|
رخيص .... و طلبك رخيص!! حسين الزبير
|
رخيص .... و طلبك رخيص!! حسين الزبير
أحدهم، من اؤلئك الذين يختبئون في مفترق الطرق، عندما يكون المخلصون في الميدان، و ذلك لكي يسهل عليه الانضمام للمنتصر في الوقت المناسب، قال لي: (الجماعة ديل نعم سيئين ، لكن متمكنين ، و نعم ما عندهم علم،و ناسكم بتاعين المعارضة فيهم المفكرين و الخبراء ، زي سيف الدولة حمدنا الله "حاوريه بعدين مولانا دا خبير في شنو" ، بدل تعملوا الثورات و يموت الشباب بالمئات ، مش احسن تساعدوهم في اصلاح اخطائهم بدل الثورة و سفك الدماء!!) فسألته: ما هي المساعدة التي يمكن ان تقدمها المعارضة؟ فقال: مثلا في الازمة الحالية دي ، وروهم بدائل لرفع الدعم!! و لا شك عندي ان هنالك عددا مقدرامن السودانيين الذين يعشقون اللون الرمادي، و يشاركونه هذا الرأي. لكن الذي لا يعلمونه ، ان السادة المشغولون بأمر نصيبهم في الدنيا ، لو وضعنا الشمس في يمينهم لن يتنازلوا عن ، ما يسمونه "رزق ساقه الله الينا" ! و مع ذلك ساستجيب انا العبد الفقير (حي الله مدرس وسطي ، لا خبير و لا مفكر ) لطلبك الرخيص و اقترح عليهم بديلين: 1. في نهاية خمسينات القرن الماضي ، اثناء الشمولية الاولي، تعرضت ميزانية الدولة لعجز ، وصفوه بالكبير في ذاك الزمن الجميل، مما ادي الي انعقاد اجتماع لمجلس قيادة الثورة لمناقشة هذا الامر الخطير، و دخل اللواء طلعت فريد الاجتماع متأخرا، و سأل عن سبب الاجتماع الطارئ ، فقالوا له ان هنالك عجز كبير في ميزانية الدولة، و يجب ان نناقش كيفية التصرف. فقال لهم " ما في اي عجز ، كل واحد فيكم يرجع اللي شاله و الميزانية تبقي زي الفل". و اقتداءا بسنة اللواء طلعت فريد ، طيب الله ثراه، عندي اقتراح للجماعة: المعروف للعالم باسره ان عددا من قيادات الانقاذ و رجال الصف الثاني، يمتلكون مليارات الدولارات خارج البلاد، و لن اطلب منهم "التورتة" كاملة كما فعل اللواء طلعت فريد، بل نطلب منهم ان "يتبرعوا" ب 50% من اموالهم لخزينة الدولة ، و بذلك لن نحتاج لرفع الدعم فحسب، بل ندعم سوريا و فلسطين ، و نبدأ برنامجنا النووي ، و يكون الاحتفال به ، احتفال الانجازات الكبيرة الثاني، فقد كان الانجاز الاول صناعة طائرة بايدي سودانية و خامات سودانية ، فتأمل !! 2. البديل الثاني هداني اليه الاستاذ الكبير حسن اسماعيل، هذا الكاتب الماهر، الذي اقرأ مقالاته للتمتع باسلوبه و تحليلاته، و لاجود مهارة كتابة المقال بالتعلم منه، فقد ذكر لنا ان في العاصمة القومية عشر حكومات بالتمام و الكمال ، يتمتع بامتيازاتها الدستورية جيش جرار من اعضاء المؤتمر الوطني. و البديل الذي اقترحه هنا هو رفع الدعم عن هذا الجيش من الدستوريين ، و ذلك بتقليص امتيازاتهم الي الراتب الشهري فقط، و بالتالي الغاء كل البدلات الاخري. و ربما لا تعلمون ان بدلاتهم ، جيش جرار مثلهم، تشمل علي سبيل المثال بدل اللبس، بدل الاجازة، بدل المسؤولية الدستورية، بدل الكتب!!، بدل السفر، بدل الضيافة ، بونص ا########فة الدستورية ... الخ الا ان احد ظرفاء مناضلي الكيبورد قال لي ان هنالك بدلات لا تكتب في الوثائق الرسمية ، مثل بدل قيام الليل، و بدل الزوجة الثانية ، و يتكرر هذا البدل كلما اضفت اخري الي "الحظيرة" ، حتي تصل الرابعة!! اخي الانسان الحيوان ، الذي سألني هذا السؤال ، هانذا قدمت بديلين ، لكنني اعلم علم اليقين انهم لا يستطيعون تنفيذ هذين البدلين، و بهما ستتقلص حجم قطعة الجبن لكل منهم ، و هذا امر دونه التضحية بالصاحبة و الولد! و نقول له و لشيعته و لاهل الانقاذ، لو كان الامر اقتصر علي رفع الدعم و غلاء الاسعار ، لكان امرا لا يمكن ان يضحي فيه شعب السودان بمئتين من شبابه، فالامر اكبر من ذلك بكثير. رفع الدعم عرض من اعراض مرض سرطان الدم الذي اصاب السودان بقدوم هذا الانقاذ، و ببمارساتهم الغريبة انتشر المرض في كل الجسم و اصاب الاقتصاد، و نسيج المجتمع ، و كل ميادين العلوم و الخدمات المهنية، و سمعة بلادنا في العالم. و كما ان مرض سرطان الدم يحتاج لتغيير الدم و زراعة النخاع الشوكي، فالشعب يريد اسقاط النظام. و لا يفرحن احدكم بهذا الهدوء النسبي ، فان الشعب السوداني لن يسكت عن نظام دمر مؤسساته ، و باع ارضه و استحل الميزانية المرصودة للتعليم و العلاج و ضرورات الحياة. فالنصر قادم باذن الله، و يومها ستعرف موقع مولانا سيف الدولة حمدنا الله بين الخبراء و المفكرين. و انا لنتوجه لمولانا سيف الدولة برجاء ان يرسل اروابه السوداء كلها الي الغسيل الجاف ، و يستعد لاسترداد حقوق شعب السودان.
ربنا لا نسالك رد القضاء و لكنا نسالك اللطف فيه ، فانصرنا علي من ظلمنا و عادانا و بغي علينا ، اللهم انا ندرأ بك في نحورهم و نعوذ بك من شرورهم ، رب ارنا فيهم ثأرنا و قر بذلك اعيننا يا ارحم الراحمين. و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.
|
|
|
|
|
|