|
دارفور المغلوب على أمرها
|
دارفور المغلوب على أمرها
تعيش إقليم دارفور مرحلة عصيبة من مراحل عمر التاريخ فقد احتدمت الصراعات داخل الإقليم بفعل مؤثرات ونواتج خارجية استغلت الضعف الموجود لدى كادر هذا الإقليم وتأليبه ضد الاخر.
دار فور كانت تنعم بالاستقرار والهدوء منذ إنشاء كيانها منذ عهد سلاطينها وملوكها الذين حكموا هذا الإقليم برؤاهم وبعدهم وثقل إدراكهم للإدارة حكموها فعاشت أذهي أيامها بالرغم من فطريتهم وبساطتهم لم يتلقوا الدراسات المتخصصة في فنون الإدارة ولكن بوعيهم تمكنوا من توفير سبل الحياة الكريمة لمواطنيهم معتمدين اعتمادا ذاتيا على مواردهم الطبيعية،فمظاهر الحياة كانت تسير بصورة تلقائية والنزاهة تعتبر الصفة المميزة لهم فمجتمع دارفور بكثرة إثنياته وتباينها لم يعرفوا ما هي الجهوية أو الانكفاء نحو الذات بل كانوا كلهم مجتمع واحد ممتزج الكل يعضد من شأن الآخر وكانت مظاهر التبادل من السمة المميزة لهذا الإقليم فعاشوا في مجتمع وفاقي واحد، فخلقوا نموذجا لمجتمع يعيش تحت غطاء الاستقرار والانسجام فخلقوا نموذج لكيان بشري واحد هو إنسان دارفور لا تعرف في سريرته معنى الإنتماء الضيق ، فمجتمع دارفور إمتزج على بعضه بحكم توافر الأنشطة والموارد في بيئة جغرافية واحدة، وقد أصبح في موقع يحسد عليه من هذا الإتحاد التلقائي.
فأصبح بمثابة مصدر وهاجس للذين يأتون على سدة الحكم منذ نيل السودان استقلاله. فبدأت مع نيل إستقلال السودان تترى على مجتمع دارفور إعتراءات لكسر هذا النسيج الاجتماعي إذ بدأت الأنظمة بتأليب مجموعة ضد مجموعة أخرى من أجل توليد الأثنية وتغذية الصراع في إقليم دارفور والذي بدأت في شكل نهب وسلب وتطورات مع متطلبات الواقع فببساطة إنسان دارفور وتلقائيته أستدرج العنصر العربي وتأليبه ضد الإثنيات الأخرى التى تشاركها في المأكل والمشرب وذلك من أجل تحقيق أطماع وأغراض معينة فامتدت إلى حرق القرى والإبادة الجماعية لمجموعات أخرى وذلك من غير وعي وما سيئول إليه نواتج الأحداث أصبحت حرب معلنة من أجل إزالة الأخر على حساب الأخر ولأن المجموعة التي تحارب هي في الأصل لا تدرك نواصى الأمور فهم عبارة عن مجموعات تدار من المركز وفق الخطة الاستراتيجية وهم في الأصل من ضمن المجموعات الأكثر تهميشا وأغلبهم لم يتفتحوا على الحياة إطلاقا ولم يعرفوها تنتشر فيهم الأمية المزرية وهم أولى بأن ينادوا بمحو أثار التهميش المسلطة عليهم وذلك لافتقادهم لأبسط ميكانيزمات الحياة بدلا من أن يحاربوا أبناء عمو! متهم كان من الأحرى والأجدى بهم بأن يقفوا وقفة رجل واحد من أجل تنمية وبناء هذا الإقليم المتخلف دائما فأين هم الأن غير تسفيك دماء آبائهم وإخوتهم، حرى بى بأن أوجه رسالة خاصة ومناشدة لأهل البصيرة والدراية منهم بأن يعوا جيدا خطورة ما يقومون به، لأن إمتداد هذه المذابح بمثل هذه الصورة المفجعة قد تولد الكراهية والبغضاء ضد الآخرين ونسبة لسيطرة القيادة الكاريزمية في وسط هذه المجموعات يمكن معالجة الأمر وتداركها والإسراع لإلتئام الجرح النازف.
وأهلكم أهل سماحة وعفو بل هم أهل شدة عند البأس كما ترون، يمكنكم تدبير ذلك ولم الصف وإخراج الغشاوة حول العين لأن تلك ما هي إلا أضغاث أحلام.
إن الذين يحاربون العزل ويهجرونهم من قراهم ليس لهم ملجأ يأويهم أو أن يقبل بهم غير دارفور فهي أمهم الرؤوم التى أثلجت لهم صدرها وأكلوا من خيرها فالذين يدعونكم للقيام بهذه الأعمال القذرة يوما ما سوف يتنصلوا منكم ويتبرءوا منكم فعليكم بمراجعة الذات قبل فوات الاوان .
|
|
|
|
|
|