|
دي هديتكم لرئيس الجمهورية!! بقلم كمال الهِدي
|
تأمُلات
mailto:[email protected]@hotmail.com
· لم يرض الكثير من الأهلة عن أداء فريقهم خلال لقائه بغريمه المريخ أمس الأول. · بدا الهلال فاقداً للروح في شوط اللعب الأول على وجه الخصوص. · ويبدو أن طريقة اللعب وإفراغ الوسط من لاعبين قد أثرت على الشكل العام للفريق. · وفي المقابل قدم المريخ خلال هذا الشوط مباراة جيدة وتحرك لاعبوه بنشاط وأبدع علاء الدين واستفاد هو وبقية زملائه من الفراغ الذي شاهدناه في وسط الهلال. · لم يكن الهلال مطمئناً كما قال العديد من أصدقائي الأهلة. · لكن ما يزال الوقت مبكراً لإطلاق الأحكام النهائية. · ورغماً عن ذلك لابد من تسليط الضوء على بعض نقاط الضعف في الفريق والتعبير عن ملاحظاتنا حول أداء بعض لاعبيه، خاصة الأخطاء التي شاهدناها من قبل خلال مباراة الوصل الإماراتي. · فقد وقفت خلال تلك المباراة الإعدادية على عدد من الملاحظات لم أتمكن من الكتابة حولها وقتها بسبب ظروف السفر. · وما يدفعني للعودة إلى ملاحظاتي حول تلك المباراة هو أن معظمها تكرر في لقاء المريخ. · أولى تلك الملاحظات هو عدم ثبات حارس الهلال الجديد مكسيم واستلامه لأكثر من كرة على دفعتين دون مبرر واضح خلال لقاء الوصل الإماراتي. · وقد شاهدنا كيف تسبب مكسيم في هدف علاء الدين خلال لقاء القمة. · لم يعجبني رأي المحلل خالد أحمد المصطفى حين سأله الرشيد بدوي عبيد عن رأيه في الحارسين. · فقد ذكر خالد أن الحارسين غير مسئولين عن الهدفين بتاتاً. · بينما أرى أن حارس الهلال مسئول بدرجة أكبر من زملائه المدافعين عن هدف علاء الدين. · فالتصويبة رغم قوتها وجمالها ما كان لها أن تلج الشباك لولا خروج مكسيم من مرماه لحظتها. · لم أقتنع بفكرة خالد أيضاً القائلة بأن مكسيم لم يتوقع قيام علاء الدين بالتسديد. · فالكرة عندما أُعيدت للوراء تم تمريرها ( دردقتها) لعلاء الدين على طريقة ( يلا شوت)، وإذا لم يتوقع مكسيم وقتها التصويب فعليه بمراجعة حساباته كحارس مرمى. · لو وقف الحارس مكسيم بين الخشبات الثلاث وقت التسديد لربما تمكن من صد الكرة أو التعامل معها بشكل يمنع ولوج الهدف. · المهم في الأمر أن هذه أولى الملاحظات التي أتمنى أن يقف عليها الجهاز الفني في الهلال ويراجع فيها حارسه حتى نتأكد مما إذا كانت عيباً ملازماً له أم أنها مجرد حالة عابرة. · الظهير الأيسر الأثيوبي قلت بعد مباراة منتخبه والجزائر أنني أتخوف من عدم نجاحه مع الهلال. · فقد كان يومها في حالة توهان تام. · وقد تكرر ذات الشيء في مباراة الوصل. · ورأيناه أمام المريخ لا يؤدي أي دور دفاعي. · بالنسبة للشق الهجومي لن نلومه باعتبار أن معظم حركة لاعبي الهلال كانت في الجانب الأيمن. · لكنه لم يؤد دوره الدفاعي كما يجب. · ولقطة الهدف نفسها كانت الكرة قد مرت من مركزه مرور الكرام دون أن يفعل تجاهها أي شيء. · يعكس هذا اللاعب الركنيات بشكل جيد وينفذ بعض المخالفات بذات الطريقة، لكن لابد من مراجعة أدواره الدفاعية جيداً. · ما أثر على شكل الهلال في مباراة القمة أيضاً عدم تقديم الظهيرين لأي مساندة في الهجمات وصناعة اللعب. · وكلنا نعلم أن للظهيرين دور بالغ الأهمية في هذا الجانب في المباريات الأفريقية. · وهو أمر يحتاج من الجهاز الفني لعمل جاد قبل أن يبدأ التنافس القاري. · المهاجم كيبيه لاحظت أنه أضاع أكثر من فرصة خلال لقاء الوصل لأنه أصر على التهديف بقوة في أوقات كان من الممكن أن يضع فيها الكرات بكل هدوء في الزاوية البعيدة عن الحارس، وهو أمر يفترض أن يفطن له الجهاز الفني أيضاً. · عاد كيبيه في لقاء المريخ وسجل هدفاً رائعاً جداً. · لكنه باستثناء ذلك الهدف لم يقدم مردوداً إيجابياً حتى لحظة خروجه. · اللاعب اليافع وليد علاء الدين سبق أن رجوت الزملاء بتركه يصقل موهبته بهدوء فهو لا يزال في بداية الطريق ولم يصبح نجماً كبيراً. · وملاحظاتي حوله منذ لقاء الوصل هو أنه يحسن السيطرة على الكرة ويتحرك بثقة ويناور جيداً لكن تمريراته ليست دقيقة. · فإن مرر وليد علاء الدين ست كرات في زمن محدد من المباراة، نلاحظ أن نصفها يذهب للاعبي الفريق المنافس أو تضل طريقها للزميل. · وكل العشم ألا يفوت هذا الأمر على مدربيه. · وإن تدرب وليد جيداً واجتهد بشكل فردي وسعى لتحسين دقة تمريراته سيكون له شأن كبير. · أما إن صدق ما يكتب في صحفنا وطرب للألقاب التي يطلقونها عليه فسوف تضيع موهبته وسط الزخم والضجيج مثلما ضاعت مواهب أخرى عديدة. · وهنا لا نوجه الكلام للاعب وحده، فهو ما زال صغيراً. · لكننا نناشد الجهاز الفني ورئيس القطاع الرياضي الرجل الخبير العارف بظروف الكرة أمين زكي بأن يكونوا عوناً لهذه الموهبة ويلتفتوا لتحصين لاعبي فريقهم خاصة الصغار، ضد الإطراء الزائد. · ولا شك أن المربي والكابتن الكبير أمين زكي يعلم أكثر منا أن الغرور مقبرة حقيقية للاعبين، لذلك لا تضيعوا الوقت يا كوتش وانتبهوا سريعاً لهذا الجانب. · ولهذا السبب ظللنا نردد دائماً طلبنا لمختلف مجالس الهلال بتعيين معالج نفسي يعين اللاعبين في هذه الجوانب. · وظني أن غياب هذا المعالج النفسي كان أحد أسباب الأداء غير المقنع أمام المريخ. · فقد علمت أن بعض أعضاء مجلس الهلال صرحوا قبل المباراة بما يؤكد فوز فريقهم على المريخ. · وفي ذلك قصور إداري كبير. · إذ كيف لإداري مسئول أن يملأ لاعبيه زهواً قبل مباراة كبيرة مؤكداً أن نقاطها ستكون من نصيبهم! · لو كان بالهلال معالج نفسي لعرف كيف يعالج الأمور قبل بدء المباراة. · فمن الواضح أن اللاعبين صدقوا ما صرح به ذلك الإداري وما كتبه البعض حول هلال 2015، لذلك نزلوا إلى أرض الملعب وفي أذهانهم أنهم أكبر من غريمهم في كل شيء. · بعض جماهير الهلال ساهمت أيضاً في غياب الروح لدى لاعبي الهلال. · فقد رأينا تلك اللافتة الكبيرة التي كتبوا فيها " نهدي الكأس لرئيس الجمهورية". · أيعقل يا جماعة الخير أن تهدي بعض الجماهير درع مباراة لأي كائن قبل أن تبدأ ؟! · ثم أن هذا النفاق هو ما أضر بكل نشاط في البلد. · فماذا أهداكم رئيس البلاد يا جماهير الهلال، حتى تهدونه الكأس؟! · بعض المتكسبين وأصحاب المصالح يفسدون علينا الرياضة بتملقهم للسلطة والمسئولين. · كرة القدم يفترض أن تكون نشاطاً أهلياً بعيداً عن ( بلاوي) السياسة، فالناس يلجأون لها للتخفيف مع وطأة ما يعانونه هناك. · وعندما يتم تسييسها أيضاً تفقد طعمها. · أضحكني معلق المباراة حين ردد أن بكري المدينة مهاجم يعرف طريق الشباك جيداً في تلك اللحظة التي مرر له أحد لاعبي الوسط في الهلال كرة محسنة أقترب بها من الانفراد بالمرمى لو لا ظهور سيف مساوي. · فما قاله المعلق هو العكس تماماً. · ولو كان بكري يعرف طريق المرمى جيداً لما أضاع على فريقه تلك الفرصة. · كان من المفترض أن يسدد الكرة قبل أن يلحق به مساوي، فلم يفعل. · وبعد أن سقطا هو ومساوي أرضاً ونهض هو أسرع أضاع الفرصة مرة ثانية باصراره على التوجه يميناً بغرض أفساح المجال لنفسه للتسديد، في حين أن الطريقة المثلى وقتها كانت تتمثل في التمرير لمزميله عنكبة. · لكنه بكري ولا عجب ! · وهذا هو رأينا فيه منذ كان لاعباً بالهلال وقبل تقييمه الذي قلنا وقتها أنه لا يجب أن يتعدى 200 ألف جنيه على الأكثر. · لكن ماذا نقول في بعض الصحف التي تتكسب من بيع الوهم. · كلما أسمع معلقاً سودانياً يصف حالة داخل الملعب أقول لنفسي " كيف تتطور الكرة في وجود هؤلاء". · إجمالاً جاءت المباراة جيدة، خاصة من جانب المريخ. · وقد خلت من العك والمشاحنات، باستثناء حالات قليلة منها سوء سلوك قائد المريخ بلة جابر وزميله علي جعفر. · وهذا الآخر تكررت منه حالات سوء السلوك في أكثر من مباراة. · الشغيل أيضاً عاد في هذه المباراة لارتكاب المخالفات بدلاً من التركيز على لعب الكرة، بعد أن تخلى عن ذلك لفترة طويلة. · وقد كنت سبباً يا الشغيل في هدف المريخ الوحيد باعادتك للكرة برأسك لوسط الملعب بتلك الطريقة. · كان بإمكان الشغيل أن يريح الكرة بصدره ويتصرف كيفماء يشاء بعد ذلك، وإن كانت هناك ضرورة للتشتيت فليكن على الأطراف وليس لوسط الملعب دون تحديد زميل معين. · حتى كاريكا لم يعجبني يومها وقد ارتكب أكثر من مخالفة غير مبررة على غير عادته. · أعجبتني الروح الطيبة التي أبداها معظم اللاعبين، كما سعدت بمصافحة غارزيتو لعدد من لاعبي الهلال بذلك الدفء الواضح. · ليتهم يفعلون ذلك في كل لقاء قمة. · فالتنافس يكون في الملعب فقط. · وهذا التنافس يخلو من التشنج والانفعال عندما يدخل لاعبو الفريقين إلى أرض الملاعب بعد عناق ومصافحة. · ولو تكررت مثل هذه المشاهد سيختفي من ملاعبنا التعصب الأعمى وسوف تبور تجارة المغالين تماماً. تأمُلات مكتبة بقلم كمال الهدي
|
|
|
|
|
|