|
حين اهدي ابو نايل الة عود لصلاح الباشا
|
كان ذلك في العام 1968م وكان وقتها الاخ الكبير والصديق العزيز لنا ولاخواننا الكبار اولاد الخليغة الباشا بمدينة بركات الهادئة وهو الاستاذ احمد خالد والد الفنان النجم Nile يعمل موظفا بمشروع الجزيرة ولم يكن في ذلك الزمان متزوجا بعد ويسكن في ( ميس ) الموظفين ببركات مع زملائه الموظفين ... كان الاخ احمد خالد كثير الزيارات لنا في حوش الباشا .. وقد كان الرجل وهو اصلا من ام درمان لديه مواهب متعددة ويجيدها ببراعة لا تخطئها العين .. كان احمد خالد فنانا في لعبة كرة القدم ويداوم علي تمارينها مع ناجي النهضة ببركات في حقبة الستينات .. بمثلما يجيد ببراعة لعبة كرة السلة .. وفنيات لعب الورق وقد ادخل لعبة (البريدج ) في امسيات نادي العمال الاجتماعي الرياضي حين كانت بركات مركزا للوعي الحقيقي لاهل السودان بسبب ان مشروع الجزيرة كان يستقطب اقدر الكفاءات السودانية للعمل فيه . فقد لمس السيد احمد خالد بانني اميل الي محاولة تعلم العزف علي الة العود وقد كنت وقتها طالبا بمدرسة ودمدني الثانوية حيث كان احمد خالد ياتي الي منزلنا بعربته المورس ماينر يحمل معه العود لكي يطربنا به بعد تناولنا لوجبة الغداء .. حيث كان احمد خالد يجيد اداء اغنيات الاستاذ الفنان الكابلي القديمة مثل اوبريت مروي وامير وياجار وزينة وعا########ي واسيا وافريقيا وغيرها من روائع ذلك الزمان . ذات مرة .. وكان الاخ احمد خالد ينوي الزواج .. طلب مني ان ازوره في بيت الموظفين الميس لامر هام حيث كان وقتها طريح الفراش بسبب قرحة المعدة التي كانت تتعبه كثيرا .. فذهبت له في العصر وكنت احمل له من بيت اخي الراحل الفنان حسن الباشا حساء من شوربة الخضار لتساعده صحيا بسبب توقغه عن الاكل بسبب القرحة .. فقام باهدائي الة العود الخاصة به ففرحت بها جدا وقد تعلمت به العزف .. بل برعت في العزف عليه وظللت احتفظ بذلك العود طوال مرحلة الثانوية .. بل حملته معي الي الخرطوم وظللت اغرد به طوال فترة دراستي بجامعة القاهرة فرع الخرطوم منذ العام 1970 وحتي اغترابي الاول في العام 1975م .. وقد رافقتي ذلك للعود في حفلاتي الفتية بالحامعة ورحلات الروابط العلمية ورحلات رابطة ابناء ودمدني بالجامعات .. حيث ظل السيد احمد خالد بهذا العود يذكرني باجمل لحظات حياتنا بالحزيرة وبالخرطوم في تلك الازمنة الجميلة . تزوج السيد احمد خالد من احدي العائلات الكريمة بحي بانت بودمدني في العام 1970م ثم ترك العمل بمشروع الجزيرة متعاقدا بدولة الامارات المتحدة في نهاية سبعينات القرن الماضي بالعاصمة ابوظبي . وقد سعدت ايما سعادة وانا اشاهد ابنه الذي اطلق علي نفسه لقب نايل وهو ينافس في مسابقات الغناء باللغة الانجليزية مبتعدا عن المحلية العربية كسوداني يخترق مجال الغناء الغربي والعزف علي الحيتار ... ولكنني اري ان البصمة الوراثية الفنية التي كان يتمتع بها والده احمد خالد قد ظهرت بوضوح تام في ابنه نايل الذي شغل الاعلام العربي هذه الايام في مجال الفن الغنائي. التحية له ولوالده الاستاذ احمد خالد .. والتحية لمدينة الاحلام ودمدني الجميلة ولبركات الاكثر جمالا .
|
|
|
|
|
|