|
دارفور تقول "حزب الأمة أمل الأمة" يا للعجب ؟!!
|
دارفور تقول "حزب الأمة أمل الأمة" يا للعجب ؟!!
إذا نظرنا نظرة تاريخية للوضع الحزبي في دارفور منذ استقلال السودان إلي آخر انتخابات ديمقراطية أقيمت بها والذي أتت بحزب الأمة إلى مقاليد الحكم, نجد أن حزب الأمة نال نصيب الأسد منها بل كانت في مجملها لصالحه من مقاعد برلمانية أو تأييد وتعاطف من شعب دارفور إذعانا منها لحزب يحمل أطروحات دينية وامتدادا للمهدية التي ناصرها هذا الشعب بكل غالي ونفيس إلي أن بلغ ما بلغه وحرر السودان من دنس الاستعمار الخارجي وأصبحت الثورة المهدية رمزا وطنيا نفتخر بها جميعا كسودانيين. ولكن للأسف الشديد والمحزن المبكي أن مصائب دارفور وما يدور فيها قد نجد بشكل أو آخر أن حزب الأمة كان له اليد الطولى فيها، فاليوم نجد الجنجويد الذين يعيثون بأرض دارفور الطاهرة فسادا من قتل واغتصاب و سبى النساء قد تم تجيشهم وتنظيمهم وتسليحهم في عهد الصادق المهدي خلال عام 1986م لدحر الثورة في الجنوب وكانت الصورة مقلوبة وظلت إلي الآن مقلوبة فربما النخب الحاكمة في السودان لا ترى الصور إلا وهي مقلوبة وهذا في حد ذاته المصيبة العظمى. وقد كانت فترة حكم الصادق المهدي من أكثر الفترات ظلامة أسوة بفترة الإنقاذ من الناحية التنموية بدارفور بكل جوانبها من تدني في الخدمات التعليمية والصحية وإنشاء الطرق والمشاريع التنموية الأخرى, وليس مبررا أن تكون هذه الفترة قصيرة أو طويلة. وكان أولى بالمهدي الذي ملأ الدنيا ضجيجا خلال فترة حكمه بطلب التعويضات لأسرته عما حل بها في فترة مايو دون ذكر أي من هؤلاء المناضلين الذين عبروا الصحراء الكبرى إيمانا بمباديء الحزب وتم دفنهم بالحزام الأخضر ونعتهم بالمرتزقة، كان له أن يلتفت إلي ذلك الإقليم الذي جعله في هذا الموقع بشيء من رد الجميل والعرفان ولكن لا حياة لمن تنادي وانطبق عليه مع غيره من الحكام القول (( كلهم في الهوى سوا)). وظل حزب الأمة المتمثل في الصادق المهدي على هذا المنوال عقداً من الزمان حتى بعد أن حلت بدارفور اليوم الطامة الكبرى لدرجة وصفها الخبراء الدوليين أمثال كابيلا بأسوأ كارثة إبادة تمر بها الإنسانية بينما لم تحرك هذه الأزمة زعيمه ساكنا حيالها. ولم نستغرب ذلك لأننا وعينا الدرس جيدا ولكن لن تسمع مقولة "حزب الأمة أمل الأمة" مرة أخرى في تلك الديار الخالدة.
إلي شعبي بدارفور خاصة والسودان عامة نحن اليوم في نقطة تحول عظيمة (Turning Point ) ومعترك خطير ولابد أن توضع الأمور في نصابها و يأخذ كل ذو حق حقه بالطرق المشروعة.و إن كان القتال فرض علينا فنحن أهل له وإن جنحوا للسلم فسنجنح له ونتوكل على الله. والسودان يسع الجميع والتاريخ لا يرحم.
فيصل عبدا لله دوسةالإحساء السعودية
|
|
|
|
|
|