|
خازوق المدفع و فتنة الاقليات بقلم:إبراهيم عجيب
|
الأقلية بالمعنى المفهوم هى العدد الاقل فى مجموعة غير متشابهة و لذا لا يهم ان تكون بين بنى البشر دينية او عرقية او قبلية حتى ذوى الاحتياجات الخاصة يعتبرون اقلية لها حقوق فى المجتمع . والاقليات فى العالم كثيرة وبعضها اندمج فى الشعب بسبب الحكومات المعتمدة على القانون والقضاء المستقل وانصاف المظلوم . وتوحدوا على اللغة العامة وتزاوجوا مع غيرهم فى البلد الواحد وتعلموا واتقنوا اللغة التى بها يتخاطب الجميع ويتسوقون ويرتزقون و يتكاتبون . والاقليات فى السودان متنوعة منها الذين هاجروا الى السودان فى عهد قريب ومنهم الاصلين المتواجدين منذ الاف السنين . ولان السودان به عدد كبير من القبائل تزيد على 500 قبلية صارت الى مجموعات على سبيل المثال لا الحصر الشماليين ، البرقارة ، البجة ، النوبة وغيرهم . لذا نجد ان أهل السودان مترابطين فى سلام منذ حكم دولة الفونج والعبدلاب التى كانت اول فيدرالية فى العالم معترفة بالتنوع ومتضامنة للدفاع عن الوطن .وكان فيها 9 ابواب لكل باب ككر وهو كرسي للملك وطقوس محددة و هذه التسعة ابواب هى التى عرفت فيما بعد بالمدريات التسعة واعتبرها الانقليز الانسب للسودان (تقسيم الانقليز الإدارى ) عليها تأسست الحكومة والادارة العامة للسودان . هذا التعريف بعيدا عن الخازوق الذى اتت فيه كناية المدفع عن القهر بإستعمال السلاح والسلاح والخازوق كلهما من صنع غير السودانيين. لذا كان إستعمال السلاح به أخطاء جعلت ضرره اشد قساوة من نفعه . أن الاقليات التى أنتهجت استعمال السلاح فى السودان هى فى الغالب سياسية و قد فشلت فى الوصول لكراسى الحكم عن طريق الدميقراطية والحفاظ عليه . والشائك فى الامر أن المتسيسين ومحتكرى السياسة فى السودان متفرغة دمائهم على الأحزاب جميعا فمثلا تجد على عثمان وحسن الترابى فى مصاهرة لأل المهدى وفى إختلاف زائف مهم نسابتهم فهم متأسلمين أصحاب فكر غريب وال المهدى ورثة حكم والذى يموت هو الشعب السودانى بإستعمال سلاحه وجيشه . هناك أقليات تعانى من الاضطهاد ولكنه أضطهاد من سياسيى الخرطوم وليس من الشعب و خير مثال أهل جنوب السودان الذين أنفصلوا لسبب غير وطنى تماما وهو أن تستمر الطائفية فى التحكم فى باقى السودان وخاصة أن عدد المسلمين فى الجنوب يساوى 18% وعدد المسيحين يساوى 17 % و البقية ديانات هي عبارة عن طقوس محلية يعتمدومها فى الخير والشر والزرع والحصاد وغيره فى الاستشفاء وتسمى عند عامة السودانيين الكجور . هناك أقليات نزحت للسودان بسبب المراعى والمعيشة أوعدم إنسجامهم مع مجموعاتهم الاصلية مثل الرشايدة و هناك من اتت بهم مشاريع الزراعية مثل الهوسا و غيرهم قليل مثل اللاجئين . هناك ايضا عدد من الأقليات التى تنقسم بين السودان و دول الجوار مثل البنى عامر فى الشرق و غيرهم منقسمين بين أرتريا والسودان وايضا الزقاوة فى دارفور وغيرهم منقسمين بين تشاد والسودان وهناك مابين المصرين و السودان منهم البشارين والعبابدة وقليل من البجة . هناك من يعتبرون البجة والفور من الأقليات ولكن هذا غير صحيح لأن هتاين القبيلتين من المكون الأصلى للدماء السودانية رضى ام ابى الذين يدعون العروبة أو الافرقانية . والان لننظر الى علاقة خازوق المدفع أو حمل السلاح عند الأقليات أو المظاليم وكيفية تعامل الدولة مع هؤلاء . فبعض الأقليات تعمد الى خلق لوبيات للسيطرة الأقتصادية و ايهام الشعب بأن أعدادهم كبيرة وفى كل محفل هم متصدرون وغيره كما يفعل المتأسلمين فى العالم يملؤون الصحف والتلفزيونات ضجيجا ولهم برامج فيها يعدمون الأصل من الفكر ويتتبعون الكُتاب والفكر الحر قتلا واساءة للسمعة وهم يتجسسون على الجميع وعلى بعضهم البعض ايضا و يقتلون المسلمين اكثر مما يقتلون غير المسلمين . و هم بكل هذا العمل القبيح يوطضون لانفسهم لحكم الاغلبية بالفهلوة الغش والخداع والكذب ونقض العهود وضح الان للجميع أنهم طلاب حكم وبه يتسيدون على الناس ويسرقون وينهبون ولكنهم فى نفس الوقت لهم طرق أستبطوها من المتون القديمة فى التاريخ وبها يستعملون الدين والعقيدة وهو أسلوب رخيص مفهوم فى التاريخ وساقط لأنهم سرعان ما ينكشفون ولم ينظروا الى مألات الامم التى بها يقتدون منذ الفتنة الكبرى والى الأن . هناك اقليات كانت لها نشاطات تجارية تعتمدها فى حياتها و هذه النشاطات من ناحية الدين ليست محرمة مثل تهريب البضائع التى يعتمدها الرشايدة وغيرهم من مجموعات اخرى . وهذا الذي تتدعى الحكومات فى السودان زورا وبهتاننا أنه تخريب للأقتصاد هو له أسم غير ذلك فهو منع إحتكار تجار الخرطوم بحكوماتهم المتعاقبة على التجارة ، وليس للضرائب في هذا دخل كبير ،ذلك ان أغلب الضرائب تأتى من العمل والإنتاج لا البضائع ولكنها عزراً لا ينطلى على الشعب خاصة عند أستعماله من المتطفلين على مال الشعب . على قول أهلنا كلهم حرامية (يعنى لا مصلحة للشعب فى الضرائب التى بها يتعزرون ) بل قد يكون لهم نفع من المهربين فى كسر الإحتكار السياسى للتجارة . حملت هذه الفئة ومن يشبهها السلاح على الدولة لعدم أقتناعها بمسألة الضرائب والدولة تستطيع حل المشكلة ولكن المحتكرين لا يريدون ذلك وهم غالبا من المقربين وجماعة قاسم النص متطفلى المال السياسى . ففى مقدور الدولة عمل سوق كبير للبضائع فى منطقة فى الشرق على البحر الاحمر وجعل الضرائب على ابوابها للمشترين وبنسبة ضعيفة تساوى النسبة التى يأخذها الأرتريون فى دولتهم كرسوم عبور على المهربين وعمل مرسى كبير مفتوح للجميع السنابيك لتوريد بضائعها . وهناك قوميات أخطأت بتبعية الحكومة فى أول مراحلها وهى الى الان فى ورطة لمعالجة هذا الخطأ وخير مثال لها قبيلة الزقاوة التى وصلت الى درجة القبيلة المجاهدة ومنهم أعداد أنتمت للتيار الإسلامى للمتأسلمين فى السودان وهؤلاء نراهم اليوم وقد نازلوا النظام فى عداء شديد ويتحملون فتنة الإبادة التى تنظمها الدولة عليهم . وان اتحادهم مع الجبهة الثورية هو الرأي الصائب لإنقاذهم من فتنة المتأسلمين ولا ننسى أن هذه القبيلة من القبائل المشتركة والنظام يتعمد الإلتفاف عليها معتمدا على مصالح البلد الاخر وهذا مثال للقبائل المشتركة التى حملت السلاح سلما وكرها . والفتنة التى نقصدها هنا هي فتنة الابادة وانقلاب الشعب عليها عند تسيدها الأمر أو إعتلائها سدة الحكم وعليهم النظر لتاريخ السودان القريب مثل حقبة حكم الخليفة عبد الله التعايشى والتاريخ ملئ بالأمثلة . والأغلبية تظل أغلبية تحمل ضغنها وحتما سيأتى يوم إنتقامها وهذا هو القصد من فتنة حكم الأقليات سياسية كانت أو قبيلة . اليوم تعمل الحكومة على إثارة الفتنة فى الشرق وخاصة أن هناك نظريات لغسيل دماغ الشباب وأستقطاب حكومة العسكر المتأسلم لاقربهم للفتنة ، وهذا بدعاوى ليس لها فى الواقع وجود مثل أن كل البلاد بلاد الله و ديار الإسلام وديار الكفر . نعم كل الدنيا ملك لله الخالق العظيم ولكن هناك حقوق و واجبات وارض تعمر و تحمى فالذى يترك هذه الحقوق و التى منها ينطلق لتطوير أنتاجه المادى والأنساتى و تقديم الخاص على العام ، فحتما سيخسر ،، و عليه مراجعة تاريخه كله بدون إهمال فترة ما فيه . أما قضية اللاجئين فهى فتنة يدبرها النظام بإتقان لان السبب الذى اتى بهم قد زال ،، وأهل المرتفعات الأرترية لا يغنيهم إسلامهم بترك ارضهم للغير و أهل المنخفضات يعرفون بعضهم تماما من السودانى منهم ومن هو الأرترى .والشعب الأرترى والسودانى سيظلان جارين الى أن تقوم الساعة فاليعمر كل أرضه بالتعاون والشعب الأرترى أكثر حاجة للسودان . وكان الأجدر بالحكومة السودانية أن تنصح الحكومة الارترية بأثنين وهما (1) مصالحة النظام الأثيوبى وفتح الموانى كما كانت فى السابق لخلق فرص عمل جديدة (2) إعطاء الأرتريون فرصة تعمير أراضيهم بالبناء واستصلاح الأراضى بدلا من ضياع خبراتهم وجهودهم ومالهم . ولكن للأسف ان نظام العسكر فى السودان فاقد لذلك وفاقد الشيئ لا يعطيه فشعبه مشرد والمتواجد داخل الوطن يعمل النظام فيه تقتيلا . ففى ظل هذه الظروف بالغة التعقيد على الأقليات السياسية والعرقية أن تفهم أن الفتنة تبيدها كما وكيفا بمعنى ابادة فكرها وأعضائها (مكونها الفكرى والبشرى ) وعلينا جميعا أن نتجه فى طريق القومية والمساواة والأخاء .فظلم الاقليات خطأ وتحكمها بإستعمال السلاح والمتناقضات السياسية ايضا خطأ . لان فى الخطأ الاول الناتج عن الظلم يأتى عدم الإستقرار الذى يمنع الأمن والاستقرار والأنتاج بحمل السلاح ،، وفى الخطأ الثانى الناتج عن تسلطها بالسلاح هو إبادتها وعدم إندماجها فى المجتمع وأندثار فكرها بإنتصار الاغلبية التى تم استعبادها وتسخيرها .
|
|
|
|
|
|