|
دارفور كيف كانت 00 وماهى عليه الآن 00 ولماذا ؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم
تضم دارفور الكثير من القبائل التي يتمثل نشاطها في الزراعة والرعي ورغم التناقض البين بين هاتين الحرفتين إلا أن الناتج وفير والعطاء كبير ومتى ما ذكرت نسبة الثروة الحيوانية في الســــــــــــودان فإن الجزء الأكبر تتفرد به هذه المنطقة المنتجة وأيضا متى ما ذكرت الصادرات السودانية نجد أن النسبة الكبرى يوفرها هذا الجزء من الســودان الكبير صمغا عربيا أو فولا سودانيا أو كركدى فضلا عن الخيرات الأخرى. وإذا ما أوردناه حقيقة. فانه يجب المحافظة على هذا النشاط المثمر والعطاء الثر سواء كان ذلك على نطاق الدولة الأم أو على نطاق أصحاب الشأن واقصد بأصحاب الشأن أبناء المنطقة الكادحين الذين يجعلون من هذا العطاء واقعا ملموسا سواء كان ذلك زرعا أم ضرعا. ولكي ننغمس في خضم هذا الموضوع الشائك لابد وان نتطرق لأبناء المنطقة الذين يمثلون معول الأحداث لينداح ذلك العطاء وينساب تباعا خيرا عليهم وعلى غيرهم. إذا لابد من إجابة السؤال أعلاه وأتمنى إن تكون اجابتى المتواضعة لهذا السؤال الكبير ان تجد من هو اكثر دراية منى ليصححنى إذا أخطأت ويشاركني الهم محاولة منا لمعالجة هذا الأمر الكبير المثير الخطير. معلوم ان دارفور تضم الكثير من القبائل. تتفاوت هذه القبائل في الحجم والموقع بمعنى ان هنالك قبائل كبيرة ومؤسسة وقبائل صغيرة ووليدة تشكل نسيج دارفور الاجتماعي. يمكن ان نلخص القبائل الكبيرة والمؤســـــــــــــــــــسة في القبائل التي لها حواكير تســـمى باسمها مثل ( الفور- البني هلبة – الرزيقات – المساليت – التعايشه - الزغاوة– الهبانية - البرقد- البرتى- المعالية – القمر- الداجو - الزيادية – الفلاته. ) والغرض من ذلك التقسيم نسبة لكبر حجم دارفور وكيفية الإدارة وسير الحكم سواء كان ذلك من قبل سلطنة الفور في الماضي أو الحواكير التي حددها الإنجليز على ذات النسق لتسهيل مهامهم الإدارية وقتئذ هذا بوجود قبائل لها كم معتبر تعيش وسط هذه القبائل الكبيرة والمؤسسة. ورغم ان الغرض من ذلك التقسيم بتلك الكيفية لتسهيل سير الحكم إلا أننا نجد ان هذه القبائل كانت تعيش في محبة وسلام دائمين ويعزى ذلك للقيادات الرشيدة الحكيمة التي كانت على قمة الهرم القيادي لهذه القبائل لفهمها المتكامل لمعنى الأمن والتعايش السلمي فكانت المصاهرة وقام ما يعرف بالراكوبة والأحلاف ( عهود ومواثيق ) يلتزم بها الجميع لاستمرارية الحياة السلمية وسبل كسب العيش ونذكر من هؤلاء ( الناظر إبراهيم مادبو _ الناظر عيسى دبكة –السلطان بحر الدين – السلطان دوسة –الناظر احمد حسن الباشا- الناظر السنوسى – الناظر على الغالى – والناظر السمانى 000الخ ) وخير مثال لذلك التعايش السلمي الفور وبنى هلبة قبيلتان جارتان كل منهما على حرفته ، فالبنو هلبة يربون الماشية والفور زراع وهنالك بينهم أمور متشابهة رعى وزراعة ورغم الفوارق المهنية كانت بينهم مودة وعلاقة تعايش سلمى تحكمها عهود ومواثيق وراكوبة فمثلا إذا قتل فوراوى هلباوى تكون الدية فقط ثلاثة بقرات وكذلك العكس ومن شدة التمازج والانصهار الذي بينهم هنالك عبارة تردد في المديات تنم على المحبة والإخاء ( ألن كوى 000 اجلا كوى ) وفوق كل هذا وذاك لا تستطيع ان تحصى من هو أمه فوراوية وأبوه هلباوى وكذلك العكس وماذا بعد؟ فقد انفرط العقد وأضحى التحرش بديلا عن المودة والوئام فمات رجال وزهقت أرواح وحرقت قرى وصار مر الألم من نصيب هؤلاء الذين اصبحوا ضحية للمصاهرة بين القبيلتين لماذا ؟ أين الحكمة وأين الهداية ؟ هل افتقدنا القيادة الواعية ؟ تقودنا هذه الأسئلة الحائرة إلى مثقفي أبناء دارفور السياسيين ماذا قدموا لدارفور ؟ لا نكاد نذكر لهم شيئا لان ليس لهم دورا أصلا بقدر ما هدموا قواعد ذلك النسيج المتفرد باثنياته المختلفة بدلا عن التنمية والنهوض بالمنطقة لمواكبة العصر أو على الأقل إبقاء ذلك النسيج على ما هو عليه. بل ادخلوا دارفور في نفق مظلم يقف الكثيرون أمامه حيارى للخروج منه بأخف الأضرار. وإذا كان هنالك قليل يذكر هو ما قدمه عمر محمد احمد ( إحساس ) فنان دارفور الأول الذي نقل المنطقة ثقافيا من المحلية إلى الإقليمية ثم العالمية ليعود للوطن الكبير بجائزة تشرفنا بها كثيرا. ومن هؤلاء أولا الأستاذ احمــــد إبراهيم دريج ان شعار ( مليون شهيد فدى التوحيد ) الذي ردده الإسلاميون مؤخرا هواصلا شعار لابناء دارفور ابان حكم جعفر نميرى عندما طالبو بأن يكون حاكم دارفور من أبناء المنطقة نسبة للفساد الادارى وعدم التنمية آنذاك ودخلوا مع نــــــميرى في مشــــــادة عندمــــا أراد الأخير إعادة تعيين ( السيد الطيب المرضى ) الذي عين حاكما في ذاك الوقت فكان شعار أبناء دارفور في ذلك الوقت ( مليون شهيد ولا الطيب المرضى يعيد ) فكان الشعار قويا وأهله أقوى فتراجع نميرى واتى بالسيد احمد إبراهيم دريج ابن المنطقة وزعيم المعارضة السابق. والسودان عبر تاريخه الطويل مر به زعيما معارضة استطاع أحدهما ان يحقق لأهله سؤدد وسداد فتسمع صوت الطنبور عاليا والأخر ادخل أهله في فرقة وشتات وولى هاربا فبدلا من ان يحقق لابناء دارفور الذين قابلوه في المطار مقابلة الأبطال بمختلف مشاربهم ما ينشدونه من تنمية ونماء لمسايرة الحياة زرع الفرقة والشتات فيما عرف ( بعرب وفور )فقامت المليشيات تتحرش بالآخرين لاستعادة مجد الفور حسب ماز عموا فساقت الآخرين إلى ما ذهبوا إليه. وهنا وقفة لكل عاقل ( إذا اجتمع الفور ومن وافقهم لإخراج العرب من دارفور لا يستطيعون وأيضا إذا اجتمع العرب ومن معهم لإخراج الفور من دارفور لا يستطيعون ) وكل من يظن خلاف ذلك يكون واهما ونســـــتدل في هـــذا ( مانديلا حبس 27 عاما محاربا للعنصرية وعندما تم له ما أراد وصار رئيسا لم يقل للخواجات اذهبوا حيث أتيتم وإنما قال الوطن للجميع 000 هنا تجلت حكمة مانديلا في الاعتراف بالآخر.. ) هذا مثال لأحد مثقفي دارفور السياسيين صاحب تجربة وخبرة لاسيما وانه عاش في دولة نحسب إنها من أرقى الدول الأوربية. المثال الثاني طبيب اسلامى وصف بالذكاء والحنكة فما نالت دارفور من ذكائه وحنكته إلا مر الشكية. كان الدكتور على الحاج في حكم الإنقاذ يتمتع بمكانة كبيرة مؤثر وفاعل ليس لنهضة دارفور وتنميتها بل لإسلامه الاغبـــــــش الذي أنبنى على ( فقه الضرورة ) ليبيح له المحظور فتضيع المليارات التي جمعت من السكر الذي ساهم به أهل الغرب قاطبة لتشييد طريق الإنقاذ الغربي الذي لم يتم بعد ولا نعلم أين ذهبت ؟ ولا سيما ان دكتور على الحاج رئيسا للجنة تشييد ذلك الطريق علاوة على تقسيمه الادارى لدارفور بالكيفية التي هي عليها الآن لإذكاء نار الفتنة وبذر ثمرة الاحتراب قال تعالى ( و من اظلم ممن افترى على الله الكذب و هو يدعى إلى الإسلام و الله لا يهدى القوم الظالمين ). نحن في دارفور لنا مثل متواضع ( في لقمة هنية إذا قرضت أسنانك لسانك فلا تستطيع ان تقطع لسانك ولا تكسر أسنانك لكن تصبر ليطيب لسانك ) فسماحة الخلق هي ديدننا. والسؤال الذي يتبادر للذهن هل يموت الضمير أحيانا ؟ وهل يمكن لشخص زرع الفتنة وهلك النسل والزرع والضرع يصلح ان يكون قياديا أو حاكما مستقبلا ولا سيما ان السودان مقبل على سلام نطمح ان يكون مستدام ؟ وإذا افترضنا جدلا ان هؤلاء من الجيل السابق لمثقفي دارفور السياسيين يجب على مثقفي دارفور السياسيين الحاليين ان لا يكونوا تبع بمعنى ان لا يبيعوا الغالى بالرخيص اى المصلحة الذاتية على المنفعة العامة وان لا يجعلوا من دارفور منطقة عمليات قال شاعر حكيم ( فتعرككم عرك الرحى بثفالها و تلقح كشافا ثم تحمل فتتئم فتنتج لكم غلمان اشأم كلهم كأحمر عاد فتلد فتفطم ) واحمر عاد هذا الذي عقر الناقة فكان العقاب الذي نتعظ به نحن الآن وأمم سبقت. تلك شواهد أتمنى ان يأخذهامثقالسياسيين الواعيين محمل الجد لتكون مثار بحث ودراسة لكيفية تحديد المسار الامثل بالمفاكرة والمشورة حتى لا ننزلق في ذلك فتضيع دارفور وندخل في أم المهالك. هذه مسئولية كل مثقفي دارفور السياسيين الواعيين الحاليين . فهل تصحوا الجميع دراسة هذا الموضوع بعقل وحكمة وتجرد فهذا جيل أخر ليس كسابق عهدة وليس كالذين لا نكاد نذكرهم لان ليس لهم دورا أصلا في التنمية بقدر ما ساهموا كثيرا في هدم ما بناه الأولون لمسيرة دارفور الخضراء وادخلوها في نفق مظلم وأوقدوا نار الفتنة وأغلقوا باب المشورة والرأي واصلوا العنصرية في بلد امن بمختلف قبائلة وأوصلوه إلى مفترق طرق لمصالحهم الذاتية التي لم تحقق أصلا وذلك هو الخسران المبين. فهل تصحوا الضمائر وتأتى البشائر ؟ لنجد بصيص من نور لإخراج دارفور من هذه الظلمة الحالكة الهالكة والهمجية التي ضربت اضنابها عليها فلا خير فينا ان لم نفعل.
آدم محمد إسماعيل الهلباوي أمين الإعلام والإتصال لرابطة أبناء جنوب دار فورالرياض14/10/1424
|
|
|
|
|
|