في بيانٍ عقب أعلان الوثبة في28/01/2014 ، وصفناها بالوثبة في الظلام ، ليس من بين أهدافها فكرة الحوار الحقيقي الصادق المتكافئ المُفضي الي نتيجة حتمية وهي التوافق علي القضايا محل الحوار ، ومن ثم الخروج برؤية واضحة وحلول جذرية لكل ازمات الوطن ، الذي يستحق الانتقال به من هذا المربع الآسن ورجل افريقيا المريض الي النمر الافريقي الذي لا يُقهر .
ذلك حُلم راود البعض ممن شاركوا أو وضعوا آمالا عليه ، للخروج بالوطن الي بر الامان ، لذلك جاءت صدمة بعضهم غير متوقع عقب إسدال الستار علي الوثبة وتوزيع الكعكة الصغيرة والايادي الكثيرة الممدودة فخرج البعض من المولد بلا حمص .. وآثروا (الجعجعة) في الوسائط الاعلامية عسي ان يجدوا من يصغي إليهم والبعض آثر الصمت ، فضلاً علي صنف آثر الهروب الي خارج الوطن معبراً بذلك عن عدم رضائه من قطعة الكيكة الصغيرة التي لا تسد رمقه .. إذن هو حوار توظيف ، مكاسب ، مغانم ، كيكة ، كراسي ، تمكين ، وليس حواروطن و قضايا وتوافق بين مكونات الدولة السودانية ... إنها مسرحية سيئة الإخراج والمحصلة النهائية له عودة الوئام والتئام شمل الإسلاميين (الوطني ، الشعبي ، الاصلاح الان ، منبر السلام العادل) بعد مفاصلة او مفاصلات بينهم ، إنه موسم تغيير الجلد كما تفعل الافعي او الحِرباء من اجل التوافق مع طبيعة المرحلة والاستمرار في الحياة ، ذلك هو المقصد والغاية المخطط له من قبل المؤتمر الوطني ، بطل المسرحية وقد اجاد الممثلون والكمبارس الادوار التي رسمت لهم بدقة وعناية حتي أن بعضهم اضافوا فقرات لنص السيناريو كما يفعل عادل امام في مسرحياته ، ورغم ذلك ! الإسلاميون استأثروا بالكيكة رغم صغرها وكثرة اياديها وتركوا الفتات لمن ارتضوا بالدنية في اهلهم .
الدولة السودانية وبعد اكثر من 27 عاما لا نري فيها غير البارود والدم ، الدموع ، نزوح ، لجوء ، جوع ، في مقابل قصورٍ شاهقات شيدت في بلاد الله الواسعة والفارهاتِ من المركبات ، الحسناوات مثني وثلاث ورباع والذهب والفضة كنزوها بعيدا عن الأعين وكل ذلك بإسم الدين ، هي إذن حصاد الدولة الدينية العُنصرية التي تًريد الاستمرار في السلطة بمثلِ هذه المسرحيات ، إنها دكتاتوريتهم التي تتعارض مع القيم الديمقراطية والحرية وخاصة إنها مقترنة بايديولوجيا دينية يري الغير بعين .. من ليس معنا فهو ضدنا ! ومن ثم يُحل دمه وماله .
إن هذه الدولة بحاجة ماسّة للتغيير ومستقبل افضل لبنيه ، وهذا التغيير حتما آتي ، ريما تكلفته قد تكون باهظة ان اصر الذين جاؤوا علي ظهر دبابة وارتدوا عبائة الدين وخلفاء الله في الارض راهنين الدولة لرغباتهم واتخذوها ضيعة ، انهم للسلطة والدنيا عملو ، عكس ما نادو به ، وذلك حال الذين يتخذون الدين مطية .. هذه التكلفة يمكن ان تكون باقل الخسائر لو انهم صدقو في حوارهم هذا وما إلتفوا عليه ، كانت فرصة ذهبية لينتقل الوطن الي مربع آخر ، كما في التجربة التونسية ومن قبلها جنوب افريقيا ، وذلك بقبول الخارطة الافريقية التي تؤكد علي مؤتمر تحضيري في الخارج يتم الاتفاق فيه حول اساسيات عملية الحوار من قبيل الرئاسة ، المكان ، الاطراف ، المنهجية ، الاجنده والقضايا ، المفاوضات ، ضمانات التنفيذ ، لضمان حوار جدي متكافئ ينتج عنه رؤئ واضحة وحلول جزرية وتوافق وطني يجنبنا الخيارات الاخري . ولكنهم اضاعو الفرصة و التهموا كيكتهم فهنيئا لهم !! وللوطن رب يحميه وابناء لن يرف لهم جفن حتي يعيدو الامور الي نصابها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة