· إستبشر البعض خيرا بإنطلاقة الحوار الوطني الذي دعا له السيد رئيس الجمهورية وقام بإفتتاحه في الجلسة البروتوكولية ، ثم ترك سيادته الحبل علي غارب اللجان الست .· تحمست تلك اللجان التي اعطيت لها مهلة لا تتجاوز الثلاثة اشهر لتعمل وتتداول وتمارس عصفاً ذهنيا بكل ما أوتيت من رجاحة عقول ، حتي تتمكن من رفع توصياتها أو مخرجات اعمالها الي صاحب الدعوة ، وهو السيد الرئيس.· ولكن .. لم ينتبه المخططين لإنجاز هذه الاعمال إلي طول فترة هذه المداولات ، بسبب أن مشاكل السودان أو فلنقل أن إقتراحات الحلول والتصورات لا تحتاج إلي التسعين يوما المقررة ، فمشاكل السودان وااااضحة ، تحتاج فقط إلي خمسة عشر يوما لترتيب الأمور ووضع المعالجات المناسبة .· كما أن الزخم الإعلامي الذي كان يواكب اعمال تلك اللجان يوميا من داخل القاعة او من خارجها ، وجهود الفضائيات التي تستضيف في كل يوم مجموعة مشاركين ، بما في ذلك الجهود التي يبذلها الزميل الاستاذ احمد البلال الطيب في واجهته التلفزيونية ، كل تلك المخرجات من الحوارات الفضائية والصحافية نراها قد كررت نفسها من حيث التركيز علي عبارات توافر فرص الحوار الحر والشفاف ، ثم بذل الجهود بأقامة ندوات في الاحياء التي يضرب لها المواطنون اكباد المواصلات لحضورها .· كل ذلك لن يفيد في إحداث تحول كبير وفاعل يؤثر ايجابيا في تغيير الحالة الإحباطية التي ضربت المواطنين في مقتل ، بسبب عدة عوامل يعرفها الجميع ، وفي مقدمتها الغلاء الفاحش وعدم السيطرة عليه وإنعدام فرص العمل للشباب فضلا علي أحتكار ما يتوفر من فرص لتصبح حصرا علي كوادر الحزب الحاكم فقط ، . ذلك أن هذه اللجان لن تكون مخرجاتها النهائية مثلما يتوقع اهل السودان الذين يفهمون خفايا وتقاطعات السياسة جيدا بسبب إتساع المدارك الثقافية عند عامة الناس ، لكن السلطة ربما لا تري ذلك ، أو تراه لكنها لا حيلة لها في الأمر ، حيث تضغط الأزمات علي خاصرة الوطن من كافة الجبهات ، إقتصاد ، حصار ، حركات مسلحة ، نهب بقوة شكيمة حتي داخل العاصمة وفي وضح النهار ، إنتشار لخاصية غسيل المخ عند الشباب من الجنسين فيما يتعلق بجهاد تنظيم الدولة ( داعش ) والتي إتضح ومنذ وقت مبكر أن مؤسسيها هم الدول الكبري بالتنسيق مع إسرائيل لإحداث شرق أوسط جديد ، مثلما حدث من تأسيس للقاعدة وطالبان ، ثم ضربها في نهاية الأمر . فعندما وصل خطر الإرهاب إلي العمق الفرنسي ، إنتبهت القوي الكبري ، وأعيد سيناريو الضربات التي أعقبت تفجير برجي التجارة في نيويورك في سبتمبر 2001م .· إذن ... لا فكاك في أن تحدث السلطة خطوات أقوي وأعرض تحدث دويا محليا ودوليا ضخماً وبطريقة أمضي وأكثر فاعلية من مؤتمر الحوار الحالي الذي يتبناه بمدافعة إعلامية متكررة الأخ الاستاذ كمال عمر وكأنه قد خصصت له مهام الدفاع عنه فحسب ، وهو يعلم ألا فائدة تأتي منه في مسألة هيكلة الحكم الحالي وبنياته التحتية والعلوية ، ودونكم تصريحات الاح وزير الدولة بالاعلام وآخرين حول مهام الحوار الوطني ، ( حتي لا ننسي ) .· فمن جانب .. نري في المشهد وبكل صوره الماثلة ، ذبول زهرات الحركة الإسلامية وأفول نجومها وفقدانها لحيويتها ، وإختفاء أو إخفاء رموزها التي ظلت تحدث ضجيجا إستمر لربع قرن من الزمان بلا طحين بائن ، وفشلت كل مشروعاتها في الحفاظ علي سودان ماقبل 30 يونيو 1989م .. وبالتالي لم يعد للمؤتمر الوطني القدرة والدايناميكية التي كان يحركها الصرف المالي علي أماناته في كل الولايات ليتواصل ضجيجه الذي خبأ الآن .· ومن جانب آخر ، فقد ألحق المؤتمر الوطني تشققات في الاحزاب التاريخية التي كانت ستتحول إلي قوي سياسية تتوارثها الأجيال بخطي حثيثة لتحفظ للبلاد وحدتها وسلامة اهلها ، قبل أن يتفكك المؤتمر الوطني نفسه والذي قال فيه الرئيس بأنه سيظل شبيها بالإتحاد الإشتراكي الذي أنزوي امام إنتفاضة الجماهير في مارس/ ابريل 1985م بالرغم من أنه قد قيل أن عدد أعضائه بلغ العشر مليون مواطن سوداني .· إذن ... نحن نحتاج إلي قرارات قوية وشجاعة لا يملك أدواتها ومفاتيحها إلا السيد رئيس الجمهورية شخصيا ، تحدث تحولا كبيرا في الراهن السياسي وتضع الحركات التي تحمل السلاح أمام تحد كبير في أن تصنع مع السلطة سودانا مختلفا يجمع كل الناس دون الحاجة لوسيط أفريقي أو مقترحات أممية والتي تلعب بخطوط الزمان . فالحل في يد الرئيس دون منازع ، وهو أقرب الحلول وأمضاها ، مقارنة بهطرقات لجان الحوار الحالية وجولات الرئيس امبيكي المكوكية .· أخيرا .... هل تأتي المفاجأة ؟؟؟؟· نتمني ذلك ،،،،أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة