كان الشاب يسرد قصة الأمير المفجوع بتفاصيل تبعث على الأسى.. الأمير السعودي حدثته نفسه أن يزور السودان ليقف على معالم البادية..حوّل الأمير نقداً مبلغ يزيد على السبعين ألف ريال لفوجه الذي يبلغ قوامه بضعة عشر سائحاً..مندوب الأمير ذُهل حينما سمع كلمة (حقنا برة).. كادت تلك الكلمة المستفزة والابتزازية أن تجعل الأمير ووفده للتفكير في العودة العاجلة والغاضبة ليبحثوا عن بلد يحترم السياح ولا يبتزهم. ليس من المهم أن تكون تلك القصة كاملة الأركان ...لكن أي جزء منها يجب أن يجعل الشيخ محمد أبو زيد يشعر بالقلق..لكن يبدو أن الوزير كغيره محصن من الإحساس بالرأي العام..سافر البوزيدي إلى مكة وأغلق هواتفه ليتفرغ للعبادة.. لكن من المهم أن يخضع التسجيل الصوتي المنتشر بكثافة بتحقيق عاجل..بل من المهم أن يرد وزير السياحة على مصادر النار التي سبقها دخان كثيف. قبل أيام قابلني أحد أحفاد الخليفة عبدالله التعايشي.. حدثني الحفيد بأسى عن متحف الخليفة الذي يمكن أن يتهاوى على رؤوس الزُوّار في أي وقت..زرت قبل أسابيع حاضرة نهر النيل شعرت بالانقباض حينما رأيت العزلة الإجبارية التي تعيشها آثارنا في تلك البقاع..حتى شارع الأسفلت المعبد الذي وصلت فروعه إلى بعض القرى تحاشى أن يتواصل مع تاريخنا ونفر منه بعيداً.. يحدث هذا ووزارة السياحة تبشرنا بمليون سائح من الصين البعيدة. من المهم ألا ننظر إلى بعض الأحداث والوقائع باعتبارها صغيرة وليست ذات صلة..نحن لا نملك استراتيجية لجذب السياحة..لماذا يحتاح السائح للوصول إلى مكتب الوزير حتى يتمكن من التمتع بمناظر الصحراء وخيراتها..الاستثناء دائماً يفتح أبواب الفساد..من المفترض أن يكون لوزارة السياحة موقع الكتروني يحوي كل المعلومات بجانب الوكالات المتخصصة والمعتمدة..وزارة السياحة مهمتها فقط وضع الضوابط العامة ثم تتيح الحركة والتنافس للقطاع الخاص. في تقديري مازال لهذا البلد فرصة أن يكون قبلة للسياح..الاضطراب في بعض محاضن السياحة التقليدية يجعل السياح يبحثون عن اتجاهات أخرى..ومن حسن الحظ بلادنا تمثل واحدة من البدائل.. لكن الحصول على تأشيرة سياحية لزيارة السودان أسهل منه لبن العصفور..كل سائح من فجاج أوربا هو مجرد جاسوس محتمل..شرطة السياحة تجد نفسها تراقب السياح أكثر من تأمينهم..وجود عربة عسكرية في مداخل الفنادق هو أسوأ دعاية ضد السياحة. بصراحة..مطلوب تحقيق عاجل وشفاف في حادثة ابتزاز الأمير السعودي..إن كان في مقدور الأفندية استغلال رجل مقام أمير وفي ظل تنام العلاقات بين الرياض والخرطوم ..ماذا إذا زارنا رجل الأعمال الأمريكي بيل قيتس؟. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة