|
دارفور إلى أين
|
دارفور إلى أين
لا شك أن ما يحدث في اقليم دارفور تنبئ بكارثة إنسانية في حق إنسان دارفور حيث نجد أن الظلم قد إلتف حول هذا الإنسان البسيط من كافة نواحيه فأصبح لا يقوى على شيء ويعتبر ذلك محصلة من إعتلوا سدة النظام منذ إنضمامها إلى السودان الشمالي، ولا يخفى على أحد لمن يريد أن يتملك ناصية الحقيقة حيث نجد فراغ الإقليم من أبسط أنواع التنمية وقس على ذلك كافة جوانب الإنسان الحياتية اللازمة والضرورية للحياة بالرغم من الإستقرار والتعايش الاجتماعى والتبادل التجاري الذي كان سائدا في هذا الإقليم، فنجد أن النظام الإجتماعى مترابط ومتماسك ما بين الإثنيات التى تنتشر في هذه المساحة الجغرافية الواسعة في هذا الإقليم فامتدت إلى التمازج والزواج.
فأصبحت كيان تدفع بالحفاظ على محافظة الإستقرار حيث التكامل ما بين المجتمع الزراعى والرعوى.بالرغم من التنافر ما بين الموردين إلا أنها أصبحت اتجاه في نسق واحد.
فنجد أن البساطة والتلقائية الموجودة في المجتمع الرعوى في هذا الإقليم قد إستغلت أبشع إستغلال من قبل أنظمة الحكم في السودان في التأليب والتأجيج والميل نحو الصراع لمحاربة الطرف الأصيل في هذا الإقليم أصحاب المهن الزراعية والتجارية فهم قديمى قدم التاريخ في الإقليم لهم ممالك وسلطنات يشهدها تاريخ العالم القديم والحديث.
ومن غير وعى وما سيئول إليه نواتج الأمور أصبحت المنطقة تعيش حالة من عدم الإستقرار والصراع والمنافسة من أجل سحق الآخر فالمعروف بالطبع أن المجتمع الزراعى يميل دائما نحو الإستقرار والثبات فالمنطق الواقعى يغلب المحافظة على إنتاجه وزرعه.
أما الرعاه كما نعلم فهم دائمى الترحال فهم غالبا إثنيات عربية من بطون متباينة "فللحقيقة هم أشد عروبة من الشمال الذي يتشدق بالعروبة" فإستغلوا حاجة الثروة الحيوانية إلى الكلأ والجفاف الذي يطارد الإقليم في كل المواسم بالهجرة نحو المناطق المخضرة فهي ليست ظاهرة جديدة عليهم فهى عملية مستمرة إعتادوا عليها يعرفون مساراتهم وأماكن إقامتهم ومن هم جيرانهم توطدت علاقتهم مع السكان المستقرين ولكن نادرا ما تحدث المناوشات في أماكن المياه.
ولكن مع تطور الوقت تغيرت وتيرة الحياة في المنطقة فبدلا من الإستقرار تحولت المنطقة إلى منطقة صراع لأسباب غير معروفة لديهم، ولكن نجد أن الوسط أي الشمال قد إستغل تلك الفجوات التى تحدث نادرا ما بين الرعاة والزراع بتغزيتها والوقوف بصورة منحازة مع طرف ضد آخر فأصبحت المنطقة تعيش مرحلة الإنهيار والدمار لأسباب يعرفونها وأماني منيت لهم كهدف إستراتيجى وجب تنفيذه.
بالرغم من التنوع الإثني الموجود في اقليم دارفور لم يجنح العنصر العربي نحو التشدق بالإثنية والأصولية وبنى كنعان كانت غير موجودة وقد أستفحلت بفعل مؤثرات خارجية دخيلة على المنطقة لم نعتد عليها، ولعدم توفر النظرة الثاقبة والإدراك بواقع المستقبل لدى هذا الطرف أصبح يستكين لهذه الثقافة الوافدة عليها وإستلبت منها واقعها الأصيل الذي كان يعيش معها لخلف نموذج لحياة أخر قد يشكل خطرا على إستقرارها في الإقليم لأنه أصبح مصدر تهديد للطرف الأخر.
فنجد أن تلك النظريات كانت سائدة في علم الإنسان الذي سبق التاريخ حيث يصعب تحقيقيها أو يستحال إعجازا تطبيقها على الواقع الحديث.
فالوقع يطرح نفسه على أن يتم تحكيم صوت العقل والرجوع إلى جادة الصواب والإستفادة من أخطاء الماضي لكى نكون ونعزز حاضر دارفور.
Osman Karka taise
|
|
|
|
|
|