|
د الحاج سالم واصداء الحياة السودانية /طارق عثمان عباس
|
د الحاج سالم واصداء الحياة السودانية
لقد اطلعت بنهم على على مؤلف الدكتور الحاج سالم ، والذي تناول فيه اصواتا سودانية في الادب والتاريخ و الحياة العامة تركت صدى ما زال يتردد بين مقال و كتاب و قصيدة وفكروموقف سياسي او فكري .
جاء الكتاب سيرا وسرى في رحلة من الامتاع القرائي تنقلك من خشونة الحياة المتمثلة في مقاومة الاستعمار و الجهر بالفكر المعارض الى نعمومة الادب والغناء والموسيقى فهو بحق حياة سوادنية بكل تفاصيلها.
استطاع الكاتب ان ياتي بالمعلومة الموثقة في اختصار لا يخل و لغة جزلة ، فلا تجد ترجمة لعلم من الاعلام الذين تناولهم الكتاب تزيد عن الصفحتين ، الا ان ثراء المعلومة التي وردت عن كل اسم تصلح لان تكون موضوع كتاب قائم بذاته ، لذا كان المؤلف وسطا بين حدين فلا اطناب ممل و لا تقصير مقل .
تميز الكتاب كذلك بايراد بعض اثار ومؤلفات الشخصيات التي تناولها في شتى ضروب المعرفة الفكرية ولا اخالني قد جانبت الدقة ان قلت ان المؤلف يصلح لان يكون دليلا للكثير من الباحثين في المجالات المختلفة ، وهي خدمة اسداها المؤلف للقاريء اذ ان استخدام الكاتب لملكته في التوثيق قد كشف عن مضمون هذه الاثارالفكرية الامر الذي ييسر على الباحث عناء المتابعة والبحث عن العناوين المختلفة ، اخذين في الاعتبار ان المؤلف قد ولد ليتناول الشخصية اكثر من تناوله لا ثاراها او اصدائها .
لم يخل المؤلف بالرغم من انه سفر توثيقي من ايراد بعض المحفزات التي تثير شهية القاري في البحث والتقصي ، حيث ترك المؤلف فيها باب البحث مواربا كاشارته لما لا قاه البروفسر محمد احمد الحاج من مضايقات ومعاناة من رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم تلك المعاناة( التي حدت به للخروج الى نيجيريا والتي لم تكن معروفة كمهجر للعقول السودانية في تلك الفترة) وهي معاناة تقاسمها معه كل من البروفسر احسان عباس والاستاذ محمد المجذوب ( الكتاب ص 23-24 ) ، اذ اوردها الكاتب دون ان يبين نوع المضايقات ولا من هو رئيس قسم اللغة العربية- ( وان كان الامر لا يخفى على فطنة القاريء ) – و رغما عن ان هذا الامر ايا كان واسم رئيس قسم اللغة العربية ايضا هما ليس امران جوهريان في الكتاب الا ان ايرادهما لا بد وان يحرك ملكة البحث وغريزة حب المعرفة لدى بعض القراء .
ايضا اشارالكاتب عند تناوله لسيرة الشيخ محمد عبد الرحيم ان هنالك بعض المزاعم التي تقول ان مؤلف كتاب ( نفثات ا ليراع في الادب والتاريخ والاجتماع ) هو الشاعر التجاني يوسف بشير وليست الشيخ محمد عبد الرحيم ، بالرغم من ان المؤلف قد قدم من الاسانيد ما ينفي هذا الزعم ، و علاوة على ان مثل هذه الامور قد تحسب خللا في التوثيق بعدم ايراد من زعم والمصدر والذي ورد به هذا الزعم ، الا انني انظر اليها بمنظور اخر ، اذ انها تخرج بنا من عصر قرائي كان يتم فيه تقديم المعلومة مهضومة لا يجد فيها عقل القاريء اي محفز للعمل وهو الامر الذي ادى بكثير من الشباب الى القعود و انتظار المعرفة معلبة جاهزة مما ادى الى اغتيال ملكة البحث ، فمثل هذه الامور التي لا اشك في ان الكاتب قد قصد ابهامها هي جزء من متعةالاطلاع ودافع للمشاركة في التاليف من خلال النقد الذي يوجه لبعض الامور غير الموثقة توثيقا سليما سواء من جانب الكاتب نفسه او ممن نقل عنه الكاتب ، ويمكن للقاريء تحري هذا لامر في المداخلات التي اوردها بعض القراء على المقالات والتي نشرها الكاتب بامانة علمية و توثيق شيق جاد.
ما يمكن ان اخذه على المؤلف ايضا انه كان يمكن للكاتب ان يتوسع فيه بذكر اعلام اخرين اكثر ممن تناولهم في مقالاته في جريدة الخرطوم و لا اخالني مخطئا ان ظننت ان الطبعة الثانية للكتاب ربما تضم ايقاع اصوات اخرى و ترديد اصداء اقوى من هذه فهلا سيتجيب دكتور الحاج .
طارق عثمان عباس [email protected]
|
|
|
|
|
|