حيثما توجد طاقة توجد تنمية بقلم ندى امين

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 01:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-05-2015, 01:57 PM

ندى أمين
<aندى أمين
تاريخ التسجيل: 04-28-2015
مجموع المشاركات: 9

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حيثما توجد طاقة توجد تنمية بقلم ندى امين

    02:57 PM Sep, 05 2015
    سودانيز اون لاين
    ندى أمين-الخرطوم-السودان
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    بموضوعية


    mailto:[email protected]@yahoo.com



    الوجه الإنساني للكهرباء

    قرية صغيرة في ولاية النيل الأزرق تغيرت حياة سكانها ونمط معيشتهم بصورة جوهرية بفضل إدخال الكهرباء في المناطق العامة فيها باستخدام نظام خلايا الطاقة الشمسية. الإنارة الليلية في الشوارع ساعدت السكان على التحرك بأمان والمسجد الوحيد بالقرية شهد اعدادا أكبر من المصلين لصلاتي المغرب والعشاء والمرتادين لحلقات التلاوة والذكر. كما ساهم النادي الإجتماعي الصغير في الحد من عزلة السكان وزيادة معرفتهم بعد ان قاموا بشراء جهاز تليفزيون يتحلق حوله العديدون للمشاهدة بالإضافة إلى عقد اجتماعاتهم ومناسباتهم الاجتماعية والثقافية وجلسات المصالحة.

    قبل إدخال مشروع الطاقة الشمسية كانت هذه القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1500 نسمة تعيش في ظلام دامس وتتوقف فيها الحياة مع غروب شمس كل يوم حتى تبدو وكأنها قرية مهجورة. لم يكن يتوفر لديها أي مصدر للطاقة ونتيجة لذلك اعتمد السكان على الأشجار كمصدر للطاقة مما شكل ضررا على البيئة في المنطقة المحيطة.

    كان نصف تلاميذ المدرسة الأولية في القرية يجتازون الامتحان بالكاد، ولكن بعد سنتين فقط من إدخال مشروع الطاقة الشمسية ارتفع معدل النجاح إلى 100%. حيث أدخل نظام الفصول الليلية لأول مرة في القرية وصار في وسع التلاميذ أداء واجباتهم المدرسية والتحرك بأمان إلى المدرسة ليلا. كما أن هذا قد ساعد على استقرار المعلمين بالقرية بعد ان استفادوا من تحسن بيئة سكنهم وصار في وسعهم تحضير دروس اليوم التالي بصورة أفضل. نتيجة لذلك حققت المدرسة إنجازات اكاديمية غير مسبوقة. حيث منحت المدرسة جائزة المدرسة المثالية في محلية الدمازين، كما نالت جائزة الولاية كأفضل مدرسة أساس، وتم تكريم المدرسة في البرنامج الوطني لرعاية الإبداع والتميز!

    في قطاع الصحة، ساعد برنامج الطاقة الشمسية القابلات على أداء عملهن ووفر لهن البرنامج بيئة عمل آمنة لممارسة التوليد ليلا. حكت لي إحدى القابلات هذه القصة المؤثرة "استدعيت ذات ليلة خريفية مظلمة تلبدت سماؤها بالغيوم للإشراف على إحدى الولادات، كان مصدر الإنارة الوحيد في القطية مصباح صغير يوقد بالجاز، وفجأة وفي اللحظة التي خرج فيها رأس المولود، هبت ريح قوية وأطفأت المصباح، وكان عليّ أن أواصل عملي رغم الظلام، حينها عشت أصعب لحظات عمري." هذه الأوضاع غير المستقرة أصبحت شيئا من الماضي حيث وفر المشروع لجميع القابلات العشر في القرية مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية. وعلى صعيد ذو صلة أثمر توفر الطاقة الشمسية في المركز الصحي الوحيد بالقرية عن زيادة ساعات العمل على مدار نوبتين، نهارية ومسائية. كما وفر النظام الجديد أجهزة للمختبر تتيح إعطاء تشخيص أكثر دقة بدلا عن الاعتماد على مهارة الطبيب فى التشخيص.

    فوائد الطاقة الشمسية امتدت لتشمل استخدامها بواسطة السكان لتحسين دخولهم وأنماط الحياة لديهم. لازال في مخيلتي حتى اليوم صورة الحداد الذي كان يجلس تحت مصباح الشارع ليلا ويمارس عمله بهمة ونشاط وعلى القرب منه تجمع البعض للحصول على وجبة فول ساخنة من إحدى دكاكين القرية. قام هذا المشروع أيضا بتعبئة المجتمع لضمان استمراريته بعد إنتهاء فترة عمل المنظمة حيث تم تدريب 24 مواطنا من القرية على صيانة جهاز الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى وضع رسوم شهرية بمبلغ واحد جنيه فقط على كل أسرة لمقابلة أعمال الصيانة.

    ما سردته أعلاه واقع شهدته أثناء زيارتي لهذه القرية في عام 2012 أثناء فترة عملي السابقة مع إحدى المنظمات الدولية التي مولت هذا العمل بشراكة مع الحكومة السودانية، وأتمنى ان يكون الحال اليوم كما رايته قبل أربعة اعوام مضت. وددت حينها لو ان بامكاني أن ادعو صانعي القرار والقطاع الخاص المحلي والأجنبي ليشاهدوا بالعين المجردة ما يمكن أن أطلق عليه "الوجه الانساني" للكهرباء وكيف أنها، وبعيدا عن لغة الارقام والأطنان والميقاواط، يمكن ان تمس حياة الناس بصورة حية ومباشرة وتنقلهم لأوضاع تنموية وتعليمية وصحية افضل.

    وعود وحرمان

    ازمة المياه والكهرباء التي تشهدها العاصمة السودانية نفسها بجانب معظم ولايات السودان ومنذ اشهر وما نتج عنها من سخط المواطنين الذي ترجم إلى مظاهرات واحتجاجات مطلبية اعاد إلى الأذهان ضرورة تغيير السياسات العامة للدولة للإستفادة من الطاقات المتجددة والبديلة التي يزخر بها السودان والتي يمكن ان توفر حلول رخيصة لمشكلة الإمداد الكهربائي. حيث عقدت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء قبل ايام ورشة عمل عن الطاقة المتجددة أعادت على أسماعنا ما نعلمه جميعا من غنى السودان بموارد متنوعة من الطاقة المتجددة المتمثلة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتوفرة في الولايات الشمالية والبحر الأحمر ودارفور بالإضافة إلى مصادر طاقة حرارة باطن الأرض ووفرة المخلفات الزراعية والحيوانية. وقد اكدت وزيرة الدولة بالوزارة، تابيتا بطرس تعاون السودان مع الوكالة الدولية للطاقات المتجددة لرفع نسبة إمداد الطاقة في السودان عبر الطاقات المتجددة بنسبة 30% بحلول عام 2030، ونتمنى ان يترجم هذا القول إلى فعل على ارض الواقع. وأن لا يظل مجرد حكي سياسي كعادة مسؤولينا.

    واذكر ان أحد مسؤولي الوزارة قد ادلى بتصريحات مؤخرا تفيد ان اكثر من نصف سكان السودان محرومين من الإمداد الكهربائي حتى يومنا هذا. وكلنا نذكر الخطب الرنانة و قصائد الغزل العصماء لتي تغنى بها قادة الإنقاذ الوطني إبان تشييد سد مروي وأنه سوف يكفي ويفيض حاجة السودان للإمداد المائي والكهربائي وأن السودان سوف يصدر هذا الفائض إلى الدول المجاورة! والان وبعد كشفت ازمات الكهرباء الخانقة والمتكررة زيف اسطورة سد مروي أو "مشروع القرن العظيم"، خرج علينا المسؤولون وكعادتهم بحزمة متضاربة من التصريحات والأعذار الواهية لتبرير فشلهم وعجزهم عن القيام بمسؤولياتهم تجاه مواطنيهم فتارة يعزون الآزمة إلى أن الطلب على الكهرباء اكبر من الطاقة الإنتاجية للدولة نتيجة لقلة الإنتاج الكهربائي من السدود المائية أو إلى ارتفاع تكلفة محطات الكهرباء العاملة بالوقود وتارة اخرى إلى كثرة الأعطال وعدم توفر قطع الغيار في عدد من محطات التوليد الكهربائي!!! بل وحاول مسؤولو هذا القطاع الحيوي وبدلا عن إيجاد بدائل وحلول للأزمة، إتخاذ البديل الحكومي المعلب الجاهز وهو "مد يدهم داخل جيوب المواطنين"، كما جرت العادة، وزيادة تعرفة الكهرباء والتي لولا أن البرلمان قد رفض الموافقة عليها في واحدة من مواقفه النادرة مع المواطن وليس ضده، لصارت معظم البيوت السودانية الأن تعيش في ظلام دامس يحاكي ظلام عصر الإنسان الحجري. ولا اعرف حقيقة اين تذهب ايرادات "الجمرة الخبيثة" أو الدفع المقدم الضخمة التي تجنيها الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء إن لم تذهب في توسعة شبكة الإمداد الكهربائي وصيانتها وزيادة سعتها التشغيلية.

    بعيدا عن النموذج المركزي

    ووفقا لوكالة الطاقة الدولية فإن نحو 1.5 بليون شخص، اي أكثر من خمس سكان العالم، لا يحصلون على الكهرباء، وأكثر من بليون آخرين لا يملكون سوى إمداد متقطع من الكهرباء لا يمكن الاعتماد عليه. كما ذكرت الوكالة أن 85% من الناس الذين يعيشون دون كهرباء، يقطنون في المناطق الريفية أو على هامش المدن. ولإنشاء شبكات الطاقة في هذه المناطق قدرت الأمم المتحدة أن ما يعادل من 35 إلى 40 بليون دولار في السنة تحتاج إلى أن تستثمر حتى 2030 لكي يتمكن الجميع على هذا الكوكب من الحصول على الكهرباء اللازمة للإنارة والطهي والتدفئة في منازلهم بالإضافة إلى الاستخدامات الإنتاجية المختلفة في المصانع والمرافق العامة.

    ولكن لماذا نظل ننتظر الحلول من أعلى إلى أسفل، أي من الحكومات التي اثبتت فشلها في توفير الإمداد الكهربائي إلى مواطنيها؟ حيث أبدى التقرير تشاؤمه من انه في ظل الاتجاهات الحالية سوف تظل هذه الإحصائيات على حالها مع تحسن طفيف يمكن ان يحدث في حال تخلت الدول عن الاعتماد الكلي على الحكومات في العالم النامي لتوفير الإمداد الكهربائي لمواطنيها. ولاريب أن الكثير من مواطني دول العالم النامي قد ضاقوا ذرعا، مثلنا تماما، بالخدمات الرديئة التي توفرها الهيئات العامة المسؤولة "رسميا" عن هذه الخدمات وإخفاقاتها المتكررة في تجويد وتوسيع قاعدة الإمداد الكهربائي ببلادهم. ولذلك بادرت الكثير من الدول الأفريقية وجنوب الاسيوية في اتخاذ حلول تبدا من المستوى القاعدي وبمشاركة القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات التمويل الأصغر وكان نتيجة لهذه المبادرات ان أحدثت انخفاضا ملحوظا في أسعار الخلايا الشمسية، حتى أن تكلفة كل كيلوواط هي نصف ما كان عليه قبل عقد من الزمن. ولا بد ان هذا المدخل مع اهميته يحمل معه الكثير من التحديات والتي تأتي في مقدمتها ضرورة توفر راس المال اللازم لتصنيع أو استيراد الاجهزة اللازمة بالإضافة إلى اهمية توفر المعرفة التكنولوجية لتشغيل وصيانة هذه المعدات.

    وعموما انتاج الكهرباء عن طريق الطاقات المتجددة ليس جديدا في السودان وإن كانت كل التجارب حتى الأن تصلح فقط ان اطلق عليها انها مجرد مشاريع تجريبية (pilot projects ) ومشتتة هنا وهناك، بعض منها ما تقوم بتمويله بصورة ضئيلة بعض المنظمات الدولية لإدخال نظام الإنارة في قرى السودان التي ما زال معظمها يعيش في ظلام دامس وبعضها الآخر تقوم به بصورة فردية ومحدودة قلة من المصانع والهيئات الحكومية والخاصة مثل مصنع سكر كنانة وغيره من مصانع السكر للاستفادة من مخلفات قصب السكر لإنتاج الطاقة. وعموما يمكن القول ان قصص نجاح واستدامة الطاقة المتجددة موجودة، على قلتها، في الكثير من الدول التي طبقتها ولابد من تقوية اسس الدراسات والبحث العلمي الذي يهدف الى الاستفادة بجدية وليس على طريقة الحكومة ذات الاسلوب الدعائي من وفرة الطاقات المتجددة في السودان.








    أحدث المقالات

  • مكاييل الحكومة ،إستمرارية الإقصاء!! بقلم حيدر احمد خيرالله 09-05-15, 05:03 AM, حيدر احمد خيرالله
  • تلاشت عروبتي.. ولكن لا اعاديهم بقلم خليل محمد سليمان 09-05-15, 05:02 AM, خليل محمد سليمان
  • أيها الفارون من جحيم الموت في سورية .. إلى نعيم جنة الغرب الموهومة !!! بقلم موفق السباعي 09-05-15, 03:05 AM, موفق السباعي
  • الحركة الشّعبية تأكل بنيِها.. إحالة ثوار إلي (المعاش)..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 09-05-15, 01:58 AM, عبد الوهاب الأنصاري
  • الاوربيون .... قساة القلوب بقلم شوقي بدرى 09-04-15, 10:58 PM, شوقي بدرى
  • الطواحين بين أشواق الإنسان وقسوة الواقع بقلم نور الدين مدني 09-04-15, 10:55 PM, نور الدين مدني























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de