|
خريف الخرطوم .. انعدام التخطيط صدى القلم - مقال .زاهر الحاج بقلم زاهر الحاج
|
ما تشهده البلاد من امطار وسيول يعكس العجز الواضح لسياسة مسئولي حكومة ولاية الخرطوم والولايات الاخرى تحديات وظروف تواجهها الولاية والمواطن كل عام وتتكرر نفس الاخطاء وذات التصريحات ، وذات الوجوه تتكرر مع توالي سيناريو الكوارث والسيول . هذه التحديات اصبحت هاجسا يقلق راحة المواطن وتثير مخاوفه مع بداية كل خريف إذ افتقد الثقة في إمكانيات الولاية إذا ما اخذنا ولاية الخرطوم كمثال ، يخرج علينا مسئوليها من كل طيف منهم مسئولي الدفاع المدني ، مرورا بوزارة الصحة ، امتدادا لمسئولي الطرق والجسور والسدود ، ولرجال الارصاد الجوي نصيب من التصريح ، وذوي المناصب العليا ، تتعدد التصريحات وتصب في قالب موحد وهو مفاجأة الخريف للولاية وعدم الاستعداد له بصورة كافية ، وقلة الامكانيات وشحها و و و .. ، فهل تناسوا ان هناك فصل اسمه (الخريف) ، ومن ثم تبدأ المجهودات والانقاذ والاغاثة والمعونة والجسور الجوية ، ولِم كل ذلك وفي الإمكان افضل مما كان ؟ فالظروف التي تعيشها البلاد اليوم ليست وليدة اللحظة بل هي تراكمات من السلبية في المعالجة والتخطيط ، معالجات كانت ومازالت تفتقد إلى الاسس والقواعد الراسخة لتأسيس بنية تحتية مستقبلية للدولة ، وليس ذلك جزافا بل الشواهد تعكس ذلك واكثر منه وتشير إلى إهمال متراكم وتقاعس في اداء المسئولية الملقاة على عاتق المسئولين . وما الامطار الاخيرة وما الحقته من ضرر بالغ بالبنيات التحتية وقبلها بارواح وممتكات المواطنين إلا دليل على تلك الاخطاء فقد كانت متوقعة من واقع نتائج الامطار الغزيرة التي مرت على البلاد في الاعوام القريبة الماضية ، غير انه لم تتغير سبل المعالجة او الاستعدادات بالصورة المناسبة ووضح ذلك في غرق مرافق استراتيجية " كالمطار والانفاق والطرق الرئيسية " فضلا عن تعطل الحياة اليومية بصورة كبيرة ما استدعى خروج المسئولين في جولات لاتفيد المواطن بقدر ما تهمه المعالجات الجذرية التي تجنبه مثل هذه العواقب الكارثية ، والمخزي ان البوابة الرئيسية التي يبني عليها الزائر لبلادنا انطباعه عن البلاد ومدى مواكبتها للتطور والحضارة ميناء السودان الجوي قد غرق في صورة دراماتيكية مخجلة ، وفضح زيف الحضارة والمواكبة والتطور . والناظر إلى ولاية الخرطوم اليوم عاصمة الدولة ووجهها الحضاري وبوابة السودان وهي تغرق وتفيض وترقد في ومستنقعات من المياة يدرك ان هنالك خلل كبير في التخطيط والتنفيذ للمشاريع ، خلل يتضح معه مدى ضعف الإهتمام بالبنيات وافتقارنا إلى التخطيط الاستراتيجي لبناء الدولة وهذه هي بنيتنا التحتية فكيف حال اسس البناء الاخرى لركائز الدولة وقاعدة النمو هشة سيئة التخطيط والتنفيذ ، ومن ثم اين هي شعارات الإهتمام بالمواطن وتحقيق رفاهية العيش والحياة للجميع وقد انقضت كل تلك السنين والمسئولين ما زالوا على ذات المناصب لم يقدموا شيئا في الواقع الردئ للبنيات بل ما زال الوضع على ما هو عليه ويظل (الشُح وقلة الامكانيات) مفردات مفترى عليها كل ما حل خريف وعاثت الامطار تخريبا وتكسيرا وتشريدا وتهجيرا للمواطنين ، ومازلنا نفتقد إلى ثقافة (الاستقالة) وإتاحة الفرصة لمن هم اكفأ وافضل واكثر خبرة منا لأخذ مواقعهم وتمليكهم زمام المبادرة والاخذ بالقيادة للنهوض بالبنيات وتحقيق ما يستحقه ذلك المواطن العظيم الصابر ، من حياة كريمة ، وقد اثبت من هم في قيادة العديد من مؤسسات الدولة حاليا عدم مقدرتهم على تقديم نتائج ملموسة وايجابية يحسها المواطن وتنظرها العين ، بل يظل الحال على ما هو عليه . وتظل جسور الإمداد والغوث مستمرة مازال فكر الحلول الوقتية قائما بلا تخطيط او استراتيجيات لبناء قواعد مستقبلية من البنى التحتية ، وتظل الظروف تتكرر في انتظار صحوة تغيير وتبديل في مفاهيم الإبدال والإحلال والعمل بمنظور علمي وتخطيط مدروس .
|
|
|
|
|
|