:: ويُحكى أن هدبة بن خشرم كان قد قتل إعرابياً، فحكموا عليه بالقصاص ..وعند التنفيذ، جاءوا به إلى ساحة القصاص مكبلاً، فعرض أهله - على أهل القتيل - دية يسيل لها اللعاب، وذلك لإنقاذه من حبل القصاص .. رفضوا العرض بالإجماع، إلا أن أحد أبناء القتيل حدثته نفسه بقبول الدية .. وكاد أن يوافق بالدية مقابل العفو، ولكن صاحت فيه أمه : ( أُقسم بالله لئن قبلت بالدية لأتزوجنه، فيكون قد قتل أباك ونكح أُمك).. وكان، ولايزال، هذا أقوى رفض في تاريخ العرب..!! :: وكثيراً ما تمنينا أن تكون مواقف أجهزة الدولة - في كل القضايا ذات الصلة بالبلاد وشعبها - مثل موقف تلك (الأم)، ولكن للأسف نجد أن مواقفهم - حتى في القضايا الوطنية والسيادية - مثل موقف (الإبن)، ولا يبالوا بما قد يحدث من خنوع وإنكسار .. وعلى سبيل المثال الراهن، قبل أن يغادر صدى قرار حظر السلطات المصرية دخولي - وزميلتي إيمان كمال الدين - إلى مصر، ها هي السلطات المصرية تحظر وتبعد - نهار الأمس - زميلنا رحاب طه رئيس تحرير الوفاق ..!! :: و(كالعادة)، لم تحدث وزارة الخارجية نفسها بمؤازرة صحافة بلادها ولو بكتابة (بيان رافض).. و( كالعادة)، لم تحدث وزارة الإعلام نفسها بمؤازرة صحافة بلادها ولو بدفع وزير من الوزيرين بتوزيع (تصريح).. و لم تحدث لجنة الإعلام بالبرلمان نفسها بمؤازة صحافة بلادها ولو (بطق حنك).. و لاحتى السلطات الأمنية أبدت إستياءً جهيراً لأفعال السلطات الأمنية المصرية بحيث توثقها الصحافة .. كلهم، وكأن ما يحدث لزملاء المهنة من طرد وترحيل لايعنيهم أو يرضيهم ، يستمتعون بغضب الصحف و إستياء إتحاد الصحفيين..!! :: ويبدوا أن حال السواد الأعظم من زملاء المهنة سيبقى على ما هو عليه - حظراً وترحيلا - بين مطرقة مخابرات السيسي و سندان الصمت الرسمي السلبي هنا .. وإن لم يغضب من نسميهم بالمسؤولين (جهراً)، ويعبروا عن غضبهم (جهراً)، ويرفضوا لما يحدث لإعلام بلدهم (جهراً)، فمتى يغضبوا ويعبروا؟..ربما بعد حظر وإبعاد الأستاذ راشد عبد الرحيم المستشار الإعلامي بسفارة السودان، إذ راشد أيضاً يؤمن بأن حلايب سودانية ويرفض وقاحة سفهاء الإعلام المصري ويدافع عن إستقلالية القرار السوداني في القضايا الإقليمية والدولية، وغيره من أسباب حظر و إبعاد الصحفيين..!! :: قوائم الترهيب بمطارالقاهرة ( طويلة جدا)، وهي تقريباً كل الأقلام التي تدافع عن هوية حلايب السودانية و إستقلالية المواقف السودانية ..ولذلك، قلت يجب تحويل هذه القوائم بحيث تكون ( أوسمة سودانية)، نفتخر بها ونتباهى.. وقلت أن مثلث حلايب هو الإختبار الحقيقي، ونخون بلادنا وشعبها لو إتخذنا الصمت أو الحياد موقفاً إعلامياً في قضية حلايب.. مخابرات السيسي تبذل جهداً في (تمصير المثلث )، وصمت إعلامنا أو حياده في هذه القضية يخدم أجندة التمصير .. فالحظر ينتظر - بمطار القاهرة - كل من يكتب عن (سودانية حلايب)، و السلطات الرسمية في بلادنا تجهل أو تتجاهل قيمة (التعامل بالمثل) ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست