*غادر دنيانا الأستاذ إبراهيم عبد القيوم أحد أهرامات الصحافة السودانية ،عرفت الرجل عندماكنت في بواكير مسيرتنا في الصحافة و الحياة والدراسة الجامعية في العام 1980 ، كان وقتها الراحل العزيز رئيساً لتحرير صحيفة الأيام إبان شمولية العسكر الأولى في عهد نميري ، و تلكم الفترة كانت تذخر بإفرازت المصالحة الوطنية و المناخ الذي أوجدته مما عرف إصطلاحاً بحركة 1976 و التي سماها نظام مايو بحركة المرتزقة و كانت أول عمل عسكري قامت به الجبهة الوطنية من خارج البلاد للتغيير السياسي الأمر الذي جعل نميري يقبل بالمصالحة الوطنية ، و كان راحلنا علي رأس صحيفة الأيام يديرها و هو يحاول قبول كافة الرؤى السياسية المتباينة ، من هذه الزاوية كنا نكتب في جريدة الأيام رؤيتنا من خلفية الفكر الجمهوري . *و لأن إدارة صحيفة الايام كانت بين الراحل إبراهيم و نائبه الراحل العزيز حسن ساتي لم يكن إبراهيم إقصائياً و رغم عمله في ظل نظام شمولي إلا أنه حول في تلك الفترة جريدة الأيام إلي منبر يكتب فيه د.منصور خالد و أمال عباس في عمقها العاشر و فضيلي جماع و المرحوم التجاني عامر و محمد طه محمد أحمد و حسين خوجلي و كاتب هذه السطور و العجيب أنه كان صديقاً للكل فلم نكن نعرف له عداوةً أو جلافةً و ذاك الرجل البسسيط بوشمه الشايقي و لكنته المحببة و سخريته اللاذعة التي كانت تميز إبراهيم عبد القيوم عليه رحمة الله ، في منتصف تسعينيات القرن الماضي كان راحلنا يكتب زاويةً راتبةً في صحيفة أخبار اليوم تحت عنوان (سلام يا وطن) عندما كتب للشهر الرابع تحت هذا العنوان إلتقيته و أنا مليئٌ بالحرج بعد أن إحتسينا القهوة قلت له يا عم إبراهيم بعد كل هذه السنوات أننا نكتب تحت عنوانٍ واحد هو سلام يا وطن . *ضحك ضحكته المحببة قال أنا إخترت هذا العنوان و كنت أظنه مختلفاً لكني ظللت علي شك هل يعجبني العنوان أم أنني إبتدعته ، قال الآن أعتذر لك و كان عموده في اليوم الثاني تحت عنوان ( السلام عليكم ) و إعتذر إعتذاراً أفخر به علي النحو الذي كتبته وقتها ، هذا هو إبراهيم عبد القيوم المدرسة الجميلة في الكتابة و في صناعة الصحافة و في تربية الصحفيين علي نهجٍ يتسم بالتواضع و الزهد و المعرفة ، حتى عندما أقاله جعفر نميري من إدارة جريدة الأيام كان قد إشترى عربة سيهان بيرد جديدة و عندما سأله العزيز هاشم كرار، ما الذي ستفعله الآن ضحك و قال بكرة بضرب السيهان لون أصفر و أحولها تاكسي ، و مضى لحال سبيله تنازعته الأيام فلم يكن ضاجاً ولم يكن محتجاً ، ألا رحم الله أستاذنا براهيم عبد القيوم رحمةً واسعةً و نسأل الله أن يجعله مع و من المتقين و سلام عليه في الخالدين .. سلام يااااا وطن سلام يا السيد عبد الحميد موسى كاشا اكبر من يكسر تلج ،والي ولاية النيل الأبيض طالما أنه لم يقدم إستقالته حتى الآن و لم يجد من يُقله يكون بهذا قد وصل إلي الحد الأعلى من كسير التلج الذي مارسه و دعى حكومته إليه و لم يبقى أمام أهلي في النيل الأبيض سوى العبور إلي القبور في ظل حكومةٍ تدار بالتلج !! اللهم إني صائم .. سلام يا الجريدة الجمعة 9/6/2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة