|
حول خطاب البشير في ذكرى الاستقلال بقلم أحمد الملك
|
قال مشير الغفلة في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال:
لقد واجه معلنو الاستقلال الصعاب والعقبات، ونحن اليوم نذلل الصعاب، ونهيئ السبيل للشباب من أجل مستقبل زاهر . لن يتوقف سعينا في إتباع سياسات اقتصادية ومالية هادفة شاملة، وتنمية مستدامة، تجنح لتحقيق العدالة الاجتماعية.
الشباب يهرب الى اي مكان من المستقبل الزاهر الذي يعده لهم(مشير الغفلة)! الموت في الصحاري وفي البحار افضل من انتظار (موت) المستقبل الزاهر لمشير الغفلة. الوحيد الذي وصل الى القصر الجمهوري بحثا عن حقوقه، أعطاه مشير الغفلة الشئ الوحيد الذي يجيد اعطائه للآخرين: الموت! عدة رصاصات كانت في انتظار الشهيد : صلاح كوه دلدوم كافي.
ومن قبله صرف مشير الغفلة نفس (كوتة الموت) لشهداء سبتمبر الذين خرجوا للشارع بحثا عن المستقبل الزاهر وبحثا عن حياة افضل لهم ولأهلهم، بحثا عن الحرية والكرامة، في زمن استعبدت فيه الانقاذ وميليشياتها وجهاز امنها الناس. الناس الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا. بل أن الموت في زمن مشير الغفلة يصلك في مكانك حتى ان لم تحضر للتظاهر في الخرطوم، يقدم مشير الغفلة ونظامه خدمة توصيل الموت الى المنازل. فطائرات انتينوف المشير دكّت البيوت والمدارس، و قتلت المدنيين في الجبال ودارفور. وكانت ميليشياته الأرضية تكمل دائما مهمات (طائرات الموت).
مشير الغفلة يقارن نفسه بجيل الاستقلال الذي اشتهر بالعفة والخوف من المال العام. ميزة المشير ونظامه إن قلوبهم لا تعرف الخوف أبدا، لا من الله ولا من المال العام ولا من الشعب.
يخاف المشير من امريكا كما اعترف مؤخرا، فصل الجنوب بحثا عن رضاها. ولم يكن يعرف ان استرضاء امريكا (التي دنا عذابها) مكلف بتلك الدرجة! وحتى اليوم ورغم (خوازيق الحب من طرف واحد!) فإنه مستعد (ليحبو) ارضا بحثا عن رضاء امريكا!
في التسعينات كانت وسائل اعلامه (تهري) الناس بالعلاقات التي تحسنت مع امريكا! (وكلها طبعا وسائل حتى لا يأمل الناس في خلاص على يد الامريكان!) وكانت وسائل إعلام الكذب الرسمي تتحدث اليوم كله عن العلاقات التي اصبحت (سمن على عسل) مع الامريكان. نفس الامركيان الذين (ليهم تجهزنا) كانت نبرة الصوت في الأغنية (وايقاع الصراخ) يوحي انهم تجهزوا لهم (بالسلاح) لكن يبدو انهم تجهزوا انذاك على طريقة (عروس تتجهز لعريسها الغائب منذ زمان)!
اضطر الامريكان آنذاك لنفي تحسن العلاقات! قامت السفارة بطباعة خطاب وزعته على صناديق البريد جاء فيه ان تحسين العلاقات مع السودان هدف امريكي دونه شروط تحسن وضع حقوق الانسان وايفاء النظام بعدد من الشروط تصب في ذات الاتجاه، لا يزال النظام بعيدا عن ايفائها! وحين ذاع أمر خطاب السفارة، عاد اعلام الكذب وساحات فدائه لكيل الشتم للامريكان واستئناف (التجهز) لهم!
مشير الغفلة يضع نفسه في مكانة من هو أفضل من جيل الاستقلال، بإعتبار أن(الحي) افضل من الميت! جيل الاستقلال (حسب المشير) اكتفى فقط بمواجهة الصعاب! بينما المشير يواجه هذه الصعاب وينازلها استعدادا لدحرها (الامر الذي لم يتسن لجيل الاستقلال الذي واجه الصعاب من على البعد، ولم يستطع منازلتها أبدا ربما لأن مارشات (العساكر) كانت تفاجئه قبل النزال!
حقا ان مشيرنا ترك الصعاب والعقبات واكتفى بمنازلة طواحين هواء وهمية. إنشغل المشير عن منازلة العقبات بمنازلة شعبه الذي واجهه بقوله (الداير السلطة يشيل السلاح ويجينا)! اكتفى المشير بمنازلة العقبات التي تنازعه الكرسي من اقطاب حزبه الذين استقدموه من الميدان ليذهب الى القصر رئيسا، دون ان يضعوا في الاعتبار انه سيلبد في القصر الى الأبد، وسيرسل كل من ينازعه السلطان الى السجن (الجد) حبيسا!
مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
|
|
|
|
|
|