|
ذاكرة لا تخبو/صلاح يوسف
|
على المحك صلاح يوسف – mailto:[email protected]@yahoo.com
أهداني الناقد المسرحي الأستاذ السر السيد الكتاب الذي صدر حديثا من أعداده بعنوان (ذاكرة لا تخبو)، وهو كتاب يوثق لمهرجانات أيام البقعة المسرحية بدءاً من المهرجان الأول وصولاً إلى المهرجان الثاني عشر علماً بأن الكتاب كان من المفترض أن يصدر بواسطة إدارة مهرجان البقعة خلال أيام المهرجان الثالث عشر الشيء الذي لم يتم رغم التنويه عنه أيام المهرجان، غير أنه نشر ضمن سلسلة المائة كتاب في الثقافة السودانية التي تصدرها هيئة الخرطوم للصحافة والنشر، ولا أدري ما إذا كان ذلك هدية منها للمسرح الوطني أم أن النشر تم تقديراً للجهد الذي بذله الأستاذ السر السيد. وعلى أية حال يعتبر الكتاب مرجعاً توثيقياً لمهرجانات أيام البقعة المسرحية إذ ضم بين دفتيه حصيلة الدورات السنوية من عام 2000 إلى 2012 مما قد يعين الراغبين في تقييم جهود المسرحيين الذين شاركوا في هذه المهرجانات. ولعل الذين يطلعون على هذا الكتاب سيجدون أن عدداً كبيراً من المسرحيين شاركوا بصورة أو أخرى سواء في الإعداد أو لجان المشاهدة والتحكيم أو في التأليف والإخراج والتمثيل وقد تكررت مشاركات وإسهام البعض في حين غاب البعض الآخر عن المواصلة في السنوات الأخيرة. ولو أردنا أن نحصي أعداد الذين يتنادون سنوياً لمنافسات هذه المهرجانات سيكون التقدير التقريبي في حدود 300 مسرحي في كل عام لأن الكتاب ركز على الأعمال المختارة وهي أقل من عشرة أعمال من بين حوالي الأربعين عملاً تخضع للمنافسة سنوياً.
وبما أن هذا المهرجان بدأ يستضيف أعمالاً دولية تتفوق في بعض المرات على جهودنا الوطنية، فالواجب أن تلتفت إدارة المهرجان إلى الارتقاء بمستوى أعمالنا لتترك انطباعاً جميلاً عن قدراتنا في هذا الميدان. وكمثال على تفوق الدولي على الوطني قدمت الفرقة الجزائرية في الدورة الرابعة عشرة عملاً مسرحياً حاز على مجمل الجوائز بفارق كبير في مستوى الأداء والفكرة والإخراج فقلت وقتها للأستاذ على مهدي: لا يعقل أن تأتي لنا بفريق بايرن ميونج لينافس فرق الليق عندنا. وهنا من الضروري ازالة المسببات التي جعلت كبار المسرحين يقفون بعيداً عن المنافسة لأن تحفيزهم يكون بقدر لا يوازي جهودهم المبذولة. إن معالجة هذه الجزئية ستؤدي إلى رفع مستوى المهرجان لمرتبة تشرف السودان على الأقل في نظر الذين يأتون من الخارج للمنافسة فضلاً عن إسهامها في دفع المسرحيين للتجويد والابتكار.
وبالرجوع لما جاء بالكتاب نجد أنه تضمن بعض المختارات والمقتطفات من أوراق العمل التي قدمت في الملتقيات الفكرية وجلسات النقد التطبيقية بالإضافة إلى بغض الإفادات والشهادات والوثائق والتقارير وبعض المقالات الصحفية، لكن ربما لأن حجم الكتاب لا يسمح باستيعاب كل أوراق العمل فقد اكتفى معده بنماذج محدودة. ليت إدارة المهرجان تلتفت إلى هذا الجانب فتصدر في دورته الخامسة عشرة كتاباً يضم جميع أوراق العمل وملخصات جلسات النقد التطبيقي ليضاف إلى هذا الكتاب في إطار التوثيق الضروري لدورات المهرجان خاصة وأنها تتعرض لمسيرة الحركة المسرحية ورؤى المستقبل والتجريب والتجديد، وهي أوراق أحسب إنها قابعة ضمن وثائق ومكتبة مسرح البقعة. ولا أعتقد أن هيئة الخرطوم للصحافة والنشر ستضن على مركز مهدي إذا ما تقرب إليها ناشداً المساعدة في النشر باعتبار أن الأمر في النهاية يصب في ماعون الهدف الأسمى لتعميم الوعي الثقافي. وإذا كان الأستاذ السر السيد قد نجح بكتابه هذا أن يضيف إلى مهرجان البقعة فلا بد أن تسعى إدارة المهرجان لنشر كتاب د. فضل الله أحمد عبد الله (مشكاة المسرح في السودان – ميسرة السراج) وكتاب د. شمس الدين يونس (تاجوج في المسرح السوداني) حتى تكتمل سلسلة الكتب التي أعلن عنها في المهرجانات السابقة ولم تر النور.
|
|
|
|
|
|