ردا على محمد آدم فاشر: متى تبعثوها تبعثوها ذميمة بقلم .د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2017, 10:22 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ردا على محمد آدم فاشر: متى تبعثوها تبعثوها ذميمة بقلم .د.أمل الكردفاني

    09:22 PM September, 03 2017

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر


    ربما ما كنت لأرد على مقال الأستاذ محمد آدم فاشر لأنه في الواقع لم يقرأ مقالي أساسا أو ربما قرأه بخلفية ذات باعث نفسي ما ، وهذه اشكالية نراها لدى الكثير ممن يقرأون الكلام بعقلهم الباطن وليس باستبصار واع ، فيرى في النص ما لم يره كاتبه هو نفسه ، ويؤوله بما لم يخطر على من رقعه وألفه.
    انطلاقة الأستاذ لم تكن موفقة ، لأنه انطلق من مفاهيم عنصرية وحاول جري الى نقطة بدت لي شديدة الابتذال وهي نقطة اللون فاستخدم كلمات (لو رددت بعكسها عليه ربما قفز منتحرا) ك (حلبي وأبيض ) بل وقال بأنني منعدم الهوية السودانية ، وعلى الرغم من ذلك فلن أجاريه وأقول أن أقلية الزغاوة التي اعتقد أنه ينتمي لها لا مكان لها في السودان الا في اربعة مناطق حدودية صغيرة فقط بين تشاد والسودان وأن تاريخ الزغاوة متمحور حول مملكة الزغاوة حول بحيرة تشاد ومملكة كانم ولا علاقة لهم أساسا بالسودان ومع ذلك لم يأت شمالي واحد ليقول بأن أركو مناوي ليس سودانيا ولا خليل ابراهيم ليس سودانيا ، ومع ذلك فأنا أقولها صراحة ولا استحي إن الزغاوة لا علاقة لهم بالسودان ومكانهم الطبيعي هو تشاد وأن مناوي وخليل ابراهيم كان على الحكومة اعتبارهم اجانب معتدين ولا تقبل حتى التفاوض معهم . .
    على أية حال تجاهل محمد آدم فاشر التداخلات التي من المؤكد حدثت لأجدادنا الذين يسميهم حلبا وبيضا أو ربما كان يجهل أساسا هذه التداخلات.. فأصولنا لمن لا يعرف منتشرة بحسب التصاهر والتزاوج بحيث لم يبق منا عرقا خالصا تركيا أو مغربيا..فأنا من جهة جابري خزرجي وجدنا الشيخ السني صاحب تاريخ عريض في كردفان وخاصة الابيض وبارا ولنا فيها الاف الافدنة الزراعية الخصبة ، والتي احتلتها قبيلة الهوارة وزرعتها ولم نمنعهم من ذلك.. ونحن من جانب آخر بديرية دهمشية جدنا اسماعيل الولي وهو أيضا جد الزعيم الأزهري وجد غالبية الدهامشة في السودان.. ونحن من جانب مصاهرات أخرى دناقلة ولنا أهل وأقارب من أقصى الشمال وحتى الدبة ونحن من جهة مغاربة عرب ننتمي لقبيلة الشافعية وهي قبيلة تمتد من أقصى شمال المغرب وحتى جنوبها ونحن من جهة أتراك جدنا مصطفى عصمت تيران باشا وقبره في قباب الأتراك في شارع البلدية ، فإن بحثت في كل الجهات وجدتنا ، ولم نشعر مع (الشماليين وأهل الوسط) تحديدا بأي عنصرية ضدنا وهذا ما لا احسب -وفقا لرد فاشر - بأنه سيتوفر في الزغاوة وغيرهم ، ولذلك لا تخش علينا يا استاذ فاشر ، فلو انقسم السودان كله فلنا فيه جذر ومنبت ، وليس كما تعتقد سنلجأ الى الطيب مصطفى ، اطمئن.
    أما بالنسبة لحديثك عن أنني رأيت انفصال دارفور لأن أهلها أفارقة فهذه فرية ففي دارفور اغلبية من القبائل العربية ولي منها أصدقاء وهم أسهل تداخلا ومعاشرة من باقي القبائل هناك .. ما قصدته من تثميني لمثلث حمدي هو ان دارفور قضية لن تنتهي ، وان دارفور صارت تنورا من الصراعات والحروب الدموية القبيلة ، ناهيك عن أن هناك رؤية عامة لدى الجميع بأن أهل الشمال هم من يقودونهم للفتنة ، وهذا للاسف افتراء استمرأه مثقفو دارفور ومنهم الوليد مادبو الذي أسمى الشماليين بالسراريق جمع سارق في ثلاث مقالات متواصلة دون أن يراعي نسبه من نفس هؤلاء السراريق امعانا منه في ايقاد المشاعر العنصرية التي هي في الواقع لا تحتاج لمزيد من البنزين لتشتعل.
    اما ما قلته بأنني أضفت كردفان فهذا غير صحيح ، فعبد الرحيم حمدي هو من شمل كردفان في مثلثه ، وأعتقد أنه مصيب في ذلك فكردفان التي نحن منها كانت ولا زالت تلعب دورا كبيرا في صناعة تاريخ السودان وأول وزارة خارجية شكلت بالكامل من أبناء كردفان ، وكانت كردفان رائدة على كافة أقاليم السودان في نشر التنوير فشاركت الصدارة مع الخرطوم في نشر الصحف والمطبوعات والبيوتات الثقافية والصالونات الأدبية والمسارح ودور السينما وخلافه. ولذلك فعبد الرحيم حمدي لم يخطئ لأن اهل كردفان صاروا مزيجا من جميع قبائل السودان...
    ما قاله عبد الرحيم حمدي وأنا اوافق عليه ، أن على الدولة الا تهدر مليارات الدولارات في أقاليم مصيرها الحتمي هو الانفصال كدارفور والنيل الازرق والجنوب ، وهذه المقولة التي قالها كانت عام 2005 ، أي أن حمدي تنبأ بالستقبل كأحسن ما يفعل العرافون ، الحكومة تجاهلت نصائحه ، فأنفقت مليارات الدولارات على الجنوب بدلا عن انفاقيها في مثلث حمدي زراعة وصناعة ورعيا وخدمات، والحركة الشعبية أخذت هذه المليارات وانفقتها على كبرائها وزعمائها ولم ينل شعب الجنوب سنتا واحدا منها ، فانفصل الجنوب وحدث فيه ما حدث من كوارث ، واستمر تجاهل الحكومة لنصيحة حمدي فانفقت مليارات الدولارات علىشراء ذمم وولاء زعماء وشرتايات ومثقفي دارفور الذين كانوا يتقلدون المناصب من هنا ويكيلون لأهل الشمال والوسط مزاعم العنصرية عربا كانوا ام زرقة ، لو رجعت الى بدايات الحرب في دارفور منذ عام 2003 حين أصدر عبد الواحد محمد نور بيانا بقيام حركته المسلحة وكان البيان مكتوبا على ورقة فلوسكاب بخط اليد وبلغة عربية ركيكة.. منذ ذلك الوقت لو تابعت البيانات المتتالية للحركات والحركات المنقسمة منها لرأيت ان هذه الحركات كلها نهضت على فكرتي العنصرية والانفصال ، ولم تتأسس على برنامج قومي الا بعد مرور أربعة عشر عاما حين فقدت اي نصير لها من الوسط والشمال والشرق بسبب عداءاتها السابقة . ولكن حتى خطابها القومي الحالي خطاب كاذب فهي في داخلها تشكلت على أسس قبلية ، وحتى السلطة الانتقالية في دارفور تتنقسم الى شعب وأقسام بحسب القبيلة وكل قسم يحاول ضم المزيد من أهله وعشيرته وقبيلته مستنصرا بها ومعززا من موقفه داخل السلطة. وحتى فاشر نفسه لم يتخير النضال من خارج قومه .
    بالنسبة لقول فاشر بأن التقسيم سيؤدي الى توهاننا كحلب (وفق ما اطلقه علينا) نحن واليهود والفلاتا وغيرهم ، فهذا غير صحيح ، فشرق السودان آوى كل القبائل دون أي شعور بالعنصرية فهناك الرشايدة والهدندوة والبني عامر والهنود والحضارمة وكذلك شمال السودان ووسطه وكردفان هناك مناطق واسعة يقطنها المغاربة والأقباط ، ولم تتبادل هذه العرقيات اي دعاوى عنصرية سواء لشعور بالعظمة أو الدونية.. فكلام فاشر هذا لا أساس له من ناحية واقعية. وأما بالنسبة لما قاله بأنه لا يوجد من يريد طرد العرب ، فهذ غير صحيح ولو كان حقيقة ينتمي لدارفور لرأى موقف الكثير من القبائل هناك التي تعتبر الأبالة لا علاقة لهم بدارفور ويقولونها صراحة ان ليس من حقهم التواجد في دارفور ناهيك عن اعتبارهم أيضا أن قبائل الوسط والشمال هي قبائل غازية استطاعت أن تفرض ثقافة ولغة المحتل... ويمكن للأستاذ فاشر أن يعود الى بيانات حركة العدل والمساواة في بداية تشكلها وكذلك حركة عبد الواحد وخلافه والكتاب الأسود المنشور الآن في موقع حركة العدل والمساواة التي يكتب فيها فاشر وينتمي اليها ليتأكد أن هذه الأفكار مطروحة بشدة ومنذ زمن طويل وهي قضية من القضايا المسكوت عنها . والتي تعتمل في الصدور وتغلي في البطون كما يغلي المرجل...
    ثم أورد فاشر ذمه وقدحه في الثقافة العربية وقال :( أما تدعونا اليها تلك التي لا يأمن الرجل شقيقه علي زوجته تلك الثقافة غارقة في البدائية العنصرية ينكر الأخ أخاه اذا اختلف لونه قليلا ثقافة القتل وذبح البشر لا تعترف إلا بالاقوياء الثقافة التي يقتل الرجل نصف الامة ليظل علي رأسهم حاكما ثقافة الجواري والعبيد والتي كانت مؤسسة علي احط سلوك وهو دفن بناتهم وهي مرحلة من الانحطاط لم يصلها حتي الحيوانات التي تمشي علي اربعة لم ينجح الاسلام حتي الان علي تهذيبها واذا كانت هذه هي الثقافة التي تبكي ثق انك غير محسود عليها ولا نحتاج جهدا للحرب لانها ليست ثقافتنا)
    طبعا هذا تجاهل لكل تاريخ وأمجاد وامبراطوريات العرب التي قلبت تاريخ العالم ، تجاهلا للآداب والفنون العربية ، تجاهلا لسوق عكاظ والمعلقات ، والحكم والأساطير والعلوم والفلسفات والسياسات والغزوات ، تجاهلا لحقيقة أن الثقافة العربية غيرت من لغات شعوب 22 دولة كانت لغاتهم متفرقة فصارت تتحدث من المحيط الى الخليج بلغة واحدة وهي اللغة التي يضطر فاشر نفسه للكتابة بها حتى يجد لكلامه أذنا صاغية ، ومن الواضح تماما أن تبخيسه للثقافة العربية لم ينتج من بحث علمي بل من عقل باطن مثخن بالعداء لهذه الثقافة.
    ثم قال فاشر أن العروبة منكرة ممن هم بالخارج ، وهذا رغم انه ادعاء ظاهر البطلان الا انه حتى لو صدق فهناك حقيقة ظاهرة كالشمس لا يمكن انكارها وهي ان اعتبارات الهوية ذاتية ولا علاقة لها بالخارج ، فمن يرى نفسه تركيا فرؤيته نابعة من ذاته ومن قناعاته لا من رجب طيب اردوغان ، إنك لا يمكن ان تنفي ماهو ذات بماهو مفارق للذات فهذا خلل منطقي .
    وبعد كل هذا دعني أقول انه حتى الزغاوة ءصولهم في احدى الروايات عربية أما الفورىفلن يستطيعوا انكار جدهم وزعيمهم العربي المغربي سليمان صولون ، ولو بحثت في قبائل دارفور لوجدت فيهم عرقا عربيا ، لكنهم مع ذلك يتجاهلون هذه الحقائق لأغراض سياسية محضة.























                  

09-04-2017, 09:00 AM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ردا على محمد آدم فاشر: متى تبعثوها تبعثوها (Re: أمل الكردفاني)

    الموضوع المثار، و أظنه امتداد لمقال سابق للكاتب نشر في ذات الصفحة بالمنبر ولم يجد حظه من التفاعل فثوى للصفحات السفلى، في غاية التقيد و الحساسية. و إبداء رأي جرئ حوله، مثلما فعل سابقا الخبير الاقتصادي: عبد الرحيم حمدي، و يفعل الآن كاتب المقال يجلب ردود فعل عنيفة ضد مبتدريه، تتراوح في درجتها الدنيا بالذم بصفة الكبر، في مثل محمول كلمة جلابة، و في درجتها العليا بالمعايرة بصفات عنصرية مقيتة، كعبارة " الحلبي، أي الغجري، مثلما طال كاتب المقال و الأستاذ عبد الرحيم حمدي. بعيدا عن دنيا السياسة و الأقتصاد، الأستاذ عبد الرحيم حمدي( صاحب عبارة المثلث المعروف ) سوداني صميم، فهو ينتمي لقبيلة العبابدة العربية في نطاقها السوداني. نما اعلمي أن ألمنتسبين لقبيلة العبابدة في نطاقها المصري أيضا
    سودانيو الثقافة و اللهجة. و أرى أن كاتب المقال قد أفاض في رده على الأستاذ محمد آدم فاشر في تفصيل أصوله العربية التي اتضح لنا لا يدع مجالا للشك أنها أصول مجيدة و لا يخالطها أصول غجربة، أي حلبية. و أنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حينما ذم التفاخر أو التعبير بالأصول العرقية، و جعل معيار التفاضل الحق هو مكارم الأخلاق. و في زماننا هذا يحترم المتحضرون بيننا حرمة بني الإنسان بمختلف ثقافاتهم و أعراقهم،.بما فيهم الغجر، أي " الحلب " -- و هي عبارة خاطئة: misnomer،
    و يؤمنون بل و ينادون بدولة المواطنة الحلقة التي يتعايش الناس في وئام وسلام تحت ظل القانون العادل بغض النظر عن اختلاف مشاربهم الثقافية و أصولهم العرقية. مثل هذه النظرة و الأفكار المثالية تصلح في مجتمعات متحضرة و ذات اقتصاد قوي تتصاهر فيه الأعراق الإنسانية برحابة ويسر، و تتلاشى أو تكاد تندرس فيه الانتماؤا`ت والولاءا`ت العرقية و القبلية الضيقة.
    هذه المرحلة من التطور وصلتها المجتمعات المتحضرة في أوروبا و الأمريكتين، على سبيل المثال، بعد مرور آلاف السنين من الابتلاءا`ت و الحروب الإثنية و الدينية. و ساهمت كتابات الفلاسفة والمفكرين السياسيين
    في الوصول إلى منظومات و وحدات سياسية متناغمة و متصالحة تحكمها إطر ادارية، سياسية، و قانونية متحضرة، يتساوى فيها الناس في الحقوق و الواجبات في ظل قانون عادل تراضى عليه الناس و يحتكمون البه، و يرضخون لجزاءا`ته.
    إذا حاولنا استصحاب أو بالأحرى الاستهداء بالأفكار التي تفضلت بها أعلاه
    سنجد أننا أننا سنظل نقبع في حضيض التخلف المادي و الحضاري لقرون
    عديدة مقبلة ما لم نلتفت لحالنا على المستوى الشخصي و الجمعي و يخرج بيننا فلاسفة و منظرون سياسيون متفق عليهم و تحترم اجتهاداتهم النيرة
    يحللون الأدواء و العلل التي أعاقت تقدمنا علي مستوى الأفراد و المجتمعات
    : أسرة، قرية، مدينة, محلية، اقليم، و دولة، و ومن ثم يجدون لها الدواء.
    و أنا هنا لا أنادي بالاحتفاء بالتجربة و المثال الأروبي الغربي، و ربما بعض الدول المتقدمة في قارة اسيا، لكن يمكننا الاستمساك بالكثير من النظم، القيم الخلقية، و المعتقدات الروحية القويمة التي نستظل بها، و نتجاوز عن أو نتخلص من كل ما هو سلبي و متخلف فيها. فأنا لا أدعو إو أتوقع أن يكون
    ديدننا و هدينا الى مراقب الحضارة و النماء الاقتصادي مطابقا الأنموذج الأوروبي الغربي، الاطلاق الذي وقع بين صولجان الكنيسة و جبروتها و السلطة السياسية المدنية ربما لم يكن و ئيدا و حكيما، و استصحب معه
    سقطات و زلات تعاني منها المجتمعات و الدول المتحضرة في أوروبا و آسيا
    في مضمار الروابط الأسرية، القيم الخلقية، و العادات الاجتماعية الضارة.

    و في تقديري أن كل ثمة مستوي مقبولا من التجانس العرقي في حيز الوحدة السياسة، أعني الدولة، لابد من توفره لتصبح تلك الوحدة السياسية مؤهلة للسير بخطوات متسارعة في سبيل النماء و التحضر.
    دولة السودان بحدودها السياسية التي ورثناها عقب نيلنا الاستقلال من المستعمر البريطاني في الفاتح من يناير١٩٥٦م لم تكن تتوفر على مستوى مقبولا من التجانس العرقي. و لابد كذلك من توفر مستوى مقبولا من
    رابطة التاريخ المشترك، و ربما التداخل التاريخي الإيجابي الذي تكون الأطراف المتداخلة فيه متا`لفة لا يحس فيه طرف بالدونية أو
    التظلم و الاستغلال المهين للكرامة الانسانية. لذا تراني أرى أن هذا المستوي المقبول من عنصري التجانس و التا`لف في مكون الوحدة السياسية، وتحديدا، الدولة السودانية التي ورثت حدودها من الاستعمار البريطاني في الأول من يناير من عام ١٩٥٦م لم يكن متوفرا في الأساس، و سيظل يعيق وتيرة النمو لمراقي الدول المتحضرة و المتقدمة اقتصاديا. و يعزي ذلك
    لضم عناصر عرقية كانت في الأصل تشكل دولة قائمة بذاتها، مثل إقليم دارفور قبل تواجد العرقي السوداني العربي فيه بكثافته الراهنة، و الإقليم الجنوبي سابقا، الذي أحمد الله على استقلاله من " الوطن الأم "، وأنا أتفق مع

    المقولة الحكيمة التي رددها المستنيرين من مواطني دولة جنوب السودان الراهنة بأنه خير لهم لان يكونوا أحرارا و فقراؤ ، و ربما " دولة فاشلة " - و في أحسن الأحوال" دولة ذات مشاكل لا تستعصي على الحل " أقول أتفق مع المقولة الحكيمة أنه من الخير لهم في دولة جنوب السودان أن يكونوا دولة
    حرة و فقيرة من أن يكونوا ميسورة الحالة و يعانون من احساس المواطنة من الدرجة الثانية. و نحن نعلم أن جنوب السودان كان منظومات قبلية يحكمها سلاطين القبائل و السلطة الروحية فيه " للكجور ". و و كان من التوقف أن تصبح كل قبيلة أو وحدات قبلية متجانسة دولة كاملة ذات سيادة من أن يضمهم هذا الوعاء الفضفاض: دولة جنوب السودان " بكل ما فيها من نعرات قبلية مستجكمة و متنافرة لم و لن يخمد توترها قريبا.
    و ذات الشيئ ينطبق على إقليم الانقسنا. أما إقليم جبال النوبة، فيرلطة تاريخ مشترك قديم مع الوطن الأم، بل هم سودانيون أصلاء. لكن احساسهم بالدونية و نظرة التعالي الجوفاء التي يجدونها من " المواطن الشمالي " لن تخمد قريبا. فمن الاولى لهم أن ينالوا على أحسن الفروض نوعا من الحكم الذاتي أو الكونفدرالي مع الوطن الأم إلى أن يرتقي المواطن في " شمال السودان " بشكل عام حضاريا و يتخلص من نظرة التعالي تجاههم.
    الإقليم الشرقي من السودان، و تسكنه قبائل البجا، قبيلة الحلنقة العربية
    ( الحلنقة هم في الأصل عرب خلص و لغتهم الأم لا تزال هي العربية، و نزحوا الإقليم الشرقي من الجزيرة العربية عبر أثيوبيا ،و هم في الأصل فرع من قبيلة هوازن العربية ). و ليس هنالك أي نوع من التعالي أو الإحساس بالدونية متبادل بين مواطني الإقليم الشرقي للسودان و الوطن الأم. و التزاوج و الانصهار العرقي يحدث برحابة. و ا`صرة التاريخ المشترك بين بلاد كوش و النوبة و البجا عميقة، و العلاقات بينهم متداخلة وسلمية. و يكاد التاريخ أن يكون مشتركا بينهم.
    أما ما بين إقليم كردفان وكل شمال السودان، عربه، و مستعربيه، و نوبة خلص و مستعربين فليس فقط التاريخ المشترك الواحد، لا الدم الواحد. كردفان قبل دخول العرب المسلمين إليها كان يسكن قوم من النوبة البدو يسمون النوباد، قياسا بالتوبة محترفي الزراعة والمسافرين على ضفاف النيل. و دولة نبتة الكوشية قضى عليها نهائيا النوباد بعد أن اوهنها الأكسوميون. و التزاوج و التصاهر بين أهل كردفان و كل " أولاد البحر " يحدث برحابة. بل أن عرب السودان ، الذين عرفوا لقبيلة الجعليين الكبرى، كان دخولهم السودان اولا عبر كردفان. و " مقال الاشراف" في كردفان تقف شاهدا على ذلك.
    أنا أرى أن مقولة الأستاذ عبد الرحيم حمدي كان ينبغي أن تستوعب شرق السودان، فيصبح شكلها أشبه بالمستطيل، بدلا من " المثلث " الذي عرفت به.
    و أرى أن الدوامة الحروب و الاضطرابات الأمنية في دارفور و الاقسنا، و لحد ما جبال النوبة لن تنتهي ما لم تزل تلك الأقاليم اتقاالها أو أن يقوم الوطن الأم بالتنازل عنها طوعا، و تنتهي بذلك مشاكله المزمنة. ينبغي أن نيعي لهذا النوع من التحلل و الاتفصالات المتراضى عليها ليستقيم حالنا و و نصبح بالتالي مؤهلين للارتقاء إلى مصاف الدول المتحضرة و المتقدمة اقتصاديا

    طارق الفزاري
    ود زينب
                  

09-04-2017, 09:16 AM

الكردفاني


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ردا على محمد آدم فاشر: متى تبعثوها تبعثوها (Re: wedzayneb)

    شكرا أ.طارق ويبدو انك قلت ما كنت اريد قوله بصورة أكثر تهذيبا وهذا قد يكون نقص لدي يجب أن أعالجه لأنني أميل الى المباشرة بدون تحفظ.. لكن كلامك مزبوط وممتاز جدا وصحيح كذلك.. اشكرك عليه .وهو كاف تماما ...
                  

09-04-2017, 02:08 PM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ردا على محمد آدم فاشر: متى تبعثوها تبعثوها (Re: الكردفاني)

    و أنا أشكرك لابتدارك موضوعات جريئة يعتبر الخوض فيها من المحرمات أو على أحسن الفروض مغامرة لا تحمد عقباها. و اسمح لي أن أضرب لك مثالين فقط من التاريخ الحديث يكادان يتطابقان مع الحال " المايل " بين دولة السودان و المكون الزنجي المحض في إقليم دارفور، و هما مادار فيما كان يعرف لدولتين البوسنة و الهيرسك، و الانشطارات الدموية أحدنا التي أعقبت قرار التخلي عن الايدلوجية الشيوعية فيما كان يعرف سابقا لجمهورية يوغسلافيا الاتحادية.
    بناء الاوطان مسئولية تاريخية كبرى على عاتق بناته و بنيه. و السكوت عن الجهر بكلمة الحق خوفا من التهمة الظالمة بالعنصرية البغيضة في شأن الما`لات النكرة التي جرناو يجرنا إليها اتحاد الدم و الدموع ، بين دولة السودان الأم و بعض أطرافها الغربية ( دارفور ) و الجنوبية ( أعني الأنقسنا و جبال النوبة )؛ . النتيجة الحتمية لاستطالة مدى هذا الاتحاد التعيس هو مزيد من الدم، الدموع، تدهور في اقتصاد البلد.. أرى أن الحل الامثل للخلاص من هذا الوضع المزري بكون بجرعات قوية و متواصلة من قادة الرأي امثالكم لعامة الشعب تنبيها بالعواقب الوخيمة لهذه الوحدة الظالمة ليس فقط للوطن الأم، بل أيضا تلك الأقاليم المضطربة منه، أعني دارفور، الأنقسنا، و جبال النوبة.
    طارق الفزاري
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de