|
خواطر زول مستاء ومحبط من حكايات التمرد والتهميش الفارغة -الجزء الثاني
|
خواطر زول مستاء ومحبط من حكايات التمرد والتهميش الفارغة ( الجزء الثاني (
مواصلة لخواطر زول مستاء من حكايات التهميش والتمرد الفارغة أقول لزميلي د . أدم حريكة بانه وحتي ولو إفترضنا بان منطقة دارفورهي الجهة الوحيدة المهمشة في السودان وما أكثر الجهات والمناطق التي تعاني من التخلف ونقص الخدمات في السودان فان نقص الخدمات الأساسية أو ما يسمونه بالتهميش ليس بالجرم الذي يرقي إلي مستوي حمل السلاح وإعلان الحرب علي الدولة والمواطنين في دارفور وكان ينبغي علي متمردي دارفورإن كانوا حقيقة سودانيون موجوعون بهموم المواطنين أن يتحلو بالحد الأدني من الإنضباط الوطني وبالتالي يحافظوا علي حرمات الناس والممتلكات في دارفور بدلا من البهدله والغلغلة التي أدخلوا فيها أهلنا الطيبين بسلوكهم المشين هذا وانه لمنتهي التخلف والبربرية ان يقوم متمردوا دارفور بذبح الأبرياء وتدمير ممتلكاتهم ومرافق الدولة علي السواء بمثل هذه الحجج والزرائع الواهية التي لا تبرر قتل الإنسان وتمدير الممتلكات .. من بربكم هو المستفيد من ترويع أمن المواطن وزعزعة إستقرارالبلد .. أنا شخصيا مندهش ولا أكاد أصدق بان كل هذا الدمار والقتل والتفلت الأمني ناتج عن دعاوي التهميش ونقص الخدمات الأساسية .. ياخوانا ما هو واضح وباين بان كافة المناطق السودانية الأخري برضوا بتعاني من ذات المشاكل التنموية الموجودة في دارفور.. وهنا أعود واؤكد مجددا بان ما يجري في دارفورمن فظائع ليس بسبب نقص في الخدمات الأساسية أو غياب لمشروعات التنمية كما يدعون وإنما الحاصل يرجع لإفتقارهذه المنطقة الصحرواية البائسة لحضارات قديمة يستمد منها الإنسان قيم التعايش والسلام الإجنماعي وتأكيدا لذلك نهدي لحاملي السلاح في دارفور الملاحم الوطنية التي سطرها أهلنا الحلفاويين حينما تركوا ديارهم بطريقة حضارية رائعة وهاجروا إلي منطقة البطانة في شرق البلاد في ستنيات القرن الماضي دون عصيان أو تمرد أو تفلت أمني أو تدمير ممتلكات أو ذبح أبرياء وذلك نزولا عند رغبة الحكومة السودانية الفائمة آنذاك والتي كانت قد أبرمت إتفاقية مياه النيل الحالية مع الشقيقة مصر ما أدي إلي زيادة الحصص المائية للسودان بغية التوسع في مجالات الزراعة المروية في كافة انحاء البلاد وبالتالي ساهمت تلك التضحيات الوطنية الرائعة التي قدمها النوبيون في إقامة مشاريع زراعية عملاقة في السودان مثل المشاريع الزراعية التي قامت في منطقة خشم القربة والرهد والسوكي الخ والتي ساهمت بدورها كما أسلفنا في تطوير الإقتصاد الوطني السوداني لما فيه خير كل البلاد كذلك نهدي لهم التضحيات الوطنية الكبيرة التي قدمها أهلنا الشوايقة في منطقة سد مروي برحيلهم من مناطقهم دون عنف أو تمرد حتي يتسني للسودان الإستفاده من هذا السد في التوسع الزراعي وتوليد طاقة كهربائية هائلة ونقلها لأخوتنا في الغرب والجنوب والشرق والشمال حتي تختفي مظاهر قطوعات الكهرباء التي لازمتنا منذ فترة طويلة من الزمن وأخيرا لابد لي أن أتوجه بسؤال برئ إلي الدكتور أدم حريكة مفادة :- ما الذي جعل أهلنا الحلفاويين والشوايقة يتصرفون علي هدي ذلك النهج الحضاري الرائع رغم فقدانهم لأرض الجدود وفي ذات الوقت ما الذي يجعل حاملي السلاح في دارفور يتصرفون بهذا الشكل الهمجي الغير متحضرفقط لان منطقتهم تعاني من بعض النقص في معينات الحياه كسائر اقاليم السودان الأخري وإذا إفترضنا بان مصالح البلاد العليا في وقت ما إقتضت وإستلزمت ترحيل أهالي دارفور إلي منطقة أخري من السودان مثل ما حدث لأهلنا الحلفاويين والشوايقة في منطقة سد مروي فيا تري كيف كان سيكون رد فعل هؤلاء المتمردين !! أكيد كانوا أشعلوا الحرب الكونية الثالثة علي السودان .. يا أخوانا خلوا عندكم شوية وطنية لانوا مش معقول ناس تضحي بأرض الجدود علشان خاطر عيون الوطن الكبير وناس تعلن الحرب علي الحياة والإنسان بسبب نقص في الكسرة والدواء وإنها والله لمفارقة حضارية عجيبة أن يحدث ذلك الفعل المتمدن الرائع من أهلنا في الشمال بالتضحية بالأرض علشان وطنا يتقدم وتحدث هذه البلطجة والإنفلات الأمني الغريب الذي لا يشبة السودانيين في دارفور من أجل قطعة خبز أو شربة دواء وكفي تشويها وتدميرا لسمعة السودانيين وقيمهم الحضارية الضاربه في عمق التاريخ بحجج سخيفة لا تنطلي حتي علي أطفال السودان .
فيصل طــه / الرياض
|
|

|
|
|
|