|
خـواطر صحفي بالمنفى – 3 خضرعطا المنان
|
خـواطر صحفي بالمنفى – 3 خضرعطا المنان [email protected] الجزء الأ ول : التكفيريون وطالبان في السودان : لا يوجد في التاريخ نظام حكم يدعي انه اسلامي عمل على تشويه الاسلام قولا وفعلا وممارسة مثلما فعل الاسلامويون الحاكمون بأمرهم في السودان باستثناء الحكم الشاذ لحركة طالبان في أفغانستان والذي لم يعترف به في هذا العالم سوى تنظيم القاعدة الذي اتخذ من جبال أفغانستان الوعرة وكهوفها المظلمة مقرا له . و قد عزز قيام نظام حكم هو اشبه بنظام طالبان سيئ السمعة من مقولة ان للاسلامويين الحاكمين في السودان تاريخ حافل – أسوة بالجماعة الاخوانية التي ينتمون اليها – من صراع حول المفاهيم وتوظيف الدين لخدمة أغراض دنيوية فضلا عن سجل عامر بالكذب الممنهج والنفاق والفجور في الخصومة .. الا انهم – أي اسلاميو السودان – أضافوا ( بدعة ) فريدة الى صفحات ذلك التاريخ الأسود وتلك السجلات المشوهة ومن تحت عباءة خرقاء استلوا الينا سيفا مسموما اسموه ( انقاذ البلد !!) ثم فتحوا وطنا جاءوا اليه بليل من ( حفرة ) التاريخ وقاع مجتمع مسلم فطرة وعقيدة ليتحكموا فيه شعبا وأرضا ومقدرات ومصيرا .. ومن جراب انقلابهم العسكري البغيض أخرجوا الينا ثعبانا قاتلا اسمه ( المشروع الحضاري !!!) فتحوه – أي السودان - أمام كل ارهابيي العالم ومرتكبو الجرائم ممن هم مطاردون في أوطانهم وهاربون من شعوبهم وملاحقون قضائيا .. حيث لا تزال الذاكرة الجمعية لدى السودانيين تقف طويلا أمام مشهد هو الأغرب في التاريخ الحديث : زعيم اسلاموي عراب للنظام مشبع بالغبن والهزائم اسمه (حسن عبد الله الترابي) يفتح أبواب السودان مشرعة على مصراعيها لاستقبال كل من هب ودب وموصوم بكل تلك الصفات أعلاه ليأتي ويقيم حرا طليقا على أرضه ويمارس من النشاطات المشروعة و(غير المشروعة!!) ماشاء له أن يمارس دون رقيب أو حسيب .. فكان أن امتلأت الخرطوم بسحنات من البشر من يألفها السودانيون ولم يرونها في حياتهم .. السودانيون الذين أخذوا على حين غرة وصودرت أحلامهم بغتة ووئدت ديمقراطيتهم الوليدة ( المتعثرة آنذاك !!) وأختطف مستقبلهم تارة باسم ( المشروع الحضاري ) وتارة أخرى تحت شعار ( شرع الله!) الذي أصبح جبالا من الوعود الكاذبة والمراوغات السياسية الرخيصة التي قادت – في نهاية المطاف - هذا المشروع وذلك الشعار الى الاضمحلال والتآكل التدريجي حتى وقف عند سفح الجبل فأرا مصابا بالجرب والهزال وهو يحمل لافتة مهترئة مكتوب عليها ( معركة الكوندوم !!) التي جاءت مختبئة تحت عباءة سوداء الى داخل أروقة ( المجلس الوطني ) أو برلمانهم المزعوم والذي من غرائب الدنيا وعجائبها انه لا يوجد به معارض واحد !!!. الشاهد أن جماعات جهادية وتكفيرية خرجت من رحم كل تلك الأوضاع / الأوجاع أعلاه بعد أن قال صاحب التاريخ الأسود ( حسن الترابي ) قولته المشهورة ( كل أرض هي أرض الله وما الحدود الا صناعة استعمارية !!) .. وهي المقولة التي فتحت أبواب جهنم على نظام /اسلاموي/ اخطبوطي/ انقلابي /كريه كان هو من جاء به ورعاه .. فكان نصيب السودان – مذاك – أن تصدر قائمة الدول الراعية للارهاب .. خاصة بعد قيام ( المؤتمر الاسلامي الشعبي العالمي ) بالخرطوم والذي حضره كل شذاذ الآفاق والملتحون في العالم وأصحاب شنط التجارة بالدين ( من جاكرتا في أدونيسيا وحتى مراكش في المغرب ) .. وقد كان مؤتمرا جامعا جاءت معظم توصياته سرية مؤداها اكتساح العالم وتصدير النموذج الاسلامي الذي في مخيلتهم الى كل أرجائه !! .. ولكن كان الأخطر ذلك البند الذي منح (الترابي) شيكا على بياض ليوقع عليه ويحمل في طياته ( تصدير النموذج الاسلامي السوداني ) لكافة دول الجوار والمنطقة ( دول شرق أفريقيا والساحل ) الأمر الذي استمات نظام الخرطوم في سبيل تحقيقه الا انه اصطدم بواقع صخري تحطمت أمامه كل تلك المحاولات بعد ان حاصرته ( الابتلاءات !!!) من كل جانب . الجزء الثاني : ثورة أبو حمد : انها ثورة حقيقية تلكم التي شهدتها مدينة ابوحمد الباسلة بما يعرف بـ ( ولاية نهر النيل ) في الفترة من 10/11 وحتى 14/11/2013 بعد معركة طاحنة خاضوها بمنتهى الرجولة والبطولة مع قوات النظام وهم يدافعون عن شرف بناتهم ومدينتهم عقب اعتداء احد المجهولين على داخلية طالبات بالمدينة وقام بطعن احداهن بسلاح ابيض .. فكانت ثورة شعبية حقيقية تخللها اعتصام استمر 4 ابام اخضعوا خلالها النظام لارادتهم وتحقيق مطالبهم كاملة أهمها وقف حالة الانفلات الامني الذي اخذ يهدد السكان والمرافق التعليمية وطلاب المدارس في المدينة وهو ما تحقق لهم بقرار حكومي . فلأهلي في ابوحمد التحية والانحناءة والتجلة . وفي الخاطرة القادمة – بمشية الله تعالى - القرارالتاريخي والذي جاء متأخرا كثيرا والقاضي بطرد (الحبيب الامام .. ابوالكلام ) من قوى الاجماع الوطني وما يمكن أن يترتب عليه في مقبل الأيام لا سيما على صعيد العمل المعارض داخليا وخارجيا .. ورد السيد أبو عيسى علي حينما طالبته بذلك من قبل وأمام جمع من الحضور .
|
|
|
|
|
|