنصار الله طالباً أن لا يقتلوا الجنرال المهزوم حتى لا تؤسس الدولة على النهج الدموي ، وأن كان الانفلات الأمني والثورة المؤججة في النفوس قد حدت ببعض الأنصار ( رضوان الله عليهم ) في التخلص منه باعتباره رمز انتهاك عرض الوطن والعقيدة ومغتصباً لخيرات البلاد ومهين للعزة والكرامة ، أو ربما لم تصل إليهم دعوة الإمام وهو المطاع فضعف الإعلام في تلك الأزمنة شئ مقبول . ولكن الأهم أن تلك الوصي! ة أصبحت قاعدة ومرجعية لكيان الأنصار ومن ثم حزب الأمة بنى عليها الإمام الجليل / عبد الرحمن المهدي # طيب الله ثراه # وهو باعث ومجدد المهدية الثانية ومبدع نظرية الجهاد المدني والتربية الروحية والتي كان من أهم ثمارها مؤتمر الخريجين والمنظمات الأهلية والبناء الاقتصادي لكيان الأنصار وحزب الأمة لاحقاً مما أدى إلى استقلال البلاد بتلك الصورة الحضارية في يناير 1956 . وعلى ذلك النهج سار الإمام الصديق = رحمه الله وتقبله مع الصديقين = وهو الذي كبح جماح الأنصار أكثر من مرة تجاه التصرفات الرعناء الدكتاتورية الأولى = بقيادة عبود = رغم أن الأصوات التي كانت تنادى بالدخول في مواجهات مسلحة لاقتلاع النظام قوية ولكنه رحمه الله استطاع احتوائها بقوة وحنكة وقال لهم كيف أقابل ربى ويداي ملطختان بالدماء وكظم القيظ الذي أدى إلى وفاته بالذبحة الصدرية كجريمة شنعاء على جبين دكتاتورية 17 نوفمبر .
ودعني أستضيفك الآن في رحاب المدرسة الكبرى التي يقودها العملاق المخضرم الإمام الرئيس الصادق المهدي . والذي كانت بدياته السليمة إكمالاً لخطى والده قد تمثلت في قيادة جبهة الهيئات للإطاحة بأولى لدكتاتوريات سلمياً في أكتوبر 1964 ، وكان فعالاً ضمن لجنة التفاوض المنبثقة من جبهة لهيئات التي استطاعت إقناع النظام الديكتاتوري بالتخلي عن السلطة وتجنب البلاد إراقة الدماء . وبالفعل انتصرت العقلانية على العنترية .
خلال الديمقراطية الثانية 64 – 69 م قاد حزب الأمة بقيادة السيد الصادق حملة سياسية قوية فكراً وعملاً لحل مشكلة الجنوب سلمياً وكانت العلاقة المميزة مع حزب سانو عاملاً مهماً لكسر الحواجز النفسية وبناء الثقة بين أبناء الوطن وكانت المائدة المستديرة وإجماع الأحزاب الذي بشر بانبزاغ فجر السلام ولكن يد القدر قد أتت في تلك اللحظات بسيئ الذكر جعفر نميرى ونظامه المدمر في مايو 69 المشئوم ، وكانت مقارعتنا الشرسة له في الجزيرة أبا وودنوباوى وانتفاضة يوليو الشهيرة مبنية على مساندته لقوى الإلحاد والشر وتعديه على الحريات والديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان . ورغم ذلك وعندما أتي ذليلاً منكسراً طالباً الصلح ونبذ الاغتراب استجاب الإمام الرئيس وكان وقتها رئيساً للجبهة الوطنية ،! استجاب رغم تحذيرات ونصائح الأشقاء والأصدقاء الذين أكدوا طبيعة القدر المتأصلة في سيئ الذكر النميرى ، وهو رغم معرفته بهذه الصفة الشائنة لبى وصالح حقناً للدماء ، وفضل الجهاد المدني بدل الاغتراب وعمل من الداخل تأكيداً للمثل الأصيل ( البطيخة بتربى في عرقها ) .
وبالفعل كانت انتفاضة رجب الخير التي أشعلها اتحاد طلاب جامعة أمدرمان الإسلامية الذي كان تحت سيطرت طلاب حزب الأمة بعد القرار الشجاع الذي اتخذوه برعاية ومباركة ودعم وتخطيط الشهيد الدكتور عمر نور الدائم ( رحمه الله ) .
ثم كانت مدرسة النهج الصحوة تلك المدرسة المتكاملة خلقاً وأخلاقاً وانطلقت مقدراته العملاق الإمام الرئيس بدأ من كوكدام وهلموا جرا حتى كادت أن تؤتى أُكلها بعقد المؤتمر الدستوري بنهاية أغسطس 89 وكان القدر أيضاً بالمرصاد فصحونا على شمولية الجبهة القومية ونهجها الاستئصالى ودخل معها الإمام الرئيس في جلسات وحوار مطول محذراً وموضحاً العواقب الوخيمة لنهج الأحزاب وعندما يأس من مخاطبة الأذن الصماء وأصبح مهدداً في حياته قرر الهجرة وكانت تهتدون ومن دار الهجرة واصل الجهد السلمي واستطاع بحنكته أن يدخل بند السلام الشامل والعادل كقرار رئيسى ضمن مقررات مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية كما استطاع إقناع الجبهة الشعبية للانضمام للتجمع والالتزام بقراراته والتي من أهمها نبذ العنف وفتح الباب أمام الحل السلمي وصولاً للسلام الشامل والعادل .
ثم كان لقاء جنيف الشهير ومن ثم دعوة الرئيس الفريق عمر البشير ولقائه بجبوتي الذي أثمر نداء الوطن وقرارات رمضان الشهيرة والانفراج السياسي وهامش الحريات الذي عشناه وعاشه الوطن بعد العودة الشهيرة تحت مظلة ( تفلحون ) . وسيادة العقلانية والحوار الحضاري الذي أثمر محادثات مشاكوس ونيفاشا ونداء جدة ، كل ذلك أيها الكريم والكثير غيره من جهود سواء كان على المستوي العربي كالمبادرة المشتركة والتي هي أصلاً أفكار حزب الأمة أو لجهود المخلصة التي يقودها الأمين العام للجامعة العربية أو بعض القيادات الأفريقية مثل أبوسانقو ومانديلا أو شركاء الإيقاد في الاتحاد الأوربي أقول بكل اطمئنان ما لم يكن جهداً خالصاً للإمام الرئيس فبدون أدنى شك له القدح المعلى مشورة ودعماً .
أخـــيراً :
نحن في مكتب حزب الأمة بالجماهيرية نؤكد على الأتي :
(1) التزامنا المطلق بنهج وبقرارات الحزب الصادرة في مؤتمر العام السادس في أبريل 2003 تحت شعار . سلام – ديمقراطية – تنمية – عدالة .
(2) نؤكد أن الذي صدر باسم إبراهيم سبيل هو تصرف شخصى يتحمل وزره وحده ولا علاقة للحزب به ولا أفكاره بل هو خروج صريح عن نهج الحزب .
(3) نؤكد أن المكتب بطرابلس قد اتخذ الإجراءات الدستورية الديمقراطية المبنية على المؤسسية بهذا الشأن وسوف ترفع للقيادة للاعتماد أو اتخاذ أي إجراء آخر .
(4) نؤكد أن الدماء الغالية والطاهرة التي سالت في دار فور الحبيبة من الطرفين كان الأجدى أن توجه للتنمية .
(5) نحن مع كل طالب حق متى ما نبذ العنف واعتمد الحوار .
(6) نوجه ندائنا للأخوة الذين حملوا السلاح بتحكيم العقل والرجوع للحوار الهادئ والعقلاني ونحن وفي هذه الحالة مع الحق ورفع المظالم . والله أكبر ولله الحمد عبد الرحمن البشر حمدية
رئيس اللجنة التنفيذية لحزب الأمة
بالجماهيرية
|
|
|
|
|
|