|
دارفور بين اليأس والرجاء | محمدين محمود دوسة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن لا نستطيع ان نعى تاريخنا الحديث أذا لم نرجع الى نقطة عدالأنطلاق فيه ولايسعنا تقيم التطورات السياسية المعاصرة فى بلادنا أذا لم نكن غيورين , وليس فى أمكاننا تنشئة الجيل الطالع على مثل الحرية والكرامة والتضحية أذا لم يؤمن هذا الجيل بأن فى ضمير تاريخه وتراث شعبه ذكريات تعبق بأعراف البطولة, وأمجاد تشرق بالعزة والكرامة وصفحات تحفل بمواقف العطاء والفداء يبدو ان السكون فى تلك الربوع قد أصابه بعض الشذرات والندى وأختلط الوان الطيف وبدأ الهمس يتحول الى ضجيج ليسمع وينغشع الضباب وكادت الرؤية أن تظل عيانا وبيانا لأعلان قوس الخطر, لعل السكينة قد تحولت الى بركان بعد ان أختفت مظاهر الألفة , وبقى البريق اللامع جوهرا ليجمع القوم الرأى على ان هذا الورم الخبيث لابد من أجتثاثه ويتصارع الأقلام فى تشخيصه ووصفه بشتى النعوت وحرق البخور للمظهر الأحتفائى ويتسأ ل البعض ما هو الباعث الخفىء المستتر وراء أحداث دارفور, وأن الشىء الهام هو أبراز الحقائق وأظهارها على الملأ لتبديد المخاوف التى تتزايد فى الظلام و أبعاد الشكوك التى يولدها التعصب والرد على الأكاذيب التى تبذرها الضغينة وتغذيها النعرات العشائرية التى تتسم بطابع الغلو, هذا السكون والهدؤ يتدثر بداخله هم من هموم أهله والتغيير لهذا الهم متاح بأسلوب ووسائل سلمية دون الخروج من المألوف , كل يتخيل ويظل التقيم أجتهادا شخصى يحسبه البعض أيجابا ويعتبره البعض الآخر سلبا, وهذا هو القاسم المشترك الأعظم , أن ناموس الحياة هو حجر الزاوية الذى يتكىء فيه العباد وعناصره لايخلو من أمرين , الأولى العدل والثانى ما دون ذلك , دارفور قلب ينبض ونحس بما يعانيه غيرنا من ضجر بين الفينة والآخرى, وأنه لمن المؤسف ان يتعمد المؤرخين لا الى أحياء ذلك الماضى المجيد , بل الى طمس أرثه العظيم وتشويه الصورة الجميلة وهنالك الرعارع والرجرجة ينادون بالجهوية دون أرث تاريخى , أطفالهم يموتون جوعا, كرامتهم تمتهن, قد أستطابوا الذل والهوان, وأستناموا للآستبداد والاستعباد , ولم تبقى فيهم روح تثور وضمير يحتج, وأرادة تدفع الى المقاومة , ولاريب فى أن هذه النظرة الخاطئة الظالمة هى وليدة النزعات الدخيلة التى ترمى الى بتر الجذور التاريخية , وتشويه كل خطوة أصيلة سابقة, لها لايهام المأخوذين بذلك الضلال الفكرى , ولكن عبثا تحاول السحب العابرة أن تطمس نورا يضىء ويطفىء كوكبا يتألق فالحق لايزيله أفتراء , وتضليل وسوف يشع النور من اجل الضعفاء جيل الفداء 0 هؤلاء بذلوا المهج والأرواح وأختلطت دماؤهم بكل حبة من تراب الوطن , وكانوا الجسر الذى يعبر به العملاقة الى القمم 0 عار أن تحيا على عاتق الآخرين , وعار واكثر شؤما أن ترضى بزوال مكانتها لترميم كيان غيرها 0 الحق كل الحق أن تدوم الموازنة بين الجماعات كلها ’ نأبى ان يكون الحظ تدبير الأنفس موكولا الى رأى غيرنا 0 لقد كان الخداع بجهل الأسلاف فى الماضى , فبئس الأسلاف الذين أنسوا تاريخنا 0 أن التعصب العرقى قد أعمى أؤلئك الأدعياء , تقبلى تحية من يعيشون بين ظل القدر وبين ضياء النفس وقوة الرجاء 0 تنازلى بقبول تضحية الذين بين ظلام الليل ودياجيره, وبين بيض النفس وخضرة الرجاء 0 أننا خلقنا قبل كل شىء لأنفسنا , ومادمنا بحاجة لأنفسنا فلايجب أن نضحيها الا لأنفسنا 0 يشرفنا وجود هيئة بشرية شريفه أكثر بصيرة واعترافا بحقوق الآخرين 0 علينا ان نضع نصب أعيننا دائما أن الهدف ليس مجرد التنمية الأقتصادية, بل لايقل عن ذلك أهمية زيادة العدالة الأجتماعية حتى نضمن مزايا التقدم للجماعات التى عانت طويلا من الفقر والجهل والمرض واليأس وهو اسواءها ولا انسى قول الشاعر هل يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبة الدم اهلنا يتحرقون شوقا الى العودة لديار الوطن ولكنهم يودون ان يعودو الى بلاد تنعم بالحرية والرفاهية والله من وراء القصد محمدين محمود دوسة
|
|
|
|
|
|