|
ديل أهلي (2) بقلم الطيب مصطفى
|
02:25 PM Sep, 29 2015 سودانيز اون لاين الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
إذا كنت قد ختمت مقالي بالأمس بربط صنيع السودانيين التلقائي، وهم يخلون خيامهم ويحيلون مخيمهم إلى مستشفى ميداني لإيواء وعلاج المصابين في حادث رمي الجمرات في منى بظاهرة عوج الدرب المركوزة في الشخصية السودانية والتي نجد مثالاً حياً لها حتى الآن في قطع الطرق العابرة بين الولايات خلال شهر رمضان، مما وثقته قناة الجزيرة الفضائية باعتباره أمراً غريباً يستحق أن يوثق ليُحكى لشعوب العالم التي ستجد في المادة المعروضة ما يدعوها إلى أن تفغر أفواهها في اندهاش فإنني سأواصل في هذا المقال سابراً أغوار ذلك السلوك السوداني الفريد، وإثبات أن تلك خصائص يتميز بها الشعب السوداني دون شعوب العالم ولأصل إلى الخلاصات والعبر . أذكر أن بصاً أقلنا في صباح جمعة من قرية (حجر الطير) بريفي المتمة التي ذهبت إليها للعزاء في وفاة خالتي في العام 1991 وعندما وصلنا بالقرب من قرية تسمى (البير) غرب أم درمان، ونحن في طريقنا إلى الخرطوم انكسر عمود النص وتعطل البص فما كان من أهل القرية إلا أن جاءوا إلينا وبالحرامات والطلاقات المغلظة، ادخلوا كل ركاب البص الممتلئ داخله وأعلاه بالنساء والرجال والأطفال إلى القرية، حيث أفطر الجميع بمشاركة كل بيوت القرية والأعجب أن أحدهم فك عمود النص من اللوري المملوك له لكي يركب في البص وغادرنا القرية بعد أن أكرمنا بما لا يمكن ان يحدث في أي مكان في العالم، وحفرت تلك الواقعة في نفسي كمثال ناصع على سلوك لا يحدث إلا في السودان، سيما وقد عدت وقتها للتو من اغتراب طويل خارج السودان ودهشت للمفارقة بين سلوك أهل السودان ممثلاً في أبناء تلك القرية الفقيرة وبين ما كنت أشاهده وأعايشه في سني اغترابي بين ظهراني شعوب أخرى رغم ثرائها الواسع لا تشبه شعب السودان. هذه النماذج الجماعية التي أشرت إليها بما في ذلك حادث المشاعر المقدسة الذي بدأت به هذا المقال، تؤكد على قيم جماعية تنبعث من قناعات وقيم مركوزة في جبلة الإنسان السوداني ولا يختلف اثنان أو ينتطح عنزان في الاتفاق على توصيفها بالكرم غير العادي والشهامة والنخوة والإيثار، وهي قيم طمرت أو كادت في كل المجتمعات الإنسانية تقريباً بما يجعلها غريبة وعجيبة. إذا كنت قد ضربت أمثلة حية على تميز إنسان السودان دون غيره ببعض القيم المغروسة فيه، فإن ذلك التميز معلوم لدى كثير من الشعوب التي ظلت تجهر بالقول، وأحياناً تكتبه وأخرى تجسده في التعامل مع السودانيين واختيارهم وتعيينهم دون شعوب الأرض في بعض المهن التي لا يؤتمن عليها غيرهم.. رغم ذلك فإنه منذ أن وثق بعضُ الشباب السعودي قصة راعي الضان السوداني الطيب يوسف الزين الذي أدهشهم بسلوكه حين رفض بيعهم شاةً أؤتمن عليها من كفيله مهما غالوا في الثمن، تواترت قصص تميز الشخصية السودانية وبرز ذلك في أشعار ومقالات كان آخرها تلك القصيدة التي نظمها شاعر سعودي عن ذلك الشاب السوداني الذي رد في أدب عطية العاهل السعودي الملك سلمان بعد حادث الرافعة التي قتلت وأصابت عدداً كبيراً من الحجيج، ولكن هل حقاً كان الناس يجهلون ما يتفرد به السوداني من صفات لا يماثله فيها الآخرون؟. أقول لا، فقد كنا نحن المغتربين في دول الخليج نعلم المكانة التي نحتلها في نفوس مواطني تلك الدول التي تعرضت لهجرات كثيفة خلال فترة الطفرة البترولية التي أعقبت حرب أكتوبر 1973، والتي ارتفعت فيها أسعار البترول بشكل كبير زاد من ثرائها ووتيرة التنمية فيها، مما اضطرها إلى استجلاب أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية وجعل مسؤولي ومواطني تلك الدول يعقدون المقارنة بين المهاجرين إليهم من كل الجنسيات. كان السودانيون في دولة الإمارات العربية المتحدة مثلاً يحتلون أرفع المناصب، فقد كان مديرو البلديات في الأمارات الثلاث الكبرى أبوظبي ودبي والشارقة سودانيين. ففي دبي احتل الإداري المتميز كمال حمزة الحسن إدارة إمارة دبي بينما تولى أحمد عوض الكريم إدارة بلدية إمارة أبوظبي، وكانت البلدية هي الحكومة وفضلاً عن ذلك احتل السودانيون المناصب العليا وأنشأوا الخدمة المدنية والدولة تقريباً.. القضاء (صالح فرح عبد الرحمن).. الإدارة والتنظيم (إبراهيم عبد الله).. القوات المسلحة (العميد حسن عثمان).. الإعلام (بروف علي شمو).. الطب والتعليم الترجمة والصحافة الخ الخ. ورغم حساسية المجتمع السعودي المحافظ تجاه التعامل مع المرأة، ائتمن البلاط السعودي السودانيين وأدخلهم قصوره في مهن حساسة مثل طباخي العائلات المالكة ثقة في السوداني الذي ترسخ لديهم أنه لا يغدر ولا يخون ويحافظ على الأسرار ويتمتع بقيمة الوفاء لمخدمه، وكان السوداني يمنح الأولوية إذا تساوى في الكفاءة مع الجنسيات الأخرى، نظراً لما يتمتع به من كريم الخصال.. وما حدث في الإمارات تكرر في بعض دول الخليج الأخرى بدرجات متفاوتة. assayha.net/play.php؟catsmktba=7236
أحدث المقالات
- مشكلة الحج !! بقلم د. عمر القراي 09-29-15, 05:30 AM, عمر القراي
- بقرار تاريخي : المحكمة حسمت وزارة الاوقاف!!(1/3) بقلم حيدر احمد خيرالله 09-29-15, 05:27 AM, حيدر احمد خيرالله
- الصادق المهدي يسلط الضوء علي كواليس اعدام ضباط حركة رمضان بقلم محمد فضل علي..كندا 09-29-15, 05:26 AM, محمد فضل علي
- الطريق للسلام والديمقراطية والعدالة والتنمية بقلم نورالدين مدني 09-29-15, 05:22 AM, نور الدين مدني
زعماء العالم.. الحصة أكل من المخلفات! بقلم هاشم كرار 09-28-15, 06:33 PM, هاشم كرارموضة الخرفان الجلكسي و النوكيا بقلم عمر عثمان-Omer Gibreal 09-28-15, 05:18 PM, عمر عثمان-Omer Gibrealرساله عاجله لسلمان الحزم بقلم د/ عبد الحكيم المغربي 09-28-15, 05:16 PM, عبد الحكيم المغربيكل عام وأنتم بخير بقلم عمر الشريف 09-28-15, 02:59 PM, عمر الشريفالرجل السوداني جاف والمرأة السودانية باردة! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-28-15, 02:56 PM, فيصل الدابي المحاميلكي لا تكون مأساة الحج سياسة بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 09-28-15, 02:55 PM, مصطفى يوسف اللداويالتنسيق الامني وقنبلة الرئيس واحلام بسبوس...!!! بقلم سميح خلف 09-28-15, 02:54 PM, سميح خلفهل كانت القدس يهودية زمن الانتداب؟ بقلم د. فايز أبو شمالة 09-28-15, 02:53 PM, فايز أبو شمالةنَانْ "عَلِي" وِينُو يا شِيخْنَا؟؟؟ بقلم جمال أحمد الحسن 09-28-15, 01:58 PM, جمال أحمد الحسنعلى هامش كده كده يا التريلا بقلم مصعب المشرّف 09-28-15, 01:54 PM, مصعب المشـرّفهالو جنيف : أنقذوا الصحفى السودانى المرموق وليد الحسين ! بقلم د. على حمد ابراهيم 09-28-15, 01:50 PM, على حمد إبراهيمفيلم سوداني يفوز بعدة جوائز عالمية!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 09-28-15, 01:47 PM, فيصل الدابي المحاميفي انتظار الامتحان..!! بقلم عبد الباقى الظافر 09-28-15, 01:45 PM, عبدالباقي الظافركل عام وانتم بخير !! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-28-15, 05:41 AM, حيدر احمد خيرالله 20 إعلامي سوداني حجوا على نفقة إدارة الحج هذا العام .. بقلم أسامة عوض الله 09-28-15, 05:38 AM, أسامة عوض اللهيا علي السيد الختم بِنشِبَك وتحصل ندامة عقبين بقلم عبد الله علي إبراهيم 09-28-15, 05:20 AM, عبدالله علي إبراهيمرسالة الي الدكتور عشاري ومن يهمه الامر بقلم شوقي بدرى 09-28-15, 05:13 AM, شوقي بدرىالأغلبية الصامتة : الخطاب السياسى وآليات الإستقطاب بقلم عادل شالوكا 09-28-15, 05:11 AM, عادل شالوكافي انتظار المعجزة بقلم كمال الهِدي 09-28-15, 05:09 AM, كمال الهديإنتفاضة ضد الفقر و الجوع بقلم حسيب الصالحي 09-28-15, 05:07 AM, مقالات سودانيزاونلاين سودانيات يشاركن فى مهرجان الموسيقى السودانى الذى اقيم بشيكاغو 09-28-15, 09:06 PM, صور سودانيزاونلاينسودانيات يشاركن فى مهرجان الموسيقى السودانى الذى اقيم بشيكاغو 09-28-15, 07:38 PM, صور سودانيزاونلاين Omar Bannaga in the Sudanese Music Festival in Chicago 09-28-15, 07:25 PM, SudaneseOnline Imagesصورة لفرقة البلابل فى مهرجان الموسيقى السودانى فى شيكاغو 09-28-15, 07:18 PM, صور سودانيزاونلاينعلى السقيد ,عمر احساس,يوسف الموصلى و محمد ادروب فى مهرجان الموسيقى بشيكاغو 09-28-15, 07:12 PM, SudaneseOnline Imagesصورة للفنان يوسف الموصلى مع دكتور متوكل محمود فى مهرجان الموسيقى السودانى الذى اقيم بشيكاغو 09-28-15, 07:04 PM, صور سودانيزاونلاينيوسف كوة مكيYousif Kuwa Mekki -Sudanese revolutionary 09-28-15, 03:33 PM, صور سودانيزاونلاينصورة فى القاهرة تجمع حيدر ابراهيم على و جون قرنق و فاروق احمد ابراهيم 09-28-15, 03:29 PM, SudaneseOnline Imagesوزير الخارجية السودانى ابراهيم غندور يبكى 09-28-15, 03:26 PM, صور سودانيزاونلاينصورة تجمع بين الفنانة المصرية ام كلثوم و الفنان محمد وردى 09-28-15, 03:22 PM, SudaneseOnline ImagesComics by Sudanese artist Omar Dafalla about the martyrs of the uprising in September 2013 09-28-15, 03:17 PM, صور سودانيزاونلاين
|
|
|
|
|
|