· إنقلبوا على سلطة منتخبة.. كان همهم الأول تمكين ( حركتهم) و تثبيتها دولةً داخل دولة السودان.. و نجحوا في مسعاهم أيما نجاح.. و حين التفتوا، بعد التمكين، للقيام بواجبات رجال الدولة لتحسين أوضاع دولتهم داخل دولة السودان، وجدوا أن قاماتهم لا ترقى إلى مقام إدارة دولة واحدة، دع عنك إدارة دولة داخل الدولة بكل مستلزمات الدولتين من أمن و اقتصاد و الخ..
· و عبثاً حاولوا و يحاولون.. و فشلوا و سوف يفشلون..
· و تفشت أمراضٌ كما لم تتفشَ من قبل.. أمراض ما كان لها وجود في السودان من قبل.. و انتشر فقرٌ لئيمٌ.. و غلاءٌ غشيمٌ اعتلى غلاءً فوق غلاءٍ.. و بيوًت الأرياف الجائعة تزحف نحو المدن لتشكيل حزامٍ كالح بائسٍ حولها.. و المواطنون يتحركون في الأسواق في حيرة.. لا يشترون ما يبغون.. و لا يدرون ماذا يفعلون بالقليل الذي يشترون و هو أدنى مما ابتغوا..
· حال الكثيرين من عامة الشعب يغني عن السؤال عن أحوال البلد..
· الحياة تزداد قتامة كل يوم.. و الفوضى تعم الأسواق.. و الجنيه ملقىً على الأرض، في حلبة الملاكمة، بالضربة القاضية أمام الدولار.. و الانهيار لاقتصادي الكامل يدق أبواب الدولة و الدولة التي بداخلها، و بقوة.. و أسرع البعض بالجنيه إلى غرفة الانعاش.. و الجنيه يكاد يلفظ آخر أنفاسه..
· النائب الأول لرئيس الجمهورية يعلن عجزه عن علاج الحالة المتردية للجنيه و عموم ما يتعلق بالبيع و الشراء.. عرضاً و طلباً.. و ببراءة يقول:- " نعمل شنو؟!".. أي أنهم عاجزون عن حل الأزمات.. و السيد الرئيس نفدت كل ما لديه من قدرة على الفعل، فاستدعي وزير المالية و مدير البنك المركزي لفعل ما يمكنهما أن يفعلاه لانعاش الجنيه المسجى في غرفة العناية المركزة.. و إحياء الاقتصاد المنهار..
· لقد باع الرئيس مئات ملايين الأفدنة من أراضي السودان بأبخس الأثمان لانقاذ ( اقتصادهم) عبر انقاذ اقتصاد السودان من أمراضه.. بل و عرض القوات السودانية مرتزقةً في حروب يمنية، لا ناقة للسودان و لا جمل فيها، للحصول على عون ( سيادي) من الخليجيين.. و لم يكتف بذلك، بل قام مؤخراً برحلات استجداء مكوكية إلى الخليج لعرض المزيد من الأراضي لمن يرغب في الشراء.. و ظل يعود من كل رحلة بخفي حنينٍ و حفنةٍ من دراهم و من دنانير و من ريالات سيادية.. و بكثير من وعود خليجية بالفرج.. زعموا أن هناك 500 شركة سعودية تعد العدة للاستثمار في السودان خلال 5 سنوات..
· و بينما الشعب ينتظر الفرج، يفاجئه سعادة النائب الأول بجملة (نعمل شنو!).. فيترك الشعب الفرج جانباً ليتساءل عن مليارات البترودولار السودانية.. و عن أين ذهبت؟ و يقال أنها خرجت من السودان و لم و لن تعود إليه.. و على الاقتصاد السوداني ألا يفكر فيها..
· إن مصير السودان الآن في كف القدر.. يحركه نظام فاشل ذات اليمين و ذات اليسار، دون جدوى.. نظامٌ يستدين ديوناً سيادية، لسداد ما عليه من ديون سيادية و غير سيادية سابقة.. هذا ما اعترف به سعادة النائب الأول..
· و ساقية الاستدانة تدور و تدور.. و لا تزال ديون الصينيين و ديون نادي باريس و ديون أخرى معلقة في انتظار السداد.. و خدمات الديون الخارجية تتضاعف.. و الاستدانة من النظام المصرفي ترهق ما تبقى من روح للجنيه في سعيه اللحاق بالأسعار.. و هو يعاني في غرفة العناية المركزة..
· الخراب يكتسح بيوت فقراء السودانيين.. و فخامة رئيس الجمهورية و سعادة النائب الأول محتارين ( ما عارفين يعملوا شنو!).. ما عارفين يعملوا شنو بعد أن أدخلونا في أتون الأزمات المتلاحقة منذ انقلبوا على السلطة.. و اختلقوا الأزمات أزمةً وراء أزمة.. و كلما اعتقدنا أننا على وشك الخروج من حفرة الأزمات، نُفاجأ بحُفَر أزمات جديدة أعصى على الحل من سابقاتها.. و نرها حالياً و قد بلغت أقصى ما يمكن للإنسان أن يتحمله من تداعياتها..
· و بلغ رئيس الجمهورية و نائبه أقصى حدود قدراتهم لفعل ما ينقذ موجوداتهم، و فشلوا و اعترفوا في تساؤل برئ: (نعمل شنو؟!)
· إن زوال الأزمات لن يتم إلا بعد زوال فخامة الرئيس و أزلامه من المشهد السياسي بالمرة.. لأن وجودهم في سدة الحكم هو الأزمة الحقيقية التي منها تتناسل جميع أزمات البلاد..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة