|
ذيل قصة قديمة قصة قصيرة بقلم هلال زاهر الساداتي
|
04:47 PM Mar, 16 2015 سودانيز اون لاين هلال زاهر الساداتى- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
قالت لي ابنتي الطبيبة وكانت يبدو عليها الدهشة والعجب : ( لقد مررت اليوم بتجربة غريبة ، فعند مروري بعنبر النسآء وجدت رجلا"عجوز جالسا" علي كرسي بجوار امرأة عجوز كانت قبل فترة قصيرة فىي غرفة العناية المركزة اثر غيبوبة أفاقت منها ونقلناها الي عنبر النسآء بعد ان تحسنت حالتها ، وكان الرجل أشيب الشارب واللحية وماتدلي من فوديه من تحت العمة وحتي حاجبيه ورموشه كانت بيضأء وكان منظره منسجما " مع لون بشرته الحمرآء وهو ما تعارفنا بتسميته في عاميتنا السودانية من اصحاب هذه البشرة وكان الرجل يبدو وكأنه فى نحو السبعين من عمره أو أكثر ، وكان جالسا" ومعتمدا" بذقنه علي عصا بين رجليه ، وعينآه لا تفارق المرأة العجوز الراقدة ، وكلما فتحت غينيها أو تحركت نهض متوكئا" غلي عصآه نحوها مستفسرا" ثم يعود الي مقعده ، وجعل يركز نظره علي وجهى محدقا" ، واصارحك القول فاننى شعرت بشئ من الانزعاج والضيق في نفس الوقت فبادرته بالسؤال ان كان يريد شيأ" معينا" ، فاجابنى بللنفى ولكنه بادلني عدة اسئلة بأن قال لي : هل والدك موجود وهل تدرين ان كان قد عمل بمدينة المناقل قبل ثلاثين سنة وهل كان ناظرا" لمدرستها المتوسطة الوحيدة ، فرددت غليه بالأيجاب واردفت بقولى باننى لم اكن قد اتيت الي الدنيا فى ذلك الزمن ، وتهلل وجهه كمن وجد ضالته واردف بقوله في سرعة : ( انا يا بتي عمك قدورة وكنت مسئولاعن الاعمال الهندسية فى المجلس الرىفي للمنطقة وكان والدك من المقربين الي نفسي والي اهل البلدة وتأسفنا كثيرا"لنقله ولكن قيل لنا انه ترقي الي درجة وظىفية أعلي فى مدرسة أكبر ، ان شا الله ىكون كويس وصحته تمام وهسه بعد المعاش بيسوى شنو ، انا من جهتى فتحت دكان ورجعت لحرفتي القديمة وشغلت معاي اتنين عمال شبان بيقومو بالعمل ) وكنت انا في ذلك الحين وهو يتكلم تمر في ذهنى مشاهد سريعة من الماضي لاتذكر قصة العم قدورة ولتى حكاها لنا والدى وكتبها فى احدي قصصه القصيرة كطرفة من الطرآئف ، وفجأة صحت في داخلى ( وجدتها ) وقلت له : ( انت القديت حيطة الراجل عشان تمرر الماسورة ) ،والله مصير الحى يتلاقي ، اهلا" وسهلا" بيك يا عم قدورة ) وشعرت بحرج وأسف وتسرعي بقولي ذاك ، ورد علي قائلا" ( انتو الحكاية دي لسه فاكرنها ،وانت عرفتيها من وين ) فقلت له سمعتها من ابي في احدى حكاياته عن سنين خدمته . ولعلم القارئ فان الرجل كان يشغل منصب المهندس في المجلس الريفي ، وتقرر ان تزود منازل البلدة بحنفيات ماء الشرب وكلفه المجلس بان يقوم بالمهمة ، وصدف ان كانت احدي المواسير تمر عبر حائط منزل احد السكان ، فقرر الباشمهندس كما يسمونه ان (يقد ) الحائط ، ورفض صاحب المنزل ان يثقب جدار منزله ، وأصر الباشمهندس عي ذلك ، وكان جار صاحب المنزل طالب يدرس الهندسة فى المعهد الفنى في الخرطوم حاضرا" النقاش الحاد بينهما ، فقال للباشمهندس انه بدلا" من ان يقد الحائط عليه ان يعمل زاوية قائمة ويمرر الماسورة ، فرد عليه في غضب قائلا" : يا ولد انا كلام الكتب والكلام الفارغ ده ما بعرفه ،حاقد الحيطة يعنى حاقد الحيطة والما عاجبه يشرب من البحر ، وقد تم قد الحيطة . وقالت ابنتى : وضحك الباشمهندس السابق وقال لي : ( والله يا بتى انا لا مهندس ولا حاجة وصلتي بالهندسة هى المتر البقيس بيه قماش للتنجيد أصلي منجد قماش عربات في المدينة وجارى وصاحبي ضابط المجلس الريفي كان واصل وضهره قوى لانه ود عمه كان عضو في مجلس ثورة عبود وخدمنى بتعيينى في الوظيفة ديك ، لكن شوفي هسة فى حكومتنا دى المهندسين الجد بيتسببو في انهيار مبانى وعمارات وتصدع كبارى وجسور بسبب تفشى الفساد بين المهندسين والمسئولين وتكون الخسائر بملايين الدولارات ومليارات الجنيهات وما بيحصل ليهم حاجة ، وانحنا لا مهندسين ولا حاجة وقدينا حيطة بس عملوها حجوة يتونسوبيها ، دنيا ! هسة خالتك الراقدة دى حالتها كيف ، الحاجة خالتك الراقده دي مرتي انا بقعد معاها بالنهار وبتجي اختها تقعد مغاها بالليل ، وطمأنته بان حالة الحاجة فى تحسين وان شآء الله تخرج قريب جدا" . هلال زاهر السادتى 1432015
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- حلآوة الطرب بقلم هلال زاهر الساداتي 03-04-15, 08:59 PM, هلال زاهر الساداتى
- ما قاله بعض كبار شعرآء العرب عن الشعب السوداني والشعر بقلم هلال زاهر الساداتي 02-11-15, 02:12 AM, هلال زاهر الساداتى
- أسمآء وألقاب بقلم هلال زاهر الساداتى 01-23-15, 10:42 PM, هلال زاهر الساداتى
- الشوق للحم بقلم هلال زاهر الساداتى 01-15-15, 01:42 AM, هلال زاهر الساداتى
- أختبار عمسيب قصة قصيرة بقلم هلال زاهر الساداتى 01-02-15, 04:59 PM, هلال زاهر الساداتى
- حكآية عوض كتل قصة قصيرة بقلم هلال زاهر الساداتى 12-25-14, 01:36 AM, هلال زاهر الساداتى
|
|
|
|
|
|