|
خفايا الموقف المصرى المناهض لسد النهضة – بقلم المهندس الطاهر على الريح
|
04:34 PM Apr, 01 2015 سودانيز اون لاين الطاهر على الريح- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
طار عقل المفاوض المصرى بعدما طارت 25 مليار متر مكعب من مياه النيل قال أستاذنا بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم ووزير الرى الأسبق المهندس صغيرون الزين صغيرون عليه رحمة الله والذى كان يدرسنا مادة مياه النيل " اِن اِستقلال أريتريا لن يكون فى مصلحة السودان لأنه سوف يكون خصماً على حصتنا من مياه القاش " . هذا التفكير البراغماتى هو الذى يجعل من الدول المتشاطئة على الأنهار من اِتخاذ سياسات اِستراتيجة للاِستفادة من مياه الأنهار وعدم التفريط فيها . ومن هذا المفهوم البراغماتى اِنطلقت مصر فى مباحثات مع السودان 1953م لتكسب موافقته بخصوص اِنشاء السد العالى وتقاسم مياه النيل بناءً على ما تم عليه الاِتفاق فى معاهدة 1929م بين مصر والادارة البريطانية التى كانت تمثل السودان فى ذلك الوقت . كانت المباحثات تصطدم بالموقف الوطنى السودانى الرافض للهيمنة المصرية التى تريد أن " تكوش " على نصيب الأسد من مياه النيل ، ولقد كان وزراء ومهندسى الرى السودانيين فى مستوى التحدى ويتمتعون بحس وطنى كبير لم يفرطوا فى حقوق السودان المائية مع الجانب المصرى خلال ست سنوات من التفاوض . مصر لم تعتمد الشفافية قط فى تعاملها مع السودان فى اِدارة ملف مياه النيل بل عمدت الى التربص بالأنظمة الديمقراطية فى السودان والتى وقفت ضد الوصول معها الى اِتفاقية مجحفة أو التفريط فى حصتنا من مياه النيل بل أستعملت الاِبتزاز والحيل من خلال شراء الذمم وأغدقت عليهم الأموال من بنك مصر وأطلقت عليهم الاِعلام المصرى للنيل من الشخصيات والأحزاب التى تقف عقبة فى الوصول الى اِتفاق معها حتى ترضى طموحاتها على حساب الوطن ، فوصمتهم مرةً بالعمالة للانجليز والقبول بالقواعد العسكرية على أراضى السودان وأستمالت البعض منهم فى سبيل تحقيق نزواته فى الحكم حتى جعلته يقبل باِتفاقية مياه النيل المجحفة التى تم توقيعها العام 1929 م والتى أعتبرها الأستاذ محمود محمد طه ترقى التى تهمة الخيانة العظمى . نتيجةً لاِثارة الحياة السياسية السودانية ووصهما بالتعاون مع الامبريالية الأميركية للاِطاحة بالنظام الديمقراطى القائم واِتباع الحيل التى صدقها البعض وباع البعض نفسه : أن قام الانقلاب العسكرى الأول كخيار أخير لجأ اليه الأميرالاى عبدالله خليل بطل النيل ورئيس الحكومة وقتها بدلاً من اِنتهاك سيادة الوطن نتيجة للتدخلات المصرية فى شئوننا الداخلية ، فكانت النتيجة توقيع اِتفاقية مياه النيل 1959 م والتى كانت وبالاً على السودان وتكبدنا من خلالها الخسائر فى حلفا وفقدنا حصة كبيرة من مياه النيل جراء هذا الاتفاق الظالم . لقد عمدت مصر فى السابق على تهديد أثيوبيا وأعلن الرئيس أنور السادات بضرب أى سد يتم اِنشائه على النيل الأزرق بدون موافقة مصرية لأن التوازنات الدولية كانت فى صالح مصر فى ذلك الوقت مع وجود نظام شيوعى فى أثيوبيا وأستطاعت كذلك أن تفشل كل الخطط الأثيوبية فى اِيجاد تمويل لمشاريعها المائية . وعودة الى قصة المعارضة المصرية فى الوقوف ضد سد النهضة فلقد كانت مشكلة مصر الأساسية أن قيام سد النهضة سوف يحجب عنها كمية المياة الزائدة والمتدفقة من نهر النيل والتى تعادل أكثر من 25 مليار متر مكعب فى المتوسط كما تذكر التقارير الدولية والتى أوردها الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان ، وكانت مصر تعول عليها كثيراً فى خططها المستقبلية دون حسيب أو رغيب ، فلا السودان أستطاع أن يستفيد من حصتة ولا أثيوبيا أستطاعت اِنشاء خزان نسبة لتكبيلها بالمعاهدات الدولية ولم تنجح فى الانتعاق منها الا بعد صدور اِتفاقية الأمم المتحدة للمجارى والمياه الدولية التى أعطت دول المنبع والمصب فى التعاون الذى يفضى الى اِستفادة كل الأطراف من الأنهار التى تمر بأراضيها وأما ما كانت تثيره مصر من آن لآخر من مشاكل جراء قيام السد هو لذر الرماد فى العيون . قيام سد النهضة أصبح الهاجس للمصريين وقد حاولوا مراراً وتكراراً اِيجاد طريقة يستطيعون من خلالها التمكن بالاحتفاظ بالمياه المتدفقة والزائدة عن اتفاقية 1959 م المقدرة ب 25 مليار متر مكعب .وأستعانت بخبراؤها لخلق واقعٍ يسمح لها بزيادة الكمية المسموح لها بحسب الاتفاقيات السابقة فيما يُعرف بالحقوق المكتسبة ولما لم يجدوا لذلك سبيلاً هددوا بضرب السد فى اِجتماع مذاع على الهواء دون معرفتهم ، لكن المواقف الأثيوبية أفشلت كل الخطط المصرية لوقف اِنشاءات السد الشىء الذى أوقف تقريباً كل الخطط الزراعية المستقبلية لها . وحتى الاِتفاق الأخير لم يكن ليلبى طموحاتهم حيث أجبروا على التوقيع عليه ليفتح لهم الطرق الأخرى من خلال ما أسموه التعاون فى المجالات المختلفة ولم يتبق لهم اِلا اِستجداء الأثيوبين ، فطار رئيسهم مباشرةً بعد التوقيع على الاِتفاق الثلاثى الى أديس أبابا مخاطباً البرلمان الأثيوبى عله بذلك يفتح عقل وقلب المفاوض الأثيوبى ولاِيجاد موطأ قدم لهم مستقبلاً بما يتيح لهم الاتفاق على اِقتسام كمية المياه الزائدة المتدفقة من نهر النيل بمعزلٍ عن السودان .
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- الجامعة العربية خادمة الاِمبريالية الغربية – بقلم الطاهر على الريح 03-02-15, 07:58 PM, الطاهر على الريح
- هؤلاء هم الأنصار وهذا هو الشعب السودانى - بقلم الطاهر على الريح 01-05-15, 05:54 AM, الطاهر على الريح
- لماذا تحول الزعيم الأزهرى من الجبهة الاستقلالية ومجلس السيد عبدالرحمن المهدى الى الفكرة الاتحادية.. 01-02-15, 10:19 PM, الطاهر على الريح
- لماذا فرط الزعيم اِسماعيل الأزهرى فى سلطته لاِنقلابى مايو 1969 م... بقلم الطاهر على الريح 12-27-14, 02:50 PM, الطاهر على الريح
- مقترح للاِخوة المغتربين لدعم الخدمات الصحية.....بقلم الطاهر على الريح 12-17-14, 01:35 PM, الطاهر على الريح
- سلام تعظيم الى ثوار غزة – بقلم الطاهر على الريح 07-23-14, 10:22 PM, الطاهر على الريح
- السر أحمد قدور ذلك العملاق الشامخ – بقلم الطاهر على الريح 06-26-14, 09:37 AM, الطاهر على الريح
- ماذا يجرى فى العاصمة المثلثة – بقلم الطاهر على الريح 06-12-14, 09:41 AM, الطاهر على الريح
- زمن الانكسارات العربية ونكسة حزيران – بقلم الطاهر على الريح 06-05-14, 09:21 AM, الطاهر على الريح
- الدكتور الترابى :هو من أمر باِعتقال المهدى – بقلم الطاهر على الريح 05-18-14, 01:35 PM, الطاهر على الريح
- التمكين و نتائجه الكارثية على الطبقة الوسطى - بقلم الطاهر على الريح 05-07-14, 02:16 PM, الطاهر على الريح
- مصر لن تقبل بأخوي وأخوك في قضية حلايب رغم الوشائج – بقلم الطاهر على الريح 04-28-14, 08:50 PM, الطاهر على الريح
- لولم يقدم الدكتور مامون حميدة غيرهذا البرنامج " صحتك " لكفاه – بقلم الطاهر على الريح 04-04-14, 06:56 PM, الطاهر على الريح
- فى اِنتظار وثبتك أيها الرئيس قبل أن ينسل الوطن من بين أيدينا - بقلم الطاهر على الريح 03-30-14, 06:59 PM, الطاهر على الريح
- حسين خوجلى والدورالمشبوه فى تناول قضايا الجماهير- بقلم الطاهر على الريح 03-25-14, 05:22 PM, الطاهر على الريح
- تباشير الأجندة الوطنية وتحديات المرحلة المقبلة – بقلم الطاهر على الريح 02-24-14, 02:46 AM, الطاهر على الريح
- نطالب بتجدد شكوانا الى مجلس الأمن رداً على التحديات المصرية بشأن حلايب – بقلم الطاهر على الريح 02-20-14, 03:37 PM, الطاهر على الريح
- البيك عبدالله خليل .. رجلٌ أنصفه التاريخ ...فكيف نرد الاِعتبار لهذا القائد العظيم ؟ بقلم الطاهر على 01-25-14, 05:45 PM, الطاهر على الريح
- معسكرات اللاجئين فى دارفور وصمة عار فى جبين الدولة .... بقلم الطاهر على الريح 01-18-14, 09:12 PM, الطاهر على الريح
- حلايب سودانية 100 % ....ولن نفرط فى أرضنا وعرضنا ؟ بقلم الطاهر على الريح 01-12-14, 02:47 PM, الطاهر على الريح
- هل من أمل فى الحفاظ على وحدة دولة جنوب السودان ؟ بقلم الطاهر على الريح 01-05-14, 06:23 PM, الطاهر على الريح
- عهد التمكين والتسييس اِنتهى ! بعد أيه يا سيادة الرئيس ؟ بقلم الطاهر على الريح 12-31-13, 05:52 AM, الطاهر على الريح
|
|
|
|
|
|