|
دارفور.. ماذا تنتظر من أديس أبابا؟ بقلم احمد قارديا
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أديس أبابا : احمد قارديا
المؤكد أنه لا شئ هو إجابة السؤال المدرج فى العنوان, وستكون معجزة لو نتج عن مفاوضات " أديس أبابا" وقفاً لإطلاق النار أو سلاماً أو سلطةً انتقالية أو تنحياً للبشير, لكن من المؤكد أيضاً أن عدم إنعقاد المنبر سيكون كارثة, ولذا سعت قطر لإفساده استغلالاًللخطأ الذي ارتكبته حركات دارفور بالموافقة على منبر" الدوحة" سابقا, وهو الخطأ المشابه ل" ابوجا", وذلك عندما تلقف الإتحاد الافريقي ودولة تشاد تلك الأخطاء وأفسدوا سلام دارفور, وباقي القصة معروف . اليوم لا يمكن التفاؤل بما سينتج عن" أديس" لأن كل المؤشرات تقول إن البشير لم يشعر باليأس بعد, وإن كان يعي أن الطريق أمامه مسدود, وعلي عكس بعض من هم حوله, وخصوصا بعد التصريحات الأجنبية الأخيرة بأن هناك شخصيات في نظام البشير تواصلت مع الوسيط ودول أخري مطالبة بإيجاد حل ومخرج من هذه الحرب, إلا أن البشير لا يشعر بذلك طالما أن هناك دعماً عسكرياً إيرانياً متاحاً له, وتلاعبا او قل تارجحا, ودعما اقتصاديا قطريا بالموقف تجاه البشير, وهو تأرجح يعكسه تناقض ما يقوله قطريون خلف الأبواب المغلقة, وما يفعلونه علي أرض الواقع, ولذلك لا يمكن أن يعدل علي مواقف حقيقية من البشير الذي لا يفهم إلا لغة القوة التي لا يملكها" أديس" بالطبع. ولكي تكون هناك حلول حقيقية في دارفور فلابد من حدث" ضخم" لا يهز إيران وقطر وحسب, بل بمقدوره أيضا أن يحرك الغرب عن مواقفهم المتساهلة تجاه البشير, وخصوصا أنه رغم كل التقارير الدولية الجادة التي أثبتت أن البشير متورط حقيقة في جرائم حرب توجب محاكمته دوليا, مثل القتل الممنهج والتهجير والتدمير بحق دارفوريين, وكذلك مثل حيا عن اغتصاب جماعي اخير في منطقة تابت. ولذا فلكي يكون هناك تحرك دولي جاد تجاه دارفور, وحلول حقيقية, فلابد من حدوث أمر" ضخم" في دارفور من شأنه تغيير الواقع علي الأرض, وإيصال رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها: تحركوا الآن, وعدا عن ذلك فلا يمكن توقع الكثير من مفاوضات أديس أبابا. وبالنسبة للأفارقة أي الاتحاد الافريقي والايقاد، ممثلون في السيد ثابو امبيكي رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوي في" اديس أبابا" فليس لديهم تصور واضح, وآليات ملزمة, فكل ما يُقال يعتمد علي تعاون قطر وحلفاء نظام الخرطوم للضغط علي البشير, وليس هناك ما يثبت جدية حلفاء النظام بالطبع, وخصوصا أن القطريين غير معنيين بوقف المعاناة الدارفورية بقدر ما هم حريصون علي مواصلة تسجيل النقاط أمام الافارقة الضعاف, وعليه فمن الصعب توقع الكثير من " اديس أبابا" ما لم يكن هناك " واقع" جديد علي الأرض في دارفور من شأنه أن يقلب المعادلة, وإجبار جل الأطراف علي إعادة التفكير بمواقفهم من نظام الخرطوم, وخصوصاً قطر وتشاد, اللتان لا تُؤمنان بالنيات الحسنة, بل بلغة المصالح والواقع علي الأرض.
|
|
|
|
|
|