|
خذوا الحكمة من الجنرال سلفاكير..!! بقلم عبدالباقي الظافر
|
03:04 PM Sep, 01 2015 سودانيز اون لاين عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
في صباح يوم هادئ انتظمت الغابة حالة من الحركة المشوبة بالتوتر والقلق ..قبل يوم واحد كان الدكتور مشار يخطب في جنده المتمردين .. نقل إليهم أن نائب رئيس حكومة الخرطوم سيكون بينهم .. العسكر كانوا يتهامسون في عربي جوبا "زول طويل دا يجي غابة كيف ".حسب بعضهم أن حديث القائد مشار ربما يكون من أجل رفع المعنويات ..المهم حدثت الزيارة وهبط الزبير محمد صالح في غابات منطقة الناصر محاطاً بالأعداء من كل جانب ..كان ذلك في منتصف التسعينات حينما نشط حوار سري بين الحكومة ومنشقين عن الحركة الشعبية انتظموا وقتها في مجموعة الناصر ..المهم جداً أن تلك البادرة الشجاعة أسست لاتفاق الخرطوم للسلام ..بل بنت المبادرة أساساً من الثقة بين مشار وقادة الإنقاذ مازال البناء عليه مستمراً . الآن يدور جدل صاخب في الخرطوم ويعلو الصوت الرافض لنقل أي من فعاليات الحوار الوطني إلى الخارج ..الرئيس البشير لوّح برأيه الحرب لكل من يرفض الحوار الوطني الذي بدأت جلساته..الأستاذ إبراهيم محمود نائب رئيس المؤتمر الوطني في حوار مع الزميلة الرأي العام قال "لا معنى لاجتماع تحضيري للحوار بالخارج "..بل مضى إلى أكثر من ذلك حينما قال "أمبيكي وكل العالم متفق معنا أن الحوار سوداني سوداني "الشيخ إبراهيم السنوسي في برنامج بثته قناة أمدرمان بشر أن الحوار سيكون بمن حضر..وعندما سئل عن الضمانات التي يحتاجها المعارضون للوصول للخرطوم أوضح الشيخ السنوسي أن الضمانات ستصدر عبر إعلان عالمي من رئيس الجمهورية مصحوباً بضمانات من الاتحاد الأوروبي. كان ذلك ما ترغب فيه الخرطوم..مجلس الأمن الأفريقي الذي ظل أحد المصدات التي تحمي الحكومة السودانية اجتمع قبل أيام بمعارضين أبرزهم الإمام الصادق المهدي وقادة من الجبهة الثورية..كان ذلك خروجاً على البروتكول المألوف ..المهم أن مجلس السلم الأفريقي منح حكومتنا مهلة للتفاوض مع الحركات المسلحة.. بعد انقضاء الأجل سيرحل ملف السودان إلى نيويورك حيث الأمم المتحدة.. هذه المرة ستكون هنالك توصية أفريقية ينتج عنها قرار أممي جديد ضد السودان ..سيحصد الشعب السوداني مزيداً من العقوبات جراء تعنت حكومتنا. حاولت جاهداً أن أعرف السبب الذي يجعل الحكومة وأصدقاءها في الحوار الوطني يرفضون أي منصة تحضيرية خارجية تيسر من أمر الحوار..مصطلح حوار تحضيري يعني عملية إحماء قبيل الدخول في ملعب الحوار..الغريب أن الحكومة عقدت بالخارج عدداً كبيراً من جلسات التفاوض مع خصومها ..لماذا الآن ترفض فعلاً.. لا تأثير سالب منه ..بل ربما يحفظ ماء وجه المعارضة التي أعلنت كفرها بالحوار الوطني. في تقديري..أن سياسة ركوب الرأس والإصرار على السير الخاطيء في طريق لاتجاه واحد لن يفيد عملية الحوار..هذا الحوار لن يكون مفيداً للوطن إن لم يسكت صوت الرصاص ويجمع معارضين من مشارب مختلفة ..سيكون مجرد وحدة بين الإسلاميين الذين تفرقوا من قبل ما بين القصر والمنشية. خذوا الحكمة من الجنرال سلفاكير الذي اضطر أن يحني قامته المديدة جراء الضغط الدولي..مهر الجنرال اتفاق مصالحة مع خصومه والغضب يبدو على عينيه..بل إن الجنرال سلفا عبر عن ذلك حينما وصف الاتفاق الذي لم يجف مداده بأنه هش. بصراحة.. هذه الحكومة ترفض تقديم التنازلات مجاناً ثم تضطر لاحقاً إلى دفع ثمن باهظ.. وهذا ما سيحدث قريباً.
أحدث المقالات
- مزامير البؤس شعر نعيم حافظ 09-01-15, 03:59 AM, نعيم حافظ
- بيع الترام في السويد بقلم شوقي بدرى 09-01-15, 03:25 AM, شوقي بدرى
- قانون الفاتكا و الخاص بالإيفاء الضريبى لمن لديهم حسابات مالية خارج الولايات المتحدة الأمريكية 09-01-15, 03:22 AM, ماهر هارون
- بين زنقة زنقة القذافي.. و كركور البشير! بقلم عثمان محمد حسن 09-01-15, 01:49 AM, عثمان محمد حسن
- سلام الجنوب .. سلام السودان بقلم نورالدين مدني 08-31-15, 10:24 PM, نور الدين مدني
|
|
|
|
|
|