ذِهْنِيَّة المركز والهامِش"الخليفة عبد الله" ضد "الزبير رَحْمَة" (الأخير) بقلم عبد العزيز عثمان سام

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 03:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2015, 03:28 PM

عبد العزيز عثمان سام
<aعبد العزيز عثمان سام
تاريخ التسجيل: 11-01-2013
مجموع المشاركات: 244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذِهْنِيَّة المركز والهامِش"الخليفة عبد الله" ضد "الزبير رَحْمَة" (الأخير) بقلم عبد العزيز عثمان سام

    03:28 PM Nov, 06 2015
    سودانيز اون لاين
    عبد العزيز عثمان سام-
    مكتبتى

    6 نوفمبر 2015م
    أخْتِمُ هذه السلسلة "العنصرية والأنانية هُمَا أسُ الدَاءْ" بتعقِيباتٍ على مخاوف جِدَّية أثارَهَا القُرَّاء الكِرام فى تعليقاتِهم. وبتأكيد أنَّ العيشَ الكريم فى وطنٍ عزيز يتساوى فيه مواطنيه على المحبَّةِ والإحترام والثقة والعمل المشترك، مُمْكِن.
    وتوصلتُ إلى أنَّ حاضِرَنا المُعاش منذ الإستقلال كان تعبيراً عن حالتين ذِهنيتين ما زلنا بعيدين جِدَّاً عن البَوْحِ بهما والخروج من هيمنتِهما، وهُمَا:
    الأولى: الحالة الذِهنية التى تُهيمِن على أهلِ المركز فى مواجهةِ الهامش، وقوَامه آثار وترِكَة الدولة التى أدارَها الخليفة عبد الله التعايشى، أو "خليفة المهدِى" كما يُسمِّيه الأنصار وحزب الأمَّة، (لا يُطيقُون حتَّى ذكر إسم الرجُل!).
    الذى يهمَّنا نحنُ كسودانيون نعيش مع بعضِنا اليوم وغداً، أنَّ تلكَ الحِقبة وترِكَتِها يجب أنْ نترُكها وراءَ ظُهورِنا بخيرِّها وشَرِّها. لا نتحاكَمُ إليها ولا نتحمَّلُ أوزَارِها، فلسْنَا طرفاً فيها، ولم يكُنْ ما كانَ بإسمِنا، ولم نَرِثه أو نحْتفِى به، ولا أحد مِنّا يريدُ تكرارها. يجب أنْ نهرُبَ للأمام ونقلِبَ تلك الصفحة من تأريخِنا.
    أمّا الثانية: أيضا حالة ذهنية قاتِمَة تُهيِّمِن على أهلِ الهامش ضد المركز، هى أنَّ أهل المركز قد تآمرُوا على أهلٍ الهامش وجلبُوا تُجَّارَ الرقِيق لإصطِيادِهم وبيعِهم فى أسواقٍ الرقيق إنتقاماً لمظالِم دولة الخليفة عبد الله "إبن الهامش" الذى نَكَّلَ بالمركز. وترتَّبَ على ذلك إقصاءِهم وتهميشهم وشطبِ وجُودِهم من هُوِيَّةِ السودان، وأكلِ حقوقهم فى والمواطنةِ المتساوية، والإقتسام العادِل للسلطة والتوزيع المُنصِف للثروة، والمشاركة فى إدارةِ جهازِ الدولة.
    هذه المعادلة المؤسَّسة على الحالتينِ الذِهنيتيِن هى حقيقة الصراع "المكتُوم" وغير المُعلنْ بين الهامش والمركز، المركز والهامش. مركز مُنتقِم لمراراتِ "دولة" الخليفة عبد الله. وهامش فشلَ فى أنْ يثبتَ لأهلِ المركز أنَّ تجربة الحُكم السابقة (حُكم الخليفة عبد الله) لم تكُنْ بإسمِ الهامش. وأنَّ أهلَ الهامش ليسوا بصددِ إعادتها، لكنَّهم يقدِّمُونَ أنفسهم كشركاء فى وطن، على قدمِ المساواة مع الآخريِّن. أهل الهامش السودانى اليوم أناسٌ لا يدَّعُون "كرَمَات" من السماءِ، ولا يُطالِبُون بأكثرَ من حقوقِهم العادلة فى أنْ يكونُوا مواطِنُونَ سودانيون كُرمَاء، متساوُون فى المواطنةِ والحقوق والواجبات مع أشقاءهم فى المركز والأقاليم الأخرى.
    أرى بكلِ تواضُع، أنْ يتوصَّلَ أهل المركز والهامش إلى ميثاقِ شرف، يلتزمُونَ بموجِبه بنسيانِ الماضى خلفِ ظُهورِهم بعد أخذ العِبَرِ منهُ. لأنَّه لا يُعقلَ أن يعيشَ شعب السودان أسير هواجِس الماضِى وشكوكِه، وحياةٌ مِلحُهَا الظُلم والشكّ والكراهيِّة وعدم الثقة. حياة بائسة تلك التى عاشها السودانيون منذ فجر توحيد السودان على يدِ الدولة المهدية وحتى تاريخ اليوم! كراهية وظُلم وتوجّس ورغبة فى الإنتقام والإقصاء والتحقير، إستناداً وإجتِراراً لمَاضٍ لم يكنْ الحاضرين الآن جزءاً منه وليست لهم أيَّة رغبة فى تكرارِه، وليسُوا مسئولوُنَ عنه ولا يُستساغ أنْ يُحاكَمُوا بجريرةِ غيرهم، ولا تزِرُ وَازِرَةً وِزْرِ أخرَى.
    أهل المركز هَزَمُوا دولة الخليفة عبد الله، مُتضامِنينَ مع المُستعمِر الإجنبِى وقضُوا على آثارِها تماماً، وكتبُوا تاريخ السودان الحديث لمصلحَتِهم كما يفعلُ كل المُنتصرِين فى الحروب. ولكن أهل المركز بالَغُوا فى ردَّاتِ فِعلِهم تجاه حُكمِ المهدية خاصّة عهد الخليفة عبد الله "خليفة المهدى". فنكَّلُوا بـ (الغرَّابة) وبقية الشعوب التى كانت قَوَام حُكم دولة "الخليفة" وجَعلُوهُم خُصوم"مزعُومِين"، فحرمُوهُم من أقل حقوقِهم وهى المواطنة المُساوِية لمواطنةِ أهلِ المركز. ثُمَّ حرّضُوا عليهم تُجَّار الرقيق الذين جاءُوا مع المستعمر الأجنبى فجَاسُوا خلال هوامِش السودان يعيِثُونَ فيها فساداً كبيراً. أهل المركز حرَّضُوا وشاركوا المستعمر الأجنبى لصَيدِ أبناء وبنات الهامش السودانى وبيعِهم فى أسواق الرقيق انتقاماً من حُكمِ "خليفة المهدى" الذى أذلَّ أهل المركز ونَكَّلَ بِهم، فصَمّمَ أهل المركز على كسرِ شوْكَة أهل الهامش وإذلالِهم والحَطّ من قدرِهم بكافَّةِ الأشكال، والغاية تُبرر الوسيلة.
    ولمَّا خرجَ المُستعمِر الأجنبى من السودان، طواعِيَة، بعد أنْ درّبَ حُلفَهُ "أهل المركز" على الحُكمِ والإدارة، قرَّر أهل المركز، ربَّمَا بتوصية أو تحريض من حَلِيفِهم بريطانيا، أنْ يهيِّمِنُوا على السلطة والثروة وجهاز الدولة منفردِين و(كنْكَشُوا) بقوة فى مفاصلِ الدولة السودانية، ومن هُنَا بدأ خَطَل تصوّرَاتِ أهل المركز وتصوِيِّرهم لمُستقبلِ السودان. قد فاتَ على أهلِ المركز إدراكِ ما ستؤول إليه الأحوال فى مُقبلِ الأيام، وأنّ أهلَ الهامش سوف لنْ يكرَنُونَ ويصبِرُونَ على ذلك الواقع الظالم طويلاً، لن يستكينُوا للأبد.
    تأوَّجَ نِضال أهل الهامش ضد هيمنة المركز على مفاصِل الدولة فى بداياتِ العقدِ التاسع من القرنِ الماضى أى (فى بداية ثمانينيَاتِه). ولم تكنْ قيام الحركة الشعبية لتحرير السودان هى الشرارة الأولى للمقاومة الحديثة لهيْمَنةِ المركز على السودان!. أنا أزعُم أنَّ انتفاضة دارفور فى شتاءِ عام 1981م هى الشرارةِ الأولى لثورةِ الهامش ضد ظُلم المركز.
    ولفائدةِ الذين لا عِلمَ لهم بثورة دارفور 1981م: قامَ رئيس السودان الأسبق جعفر نميرى بإعادةِ تعيِّين السيد/ الطيب المرضِى الطيب (ضابط جيش من كردفان) الذى كان مُحافِظاً لدارفور الكُبرَى، أعادَ تعيِّينه حاكِماً لإقليم دارفور عند إعادة هيْكَلة الحُكم فى السودان إلى نظامِ حُكمٍ إقليمى فى تطورٍ طبيعى نحو اللامركزية. ورفض أهل دارفور ذلك التعيين رغم حُبِّهم الكبير وإحترامهم الجَمّْ للمحافظ السابق الطيب المرَّضِى، وكان الرجلُ إدارياً من الطرازِ الأول، وقدَّم لدارفور وحاضِرته فاشر السلطان "أدَّاب العَاصِى" خدمات تنموية جَمَّة ما زالت شاهدة على حُسنِ صنيعِه. لكنَّ الأمرَ تعلّقَ بالمبدأ ذاتِه، لأنَّ تقسيمَ السودان إلى أقاليم معناه حُكمٌ لا مركزى، ومُرتكزَه الأول: أنْ يحكُمَ أبناء كل أقليم أقليمِهم فى إطارِ السودان الواحِد.
    والنميرى لم يكُنْ خالياً من "جرثومةِ" كراهيَّةِ المركز للهامِش وإضطهادِه وخاصة دارفور الذى جاء منه الخليفة عبد الله الذى ظللنا ندفع فواتير أخطاء حُكمِه. فكان أنْ تقدَّمَ أهل دارفور من حاضِرتِه الفاشر، بطلبٍ للرئيس جعفر نميرى، مُلتَمِسينَ منه مُراجعة قرارِه وتعيين أحد أبناء اقليم دارفور حاكماً عليه. لكنَّ النميرى مثلَ كل دكتاتور جبّار "ركِبَ رأسَهُ" ورفض "مُراجعة" قرارِه بتعيين حاكِم لإقليم دارفور من أبناءِه.. فغضِبَ أهل دارفور ثم انتفضَوا فى ثورةٍ كاسِرَةٍ هادِرَة فى كلِ مُدنِها فى أكتوبر/ نوفمبر 1981م إستمرَّت لأسبوعين تقريباً، قدَّمَت خِلالها مدينة الفاشر شُهدَاء كِرام (أمُّوُنة وحسَن)، وجَرْحَى كُثر.
    ولو لا يقِظة و وطنِيَّة قائد القيادة الغربية حينها اللواء/ فِيبيان أمَانْ لُونج (الذين صار لاحِقَاً عضواً بالمجلسِ العسكرى الانتقالى لثورة مارس/ أبريل 1985م التى أطاحت بحُكمِ جعفر نميرى)، حيث رفضَ اللواء أوامِر جعفر نميرى بضربِ المتظاهرين وقمعِهم، وحال بذلِكَ دون سقوط شهداء كُثر. أكرِّر هذه الجُملة لأهمِيتَهِا أيها القارئ الكريم: لو كان قائد القيادة الغربية (الفاشر) يوم ذاك ضابط شِمالِى أو حتَّى من دارفور لسَال دِماء غزيرَة وعزيزة، فليُدوِّن التاريخ هذا الفضل والحِكمة للواء الإنسان/ فِيبيان أمَانْ لُونْق، ويجْزَاه اللهُ عن أهلِ دارفور خيراً كثيراً، لأنَّه رفضَ سفكَ الدِماء وقمْع الثورة يوم ذاك وحقنَ دِمَاء عزيزة فى العروق من أنْ تسيلَ.
    ليس حقن الدماء فحسب، إنَّ حِكمة و وطنية اللواء فِيبيان وامتناعه عن قمع وضرب ثوار دارفور قد عَمّقَ الشُعور بالوطنية لدى أهل دارفور، و وَحَّدَ بينهم توحِيدَاً أرعَبَ أهل المركز فى الخرطوم. وكان شعبُ دارفور يهتِفُ دَاوِياً بحناجِر من فولاذ:"يحْكِمكُم مِين؟ إبن الإقليم."، "مليون شهيد لعَهدِ جديد"، "لا وُصايَّة على دارفور"، "بذلنَا الدَمْ ولنْ نندَم".
    ثورة أوقَدَ شرارتِها وقادَها طلائِع رابطة طلاب دارفور بجامعة الخرطوم والجامعات الأخرى، ولقِلَّةِ التوثيق فى زمانِنَا هذا، لا ضيرَ من ذكرِ "الكشف الذهبٍى" لأولئك الأبطال الأشاوس من طلابِ الجامعة الذين سطّرُوا أسماءَهُم بمِدادِ الذهَبْ: (الشفيع أحمد محمد (خريج). من جامعة الخرطوم: محمد آدم عبد الكريم (حنين)، هارون عثمان سام، سليمان محمد آدم خليل، آسيا المَليِح، المرحوم/ جوهَر سليمان كُجك، موسى نور بوش. ومن جامعة القاهرة فرع الخرطوم الطالب/ طه عبد الشافع سنين، ومن جامعة جوبا الطُلَّاب/ حسين أركو مناوى و محمد الأمين قاضى مليط).
    وشكَّلَ حُكمَاء وأعيان مدينة الفاشر حكومة شعبية تولّت إدارة شئون الثورة والناس، شدَّدَت علينا نحنُ طلّابُ المدارس حينها أنْ نحافِظَ على المال العام والخاص، وقد فعلنا. لمْ نطَأ ورَّدَة ولم نقطعَ ليِّنَة، ولم نَحرقْ أو نتلِف طوال فترة الثورة، والله على ما نقولُ شهيد.
    أعزى كل ذلك، لتصرّفِ اللواء فِيبيَان الذى عمَّقَ الشعور بالوطنية فى ثوار دارفور، وكنَّا نستمتِعُ أيِّمَا استمتَاع بسماعِ خُطبٍ بترَاء فى الثورة وأهدافها وصيانتها لوحدة الوطن وصيانة تُرابِه وسيادته. كم كنّا نسعدُ بخُطبِ أستاذنا المُربِّى الجليل، الشيخ الوقور/ التجانى سِراج بصوته الجَهُور حين يخطبُ فى الجماهيرِ الهادرة قائلاً: (إذا تجرَّأ من تُسوِّلُ له نفسه المَسَّ بأرضِ السودان وسيادتِه إو كرَامَة أهلِه، سنَرْصِفُ الطريقَ من الجنينة إلى بورتسودان بِجَماجِم الأعدَاءَ)، وكنا نرعدُ بهُتافٍ داوِى بينما تمْلاءُ نساء وبنات الفاشر عنان السماء بالزغاريد، فننْسَى الجوع والعطش، ونواصل مسيرة الثورة حتى العصر من كُلِّ يوم.
    وكانت الإشاعات تأتِى من ناحيةِ إعلامِ الخرطوم، أنَّ أهلَ دارفور قد تمَرَّدُوا، وهَيمنُوا على الإقليم، وصاروا خارج سلطان الدولة، وكان ذلك يُحزِنُ الثوار. لذلك، أعتقدُ أنَّ ثورةَ الهامش ضد المركز قد بدأت بإنتفاضةِ دارفور خواتيم العام 1981م، واللهُ أعلم.
    ولمَّا تأوَّجَتْ ثورة دارفور بسيطرةِ الثوار على الإقليم، وتشكِيل حُكومة شعبية فيها، تحفظُ الأمنَ وتُطعِمُ الناسَ من الجوع، إستسلم جعفر نميرى للأمرِ الواقع وخضَعَ لضغطِ الثوار وألغَى قراره الخاطِئ الذى سالت دِمَاء طاهِرَة مَهْراً لمقاومتِهِ، فأصدر قراراً بإلغاء قراره السابق، ولاحِقاً نزل لرغبةِ أهلِ دارفور فأصدر قراراً عين بموجبِهِ العَمْ الفاضل السيد/ أحمد إبراهيم دريج حاكِمَاً لإقليم دارفور.
    لكِنَّ العسْكر لا ينسُونَ هزائمِهم ومستعدُونَ دوماً للإنتقام والقصاص لخيباتِهم، ومعلوم قصة مُغادرة حاكِم دارفور دريج الإقليم، بل عموم السودان لمَّا إستشعرَ من الرئيس نميرى رغبة فى الانتقامِ والاحتقار. لكنَّ العَمْ دريج انتصرَ لكرامَته وكرامة أهل دارفور الذين لم يركعوا لقرار النميرى بل قاوموه حتَّى رضخ. غادرَ دريج السودان ليفوِّتَ على جعفر نميرى التشَفِى والإنتقام منه ومن أهلِ دارفور.غادرَ الزعيم دريج السودان وهو يُردِّد بيت الشعر: "إذا خُطِبَت لى أمَارَة،على أنْ يكُونَ مَهْرِهَا ذُلَّ ساعة، لآثرَتُ أنْ أُزَفَّ إلى قُبرِى قَبلَ أنْ تُزَفَّ إلىَّ الأمَارَة".
    لستُ ادرِى ماذا أصابَ أبناء دارفور الآن؟ لماذا لا يكسِرُونَ الأقدام التى تطأ كرامَتهم؟ ولا يلطِمُونَ الأفوَاه التى تنطِقُ بسَبِّهِم بأقذَعِ الألفاظ؟ ولماذا يقبِّلوُن الأيدِى التى تقذِف لهم بفتاتٍ من اموال السودان بإزدراءَ؟ واموال السودان حقَّهُم على الشيوع، وليس نِوالاً يمْنَحُه لهم حاكِمٌ أتى لكُرْسِىِّ السلطة، كاللِصِّ، بِلَيل.
    يجب على السودانيِّين الخروج من حالةِ "عَضِّ الأصابع" هذه لأنَّها لا تُؤسِس دولة ولا تؤلّف بين قلوب شعوبٍ سودانية متعددة، ولا تبنِى مَجْدَاً. ويجب على أهلِ المركز أنْ يُوقِفوا هذا النهج وفوراً، نهجُ الظلم والتكويش و"الكنكشة"، لأنّهم قد كسرُوا "القَرْعَة" ودلقُوا "السمْنَ" يوم أجْبرُوا الجنوبَ على الذهابِ مُغَاضِباً.
    والحَلّ معظمُه بِيدِ المركز، لأنّه هو من يملك كلِ إرث السودان الذى إستلمه من مُورِّثِهم بريطانيا، وانفردُوا به ولم يوزعوه بين السودانيين. يجب جعل ثروات السودان وسلطته وجهاز دولته على الشيوع بين كلِ مواطنيه وفوراً. وقبل هذا وذاك لا بُدَّ أنْ نضعَ جانِباً أوزَار قومٍ قضُوا وذهبُوا عن هذه الفانية، أقصد آثار دولة خليفة المهدى فى نفوسِ أهل المركز. كذلك يجب تجاوز المظالم اللاحِقة التى إرتبطت بدولةِ الانتقام وتجارة الرِق وتزييف الهوية السودانية وإختزالها فى المركز وأهله، والإستئثار بسلطة وثروات السودان. وقبل ذلك يجب إقرار الهوية السودانية الشاملة للجميع "السودانوِيَّة"، والمواطنة المُتساوِية لجميع السودانيين، وأنْ تكونَ الأساس الأوحد لنيلِ الحقوق، وأداءِ الواجِبات.
    يبدأ الحَلّ بخطوةٍ إفتتاحية هى أنْ يتوَاثَقَ شعب السودان فى كلِ أقاليمِه على عَقْدٍ إجتماعى جديد قائم على ميثاقِ شرف يتواضع عليه جميع شعوب السودان فى الهوامش والمركز، وأنْ يتسَامَحَ الناسُ ويتسَامُوا فوقَ مرارتِ الماضِى الذى لم نكُنْ طرفاً فيه، ولا نُريدُ أنْ نكرِّرَه أو نعيده. وأنَّ لدىَ الجميع الرغبة الأكيدة للعيش فى أمانٍ وسلام ومحبة وإلفة وتسامُح، والتأكيد على كلِّ مفردات المِلكِية الجماعية للأرضِ والموارد والمستقبل المشرق للسودانِ الجديد.
    هُناك ردود مُكرَّرة جامِدة ومسجَّلة يستخدِمُها أهل المركز عندما تُثار القضايا الجوهرية لأزمة الدولة السودانية:
    عندما يكتب أحد فى مواضيع مُهِمَّة ومفصلية مثل "عنصرية وأنانية أهل المركز" التى ستُضيِّع السودان وتقضِى عليه قريباً، أستطيع أنْ أعرِفَ رُدود قراء أهل المركز قبل الإطلاع عليها: أنَّ الكاتب "عنصرى" و"عَبْ"، وأنَكم تُكثِروُن من الشكوى ولا "تقلعون" حقوقهم بالقوة. أو "إنَّكَ توقِظَ فنتة نائمة!، و"اتركوُهَا إنَّها مُنتِنة"!.
    يا أهل المركز، ظللتُم فى غيبوبةِ ظلمٍ حانَ الوقت أنْ تفيقوا منها. أيَّة عنصرية تلك التى يستطيع "ضحيَّة" عنصريتكم من أهلِ الهامش أنْ يُمارسَها عليكم؟ أم تريدون أنْ نقول لكم، رمتْنِىّ بدَاءِها وإنسَلّت؟. العنصرية السودانية بمعناها "القاموسى" هى: التمييز والظلم والإقصاء والإحتقار والإزدِرَاء والقتل والإغتصاب والتهجير الذى يُمارسه أهل المركز ضد أهل الهامش فى كل شئ، وأى مجال من مجالات الحياة.
    عندما يتحدث احد أبناء الهامش عن أزمة الهوية السودانية وانها مزيفة وفيها انكار للتنوع وإلغاء أهل الهامش وهم الغالبية لتحليل اكل حقهم. يطلع عليك أحد الذين يعلقُون بأسماء مزيفة دون حياءَ ليلتَهِمُكَ مثل إعصار"كترِينا"، لا يُبقِى لك شيئاً ولا يَذَرْ! يسب ويلعن بلا هَوادَة.. وأى خيرٍ يُرجَى مِن شخصٍ وُلِد وشبَّ وترعرع على السُحتِ والزيف وظلام الظُلم؟ ويجبُن عن كشف قِناع وَجهِه ليراه الناس فى النور. هذا الشعب لا أرَاهُ يبرَعُ فى عملِ شئٍ قدر براعتِه فى الشتمِ والسَباب، مُندسَّاً خلف إسماء مُستعارة بالطبعٍ، هى ذرّوَة سِنام الرُجولة عِندَهم.
    جرثومة الكذب والإشاعة والشَتمْ وإشانةِ السُمعة تحت سِترة الأسماء المُزيَّفة انتقلت إلى اهلِ الهامش وخاصة دارفور وتحديداً داخل الحركات المسلحة! صارُوا لا يطيقونَ بعضهم، ويكيلون الشتائِم والبذاءات، وإشانة السمعة لبعضهم البعض. ومثال ذلك حامل الإسم المستعار "الذِكرَى المنسيَّة"؟!، وهو شخصٌ معروف للناس، هو أمين أمانة مُهِمَّة وحسَّاسة هى عِماد مُستقبل حركة/ تحرير السودان (مناوى) يستخدِم هذا الإسم على "فيس بوك" لنصْبِ مَنصَّة يطلِقُ منها الشتائم والتعريض وإشانة السمعة لرفاقه فى نفسِ الحركة إذا إختلفوا معه فى الرأى أو تعدَّدت وُجهَات النظر. الغريبة أنَّ هذا الشاب بعد خروجه والتحاقِه بالحركة فى حوالى نهاية العام 2012م حدَّثنى أنه يدير هذه الصفحة "الذِكرى المنسية" لمصلحة الحركة، وكان يضع عليها صورة رئيس الحركة. وطلب مِنّى التداخل فى تلك الصفحة لإثراءِ النقاش فى المواضيعِ التى تُثار فيها لمصلحة الحركة ومشروع التحرير العريض، وفعلاً شاركْنَاهُ أنا وآخرون. الآن نفس الشخص يسبّ ويشتم رفاقه ببشاعة تفوق"الكيزان"الذين يعتقدُ أنّه أفضل منهم ويناضل ليخلِفَهم! لينطبِق عليه قوله سبحانه وتعالى: (فخَلفَ من بَعْدِهم خلْفٌ أضاعُوا الصلاةَ واتَّبعُوا الشهُوات).
    على رٍسلكَ يا هذا، من أين تأتى بكل هذا السوء والبذاءة ضد رفاقك؟ وانتم جميعاً ضحايا المركز؟ أفلَحَ فى قتالِ أهل المركز الذين ترتجف رُكبَك أنت وشيعتِك البؤساء خوفاً منهم وطمعاً. ودرِّب لسانَك على العفّة وفؤادكَ على حسن الظنِّ برفاقك وأهلك، وخيركم خيركم لأهله. ولا تكنْ فظاً غليظ القلب هكذا. ضَعْ حدَّاً لتطاوُلِكَ على رفاقِك فوراً.
    ونقول للذين يضيقون بِنَا كأهْلِ هامش أنْ نكتُبَ ونطرحَ ونُشْهِدَ الناس على سوءِ ما نجد من المركز. ونطرحُ ما نرى لصيانةِ السودان من "فيروساته" التى شلّتُه واقعَدَت به طويلاً عن ركبِ الدول، نقول لهم: أنًّ الوحدةَ خيارٌ إستراتيجى لأهلِ الهامش السودانى ولكن، بعدالةٍ ومساواة، وإنصافٍ وهوية "سودانوية" تظِلّ الجميع بظِلّها.
    وأنّ الانفصالَ ليس خياراً البتَّةَ، لكنَّه نتيجة حتمِيَّة للظلم والإصرار عليه، نتيجة للكراهية ونقضِ العهود والمواثيق. نتيجة للعنصرية والأنانية، الإنفصال يأتى كالأجلِ المحتُوم، كالموت لا احد يستطيع وقفه أو تأجيله، وإذا حُمَّ القضاءُ على إمرئِىٍ فليس له بَرٌّ يقِيِّه ولا بحْرُ. واضمحلال الدولة "العمِيقَة" الحالية القائمة على الظلمِ والإقصاء والأوهام وآقعٌ لا محَالة. الحَقٌ والعدلُ، أو الطوفان.. فأعلموا أفادَكُم الله.
    (إنتهى)


    أحدث المقالات

  • العودة الى الشعب..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • خير وبركة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • إستراتيجيات ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • الخطاب الإسلامي المعاصر بين الثنائيات والتقابلات (2) بقلم الطيب مصطفى
  • يربح الشيوعيون بالاستنارة والتسامح بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • والله لو طرتا السما حايقبضوك حايقبضوك!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • لماذا يرفض النظام العالمي إعتبار إسقاط الطائرة الروسية عملاً إرهابياً ؟؟؟!!! بقلم موفق السباعي
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (26) قنابل الغاز المسيلة للدموع تقتل وتخنق بقلم د. مصطفى يوسف ال
  • حكام السودان المسلمون لا يفرقون بين الحق والعار بقلم هلال زاهر الساداتى
  • الجنوب وبرق السلام الخُلّب بقلم الفاضل عباس محمد علي
  • يساريو الإسلام في السودان إلي أين؟ (1-2) بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • المنصور خالد ومرافعة السفير جمال بقلم أحمد محمد البدوي























                  

02-11-2016, 11:42 AM

سام بخت


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذِهْنِيَّة المركز والهامِشandquot;الخليفة عب� (Re: عبد العزيز عثمان سام)

    مالك ومال الخليفة بن التعايشة العرب الذين تكروهم واذا كنت تعانى من عقدة اللون الاسود وعقدة الاضطهاد فالعرب لا يعانون من ذلك ويعرفون ان الزغاوة لا اثر لهم فى تاريخ وثقافة السودان كما يفتقدون القيادة الرشيدة وليس لهم عاقل يرشدهم فهم تائهون بامثالك
                  

02-11-2016, 03:42 PM

مهدي عبد الكريم


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذِهْنِيَّة المركز والهامِشandquot;الخليفة عب� (Re: عبد العزيز عثمان سام)

     مسكين هذا الإنسان ،، بدأنا نشفق عليه كثيراَ ،، وهو ذلك المهزوم الحائر الذي يستجلب العطف والشفقة على نفسه وعلى قبيلته ،، فمنذ فترة طويلة وهو يجاهد بكل أسلحته حتى يبني هـرماَ مـن الأمجاد الزائفة لماضي أجداده ،، فإذا به ذلك الفاقد للحيلة ،، وعندها يكون دائما في موضع الضحك والسخرية .

     وتلك المواضيع العديدة التي يتناولها كل مرة تسقطه في الحضيض بصورة مهلكة للغاية ،، وهو كلما يفتح موضوعا جديدا يتمنى أن يجد موطن قدم في عالم الأمجاد ،، فإذا بالحيثيات والحقائق تجيب عليه بقسوة فائقة ،، مما يؤكد أنه مجرد متسلق في مهنة الكتابة ،، وذلك النوع من التسلق يضر بأمثاله الصغار ،، كما يضر بتاريخ أجداده ( إذا كان لأجداده تاريخ في الأساس ! ) .

     وهنا في هذا المقال كنا نتمنى أن لا نخوض في سيرة تزيد الشقاق بين الأحباء في السودان ،، ومثل ذاك الشقاق هو ما يريده الحثالة من أمثاله ،، ولكن سكوتنا قد يعطي ذلك القزم نوعاَ من الانتصار ،، ذلك الانتصار الذي لم يحلم به طوال حياته .

     ومن الملاحظة العجيبة عندما نتناول تلك السيرة التي يخوض فيها ذلك المسكين ( المغلوب على أمره ) نجـد أن جميع مظاهر النحس والفقارة والاحقاد والفتن والموبقات التي شوهت صورة الماضي في السودان كانت ترد من إنسان تلك الناحية !! .

     والماضي عندما يتحدث عن الثائر محمد أحمد المهدي ،، يتحدث عن رجل قائد اجتهد في إقامة دولة إسلامية في السودان .. وقد انطلق ذلك الرجل البطل من منطلقات الإخاء والوفاق والنوايا الطيبة الحسنة التي وحدت الشمل السوداني ، دون تلك المؤامرات والأحقاد والقذارة التي تليق بالأقذار .. وقد انتصر في تلك الحروب الجهادية في مرات عديدة .

     وهو نفس الماضي الذي يتحدث عندما تحولت القيادة السودانية إلى شخص من تلك الجهات ،، تلك القيادة تحت إمرة الخليفة التعايشي .. وهنا المقام ليس لتقييم الأشخاص ولكن لتوضيح صورة الأوضاع في كلتا الحالتين .. وفي الحالة الثانية نجد أن الأوضاع قد تحولت في الساحات السودانية فجأة إلى صورة من الفتن والأحقاد والحروب البينية ،، والتصفيات الجسدية .

     ثم لازم أرجاء السودان ذلك النحس وذلك الفقر ،، تلك الصور القبيحة المعهودة عن هؤلاء القوم .. حيث الضمائر القذرة النتنة الغير نبيلة .. وفي نهاية المطاف كان القدر بالمرصاد ،، فقد حل البلاء والابتلاء في ربوع السودان عندما تفشت المجاعة في كل الأرجاء .. وعندها كان الشعب السوداني أينما يتواجد يرفع الأيدي نحو السماء طالباَ الخلاص من قيادة هؤلاء القوم

     وعندما جاء الاستعمار كان الناس يجدون أن ذلك الاستعمار رغم أنه بغيض بالفطرة إلا أنه أفضل مليون مرة من هؤلاء الحاقدين الذين يفتقدون معاني القيادة .. لقد فشلوا في قيادة السودان كلياَ .. وهؤلاء لم يجدوا الدعم من الشعب كما لم يجدوا الدعم من السماء .

     ومع كل تلك الحقائق الموجعة فإن الشعب السوداني لا يريد أن يخوض في تلك السيرة التي تجلب الشقاق ،، إلا أن هذا الحاقد يريد أن يفتح الجراح لأنه دخيل على هذا السودان .. ولا تهمه مصلحة السودان ،، لا من بعيد ولا من قريب .. وهو إنسان نشأته تفتقد التربية الصالحة في الأساس .. وأمثاله يفنون الأعمار في ذلك النوع من النباح الذي لا يبدل الحقائق .. ولا تسري اجتهاداته تلك على العقلاء من هذا الشعب .، وأقرب مثل يليق بأمثاله هو ( الكلاب تنبح والقوافل تسير ) .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de