|
ذاكرة المُصادرة الأمنية : من حريق الميدان إلى مُصادرة صحف الحيران ! بقلم فيصل الباقر
|
02:44 PM Feb, 19 2015 سودانيز أون لاين فيصل الباقر - نيروبى-كينيا مكتبتي في سودانيزاونلاين
على مدى سنوات طويلة ، يواصل عسس جهاز الأمن ( حملات ) مُصادرة ( الميدان ) بعد الطبع ، وذات مرّة حملوا الكمية المطبوعة - بليل بهيم - على ( البكاسى ) المعروفة ، إلى مقرّهم الكائن بجُوار( مقابر فاروق ) بالخرطوم ، لتصبح (مُعتقلة ) ، تعسُّفيّاً ، لبضعة ايّام بحوش جهاز الأمن ، ولمّا لم يعجب ( العسس ) صُمود ( الميدان ) فى المعتقل ، قرّروا الإنتقام منها ، وتعذيبها ، فأقدموا - بدمٍ بارد - على إرتكاب جريمة إضافية ، وهى (الحرق )، ولكن ، فاجأتهم ( الميدان) إذ أشعلت بلهيبها ( الأحمر ) جزوة المُقاومة ، وأرتفع دخان الحقيقة والكلمة الحُرّة ، عالياً ، مُعلناً عن نفسه ، وهويته الثائرة ، فى كُل سماوات المنطقة ، وقد وثّقنا- وقتها- ( حريق الميدان ) ، لتصبح ( سابقة ) كأوّل صحيفة سودانية ، وربّما عالميّاً ، تُحرق ( أمنيّاً ) ، ثُمّ تواصل مُسلسل المُصادرات ، والمنع من الطبع ، والحرمان من التوزيع ، والإيقاف من الصدور " ورقيّاً " ، و مع كُل ذلك ، لم تهن للميدان عزيمة ، فأستمرّت مسيرتها فى مُواجهة ( الضلام ) بنشر الذى هو ضدّه ( الضو ) ، وحملت مشعل التنوير ، عبر نسختها الإلكترونية ، دون توقُّف ، أو تراجُع فى السياسة التحريريّة !. وبعد سنوات ، من جريمة ( حرق الميدان ) يُقدم جهاز الأمن ، على إرتكاب جريمة ( نوعيّة ) أُخرى ، بمصادرته فى يومٍ واحدٍ ( الإثنين 16 فبراير 2015 ) ، أربعة عشر صحيفة ، بعد الطبع ، ولكن الجديد فى الأمر ، أنّ من بين الصُحف المُصادرة ، هذه المرّة ، صُحفاً مملوكة ، لطائفة (المؤلفة قلوبهم ) ، وبعضها شبّت وترعرعت فى كنف (مال السحت) الأمنى و الحزبى ، وبعضها صُحف ( حيران) وأًخرى ( خاتفة لونين ) ، وغيرها ( بلا طعم ولا لون ) و بعضها يُمكن تصنيفها ( شراكة غبيّة )، ومع ذلك ، شملتها - كُلّها - الغضبة الأمنيّة ، وجاءت المُصادرة ( بالجُملة ) ، بعد أن كانت تتم طيلة الفترة الماضية ( بالقطّاعى) ، وعُموماً ، ليس فى الأمر عجب !. فللأمن فى قراراته ومُصادراته للصُحف شئوون ! ، وفى كُل هذا وذاك ، يبقى موقفنا المبدئى ، مع حرية الصحافة والتعبير ، وضد المُصادرة الأمنيّة للصحف ، ولن ( نشمت ) أو ( نُصهين ) فى أمر أىّ صحيفة ، تُصادر أمنيّاً ، مهما كانت الأسباب والمُبرّات !. وممّا يأسف المرء له ، أنّه ، ومع كُل حملة أمنيّة ( جديدة – قديمة ) ضد حرية الصحافة والتعبير، يضطّر مجلس الصحافة والمطبوعات، لإصدار بيان (إبراء ذمّة ) ينتقد فيه بصوتٍ خفيض ( الإجراء ) ، و يُجد له ( المُبرّرات ) ، ثُمّ ينصح الصحافة ، وهى (الضحيّة ) بعدم القيام بما يُغضب (الجلّاد ) ، ويُعيد تدوير ذات (الأُسطوانة)المشروخة ، عن " الصحافة المسئولة " ، ويُحاول أن يقف ( بين بين )، علّه يُغبّش الوعى والنظر فى الموقف من الجريمة الأمنيّة ، ولكن هيهات ، فقد إرتضي ، أن يصبح (عُمدة بلا أطيان) ، وأن يلعب - دوماً - دور( المُحلّل )، فى أمرً واجب فيه التحريم !..و يمضى إتحاد الصحفيين ، فى ذات الإتجاه ، فى طريق " الدغمسة " و " اللولوة " فى الموقف ، من المُصادرة الأمنية !. ولأن رُبّ ضارة نافعة ، فإنّ النفع والخيرالوحيد للحملة الأمنيّة الأخيرة ، إن كان فى الشرّ خير ، هو إتّفاق كُل المُجتمع الصحفى ، على إدانة المُصادرة الأمنية للصُحف ، والمطلوب رص الصفوف ، وتوحيد خُطى مُقاومة الصلف الأمنى ، وحتماً ، سينقشع الظلام ، وسيعم نور حرية التعبير والصحافة ، ولو بعد حين !. بقى أن نُضيف ، أنّ كُل هذه الإنتهاكات الفظّة ، تأتى - هذه المرّة - مُتزامنة مع صدور ( مُؤشّر ) حرية الصحافة ، الذى تعدّه – بمهنية عالية - منظمة ( مراسلون بلا حدود ) ، والذى بقى فيه السودان ، ضمن مجموعة ، أكثر الدول إنتهاكاً لحرية الصحافة والتعبير ، وفى ذيل القائمة ، إذ جاء ترتيب السودان ، الدولة رقم (174 ) من ( 180 ) بلد ، فيما أحرزت بعض دول الجُوار ، تقدّماً ملحوظاً - ولو بطيئاً - فى المؤشّر العالمى لحرية الصحافة والتعبير (( جمهورية جنوب السودان – نموذجاً " 125 " )) ، وهذا ، وغيره ، يجعل من مواصلة مُقاومة الصلف الأمنى ، وتطوير أساليب المُناصرة ، بكُل السُبل المُتاحة والممكنة ، مسألة تستحق الكثير ، من بذل الجهود الجماعية ، للوصول للغايات المرجُوّة ، وهو المطلوب ، اليوم ، و قيل الغد !.إنّها رحلة طويلة ، ولكن كُل من سار على الدرب ، وصل!. 18 فبراير 2015
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- إتحاد الكُتّاب السودانيين : أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض !. بقلم فيصل الباقر 12-02-15, 06:08 PM, فيصل الباقر
- خبر اليوم : عن منعم رحمة وقصر الصين العظيم بقلم فيصل الباقر 29-01-15, 04:18 PM, فيصل الباقر
- إمبراطوريّة الناشرين : الصحافة ملك المُجتمع ! بقلم فيصل الباقر 22-01-15, 02:23 PM, فيصل الباقر
- غزوة باريس : إنتصاراً للرسول أم إنتقاماً للزعيم ! بقلم فيصل الباقر 14-01-15, 07:53 PM, فيصل الباقر
- التعديلات الشِرّيرة !!. بقلم فيصل الباقر 07-01-15, 10:48 PM, فيصل الباقر
- نداء السودان .... قبل أن يصبح فسادستان ! بقلم فيصل الباقر 31-12-14, 06:13 PM, فيصل الباقر
- الحوار بمن فتر : لماذا الإصرار على تجريب المُجرّب ! بقلم فيصل الباقر 25-12-14, 02:17 PM, فيصل الباقر
- نساء تابت : الواجب المُقدّم حقوق الضحايا 12-11-14, 03:46 PM, فيصل الباقر
- الأخبار الصادمة والأخبار الصامدة ... رسالة إلى هؤلاء ! 06-11-14, 02:21 PM, فيصل الباقر
- فى طريق إنتزاع حريّة الصحافة والتعبير : التنظيم أرقى أشكال الوعى ! 30-10-14, 12:59 PM, فيصل الباقر
- جنوب السودان : الحكمة جنوبيّة - أروشا على الخط الساخن 23-10-14, 01:37 PM, فيصل الباقر
- الإسلام الإنقاذى :يخلق من الشبىه أربعين ! 15-10-14, 02:34 PM, فيصل الباقر
- يوم الزيارة ... يوم المهرجان ! بقلم فيصل الباقر 18-09-14, 03:19 PM, فيصل الباقر
- Re: في ذكرى شهداء سبتمبر: سيُسألون!....../بلّة البكري 23-09-14, 07:38 PM, فيصل الباقر
- مؤتمر إعدام الإعلام ! 25-06-14, 09:41 PM, فيصل الباقر
- قمّة لندن : ضرورة المرحلة ...حان الوقت للتحرُّك ! 16-06-14, 03:27 PM, فيصل الباقر
- العدالة الإنتقائيّة ..عايرة وأدُّوها سوط ! / 05-05-14, 01:55 PM, فيصل الباقر
- ود أُم بُعلُّو يُصادر الميدان ! 14-04-14, 03:02 PM, فيصل الباقر
- عبدالحميد موسى كاشا..السقوط إلى أسفل بقلم عبدالرحمن العاجب 23-09-13, 09:01 PM, فيصل الباقر
|
|
|
|
|
|