|
حول كتاب نبوة محمد التاريخ والصناعة 2 - 2
|
في المقال 2 – 1 اشرت الى اهم ما قاله الدكتور محمد محمود في كتابه نبوة محمد التاريخ والصناعة مدخل لقراءة نقدية، ولم اخوض كثيراً داخل الكتاب حول دراسته لسيرة الانبياءاستند الدكتور في دراسته على القران والمدونات الإسلامية وكتب الأخباريين، مثل الواقدي، الطبري، البخاري، صحيح مسلم، وغيره من مصادر الكتب الاسلامية.
رغم علم الدكتور محمد محمود أن النقاش حول القضايا الدينية مكلف جداً، ولا يصلح في هذا الزمن في بلادي وعن تكلفة نتائج الافصاح بهذه الافكار، إلا أن لا مجال للخوف طالما نحن بنقاوم من أجل الحقيقة والحياة الكريمة لكل مجتمعاتنا. ولأهمية القضية ونسبتاً لحوجة تحويل مجتمعنا الي مجتمع منتج وخلاق كان لابد من الشجاعة والدفاع عن هذه المواقف، العديد من المفكرين الشجعان الذين كتبوا بشجاعة عن نقدهم للاديان، ولكن الدكتور محمد محمود استاذ مقارنة الاديان قدم مجهود كبير جداً وشجاع.
عموماً من لا يملك عقل حر يجعله يفكر بحرية لا يمكن ان يستوعب حرية الفكر، ولايمكن أن يخوض في حوار مثمر ومفيد، لذلك الدخول في حوار مع الذين لا يقبلون السماح للآخرين بالإفصاح عن آرائهم وأفكارهم هو عبارة عن حوار الطروش، وبما أن النظام القائم وكل تيارات الإسلام السياسي الأن لم يفسحوا للآخرين بالإفصاح بآرائهم وأفكارهم، بالتالي الحوار مع مثل هذه التيارات لايمكن أن يخوض الى نتائج مثمرة ومفيدة للطرفين.
أن مادة الردة التي تسلب حق الانسان الأساسي في حرية الفكر والضمير وتبيح دم الذين يتمردون أو يرفضون قمع الدين لهم ومصادرة حريتهم، بل وتعطي الاخرون والدولة معاً سلطة إعدام الانسان الذي يغير دينه لاسباب يعرفونها تماماً دعاة التيارات الدينية الذين يرفضون الخوض في انتقاد التجربة والفكرة، وايضاً يرفضون نقد التاريخ الذي رسمته دولة المدينة من قمع وعنف واضطهاد الاخرين الذين رفضون الاسلام ديناً. بالتالي لابد من كشف الحقيقة ومواجهة من يدافعون عن التجربة، ولابد من الاعتراف بانها هي ليست الامثل لبناء الامم، وانها غير صالحة لبناء مجتمع خلاق ومنتج في هذا الزمن.
عموماً انا لست ضد الدين ولكن ضد من يحولون الدولة الى مؤسسة دينية، وضد من يغيبوا وعي مجتمعنا من اجل حماية مصالحهم وايضاً ضد من يرفض الحقائق وحرية الفكر والاعتقاد.
أذاً لابد لنا من بناء أرضية ومناخ صحي إن كنا نريد حقا نقاشا مفيدا ومثمر وبناء دولة حديثة ومجتمع منتج، بالتالي الدخول في نقاش وحوار لابد ان يبدأ بالاعتراف بحرية الفكير والتعبير، وكما قال الدكتور محمد محمود حول رده للاسلاميين: "لن أستطيع الدخول في أي نقاش مع أي إسلامي إن لم يقرر بدء رفضه للمادة 126 واعترافه بحرية الفكر والتعبير. إن الإسلامي الذي يقف مع الردة لا يؤمن بكرامة الفكر ولا يملك بالتالي المصداقية الفكرية التي تؤهله لولوج الي عالم الفكر والتصرف في حضرته حتى وإن كان مختصا وأكاديميا".
اذاً اذ اردنا حوار محترم ومفيد للكل وبعيد عن العنف اللفظي لابد من الابتعاد عن المهاترات والتكفير حتى يتسنى لنا حوار يخدم مجتمعنا ويساعد في عملية نهوض مجتمعنا الى عالم الوعي والتقدم، دون ذلك يعني عجز. أن الذين يريدون الخوض في الحوار مع القوى التقدمية لابد بالاعتراف بحريتهم في التفكير والتعبير، وبالتالي يمكننا أن ننقل مجتمعنا الى عالم الانتاج والوعي. عموماً قدم الدكتور محمد محمود مجهوداً مقدراً في كتابه "نبوة محمد التاريخ والصناعة مدخل لقراءة نقدية، الذي يحتوي على 13 فصل في 450 صفحة.
أثار الكاتب نقاش اعتقد انه دائر في ذهن الكثير من العلمانيون التقدميين الذين يحلمون ببناء بلد آمن وسالم وخالي من الارهابيين وتجار الدين الذي يستغلون جهل مجتمعنا.
Tayfor Elamin , Human Rights Activist
|
|
|
|
|
|