|
خالد حسن عباس.. بقلم عثمان ميرغني
|
04:51 PM Aug, 22 2015 سودانيز اون لاين عثمان ميرغني-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
حديث المدينة الجمعة 21 أغسطس 2015
اللواء (م) خالد حسن عباس اسم معروف شغل مناصب دستورية رفيعة بعد اتقلاب 25 مايو 1969 الذي قاده العقيد جعفر محمد نميري وصحبه من الضباط إضافة إلى مولانا بابكر عوض الله. بعد حياة حافلة بالمتاعب السياسية والصحية انتقل اللواء خالد حسن عباس إلى رحاب ربه الغفار الرحيم.. ورغم أنني لم ألتقِ خالداً قط إلا قبل حوالى عام.. زرته في بيته بحي الرياض وجلست معه طويلاً أحاول إقناعه بأن يسمح لنا بنشر تجربته السياسية على صفحات التيار.. ووافق وتحدثنا عن طريقة عرضها.. ثم ظللنا على اتصال بالهاتف إلا أن القدر لم يحقق لنا رجاءنا.. لكن من خلال جلستي مع اللواء خالد.. واستعراض بعض المحطات التأريخية ساورني إحساس أنه ربما رضي من الغنيمة بالإياب.. بمعنى– وهذا استنتاج- ربما غير متحمس لنشر مذكراته؛ لأسباب في ظني ترتبط بنظرته لتلك الفترة التأريخية ومآلاتها.. خالد كان في عمر أنضج من زملائه لحظة تنفيذ الانقلاب.. فغالبية أعضاء مجلس الثورة كانوا في رتبة (الرائد) التي نالوها قبل أسبوع واحد من الانقلاب.. شباب قليل الخبرة مشحون بالحماس- الذي أودى بالبلاد إلى الحال الذي نكابده الآن.. لا أظن أن المطامع الشخصية هي التي دفعت هؤلاء الشباب لتدبير الانقلاب العسكري.. كان الحماس والروح الوطنية هي التي تملأ إرادتهم، لكن- بكل أسف- تضافر عليهم شح الخبرة، والرؤية، مع انسياقهم وراء الشعارات فارغة المضمون.. وانحناء النخب المستنيرة تحتهم، واستغلالها لحماسهم.. كان في يد هؤلاء الشباب أن يؤسسوا لأعظم ثورة حقيقية تطفر بالسودان.. لأنهم تسلموا وطناً زاخر الموارد متعافي المؤسسات وقادر على الانطلاق بسهولة.. لكنهم تحت وهج الشعارات السياسية وبهارجها الكاذبة أطاحوا بكثير من الفرص الذهبية وارتكبوا قرارات تأريخية باهظة الثمن لا نزال ندفع فاتورتها حتى اليوم.. هل تذكرون قرارات المصادرة والتأميم الشهيرة التي أطاحت باقتصادنا حتى اليوم؟. هل تذكرون قرار الرياضة الجماهيرية.. الذي أطاح بالرياضة وكانت في أزهى بطولاتها؟. خالد حسن عباس لم يكن من المتطرفين السياسيين.. شغل مناصب كثيرة ورفيعة لكن ذاكرة الشعب السوداني لا تحمل له.. ولا تحمله أوزار ذلك العهد البئيس. ولكم تمنيت أن لو أمهل القدر خالداً حتى يسطر كلمته للتأريخ.. فهو حامل أسرار كثير من الأحداث الجسام التي مر بها النظام طوال سنواته الـ (16).. ودفع ثمناً باهظاً حينما لقي شقيقه حتفه في مذبحة بيت الضيافة الشهيرة عام 1971. اللهم ارحم خالد حسن عباس، وأحسن إليه، وأبدله وطناً خيراً من وطنه.. بقدر رحمتك الواسعة.
أحدث المقالات
- رحم الله اللواء خالد حسن عباس .. بقلم حيدر احمد خيرالله 08-22-15, 07:23 AM, حيدر احمد خيرالله
- الراحل يوسف أحمد المصطفى: من العجيمية إلى اليسار بقلم حسن وراق 08-22-15, 07:19 AM, حسن وراق
- العراق.. صحوة الشيعة العرب بقلم نديم قطيش 08-22-15, 07:14 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- أكذوبة الحوار الوطني!! بقلم د. عمر القراي - كندا 08-22-15, 06:24 AM, عمر القراي
- استقالات فلسطينية تكتيكية لكنها مستحقة بقلم نقولا ناصر* 08-22-15, 06:19 AM, نقولا ناصر
- أخرسوا و أسكتوا .. فالسكوت من ( ذهب)!.. بقلم لبنى احمد حسين 08-22-15, 06:16 AM, لبنى أحمد حسين
- وثائق نضالية من دفتر الآستاذ فاروق أبوعيسى14 1 بقلم بدوى تاجو 08-22-15, 02:27 AM, بدوي تاجو
- الفيسبوك مساحة للتواصل أم ساحة لقطع الأواصر ؟ بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف 08-22-15, 01:45 AM, بدور عبدالمنعم عبداللطيف
- فقيد العلوم والمعارف والخلق الكريم.. الدكتور ابراهيم العاقب بقلم الطيب السلاوى 08-22-15, 01:43 AM, الطيب علي السلاوي
- مقاطعة الكيان تنهار عربياً وتنهض دولياً بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 08-22-15, 01:39 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- المحاولات الفاشلة (لأدلجة) معاوية محمد نور و(تجييره) حزبيا! (5 من 11) بقلم محمد وقيع الله 08-22-15, 01:04 AM, محمد وقيع الله
- الكنديون العرب يصرخون لا للعنف بقلم بدرالدين حسن علي 08-22-15, 01:01 AM, بدرالدين حسن علي
- هوامش شخصية بقلم عبدالله علقم 08-22-15, 01:00 AM, عبدالله علقم
- يحتاج لتحصينه بجرعات مستدامة من المودة والرحمة بقلم نورالدين مدني 08-22-15, 00:54 AM, نور الدين مدني
- نوستالجيا الكُتّاب والمثقفين في زمن الخدم وسودان السجم! بقلم البراق النذير الوراق 08-22-15, 00:52 AM, البراق النذير الوراق
|
|
|
|
|
|